واشنطن: بعد اكثر من اربعين عاما من التوتر والحظر، قد تنفرج العلاقات بين كوبا والولايات المتحدة مع ادارة الرئيس الاميركي المنتخب باراك اوباما الذي قد يعمد الى تخفيف بعض القيود المفروضة على الجزيرة الشيوعية. وبشأن العلاقات بين البلدين اللذين لا يقيمان علاقات دبلوماسية فعلية، قال اوباما اثناء حملته الانتخابية quot;حان الوقت لتصور استراتيجية جديدةquot;.

وكانت الولايات المتحدة فرضت حظرا على كوبا في عام 1962 بعد فشل اجتياح الجزيرة بهدف اطاحة نظام فيدل كاسترو. ثم تم تشديده منذ ذلك الحين مرات عدة وتقدر كوبا الخسائر التي تكبدها اقتصادها من جراء ذلك ب93 مليار دولار. وقد يقرر اوباما في مرحلة اولى اعادة النظر في القيود المفروضة على السفر الى كوبا. ولا يسمح حاليا الا لاعداد قليلة من الاميركيين من اصل كوبي بالتوجه الى كوبا واذا سمح لهم فذلك لفترات محدودة، فيما يحظر على المواطنين الاميركيين الذين لا روابط لهم مع كوبا السفر الى هذا البلد.

وكان اوباما قال اثناء حملته الانتخابية quot;ليس هناك سفراء للحرية افضل من الاميركيين من اصل كوبي. لذلك ساسمح على الفور وبدون قيود بالسفر وارسال اموال الى الجزيرةquot;. كما وعد باعادة النظر في القيود المفروضة على الكوبيين المنفيين في الولايات المحتدة لارسال اموال الى اقربائهم. واكد اوباما كذلك استعداده للتحادث مباشرة مع الرئيس الكوبي راوول كاسترو الذي خلف شقيقه فيدل كاسترو بعد تنحيه عن الحكم لاسباب صحية.

وقد تفكر واشنطن ايضا بشطب كوبا عن لائحة quot;الدول المساندة للارهابquot; كما قال ارشبالد ريتر الباحث في مدرسة العلاقات الدولية نورمان باترسون في اوتاوا (كندا)، مشيرا الى ان مثل هذا التدبير سيكون له وقع ايجابي على العلاقات بين البلدين. والانفراج قد يأتي ايضا من التجارة، خصوصا مع تزايد انجذاب الولايات المتحدة للامكانات المتوفرة لدى الدولة الجارة. وبالرغم من الحظر يعد الاميركيون المزود الاول بالسلع لكوبا التي تستورد 84% من حاجاتها الغذائية، ما يشكل مفارقة.

وثمة حجة اخرى لهافانا، وهي النفط. وتقدر السلطات الكوبية ب21 مليار برميل الاحتياطيات غير المؤكدة للخام في المنطقة الاقتصادية الحصرية في خليج المكسيك. وقد بدأت اعمال التنقيب بمساعدة البرازيليين والصينيين وحماية الروس.

وراى تيري ماريس البرفسور في مركز الدراسات حول التجارة الكوبية في جامعة اوهايو (شمال) quot;ان النفط يمكن ان يلعب دورا مهما على المدى القصيرquot; بين البلدين. لكن الحظر والعقوبات المفروضة على كوبا تبقى رهنا بضرورات السياسة الخارجية الاميركية التي تدعو الى ابقائها لانها تشكل وسيلة ضغط كبيرة على كوبا.