تل أبيب: قال بنيامين نتنياهو الذي يتوقع كثيرون أن يصبح رئيس الحكومة القادم في إسرائيل يوم الاثنين أنه يعتقد أن الرئيس الأميركي المنتخب باراك أوباما جاد في رفض تطوير إيران لأسلحة نووية رغم أنه لم يذكر أي خيار عسكري أميركي خلال مقابلة تلفزيونية.

جاء ذلك في معرض رد بنيامين نتنياهو الذي تشير استطلاعات الرأي إلى تقدم حزبه اليميني في نسبة التأييد قبل الانتخابات التي ستجرى في العاشر من فبراير/ شباط المقبل على مخاوف أثارها محللون إسرائيليون عندما لم يذكر أوباما تحديدا خلال مقابلة تلفزيونية يوم الأحد أنه من المحتمل أن يلجأ إلى القوة ضد إيران إذا لم تستجب لمطالب الولايات المتحدة الخاصة ببرنامجها النووي.

وصرح نتنياهو لوكالة أنباء رويترز بأن الرئيس المنتخب أوباما تحدث معه عن رأيه في أن حصول إيران على أسلحة نووية غير مقبول. وأضاف رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق قائلا إن ما يعتد به هو الهدف والنتيجة التي يسعى إليها وأن الطريقة التي يحقق بها هذا الهدف أمر أقل أهمية.

وتابع أنه أعجب بالتزام أوباما بمنع إيران من اكتساب القدرة على تطوير أسلحة نووية وأنه لا يساوره أي شك في أن هذا الالتزام حقيقي وأنه سوف يفي به.

وأثار إصرار إسرائيل على عدم السماح لعدوتها إيران بتطوير قنبلة ذرية تكهنات بأن إسرائيل التي يعتقد على نطاق واسع أنها تملك الترسانة النووية الوحيدة في الشرق الأوسط يحتمل أن تقدم من جانبها على ضربة وقائية.

وقال أوباما في مقابلة تلفزيونية إنه سيكون مستعدا لمنح إيران حوافز اقتصادية مقابل وقف سعيها لامتلاك تكنولوجيا نووية يمكن الاستعانة بها في إنتاج قنابل مهددا بعقوبات أشد إذا لم تمتثل.

وقارن بعض المحللين الإسرائيليين بين تصريحاته ورفض الرئيس جورج بوش استبعاد الخيار العسكري وقالوا إن تصريحات أوباما تشير إلى أن الإدارة الأميركية القادمة التي تخوض بالفعل حربين في العراق وأفغانستان ستعزف عن فتح جبهة ثالثة.

وكتبت يديعوت أحرونوت أوسع الصحف الإسرائيلية انتشارا في عنوان رئيسي quot;لا من خلال القوةquot;.

وتنفي إيران السعي لامتلاك أسلحة نووية لكن لهجتها الحادة المناهضة لإسرائيل أثارت مخاوف من احتمال اندلاع حرب إقليمية.

وبالرغم من المخاوف من احتمال أن تضطلع إسرائيل بتنفيذ ضربة بمفردها يعتقد محللون أن الجيش الأميركي وحده هو الذي يملك القدرة على تنفيذ مثل هذه المهمة وأن أي عمل إسرائيلي مستقل سيحتاج إلى تأييد ضمني على الأقل من واشنطن.

وينظر إلى نتنياهو الذي يتزعم المعارضة حاليا في إسرائيل على أنه أكثر تشددا إزاء إيران من وزيرة الخارجية تسيبي ليفني منافسته الرئيسية على رئاسة الحكومة.

وكان نتنياهو قد دعا إسرائيل قبل ثلاثة أعوام إلى توجيه ضربة إلى إيران تماثل قصفها للمفاعل النووي الرئيسي في العراق عام 1981. لكنه ذكر في الآونة الأخيرة أنه يفضل استنفاد الضغوط الدبلوماسية والاقتصادية التي تقودها الولايات المتحدة على طهران.

وقال ردا على سؤال عما إذا كانت إسرائيل يحتمل أن تشعر أن أوباما يقيدها أعتقد أن من المهم أن تجري مشاورات عن كثب بين إسرائيل والولايات المتحدة بخصوص هذا الموضوع، هذه مسألة تعرض إسرائيل للخطر وتعرض الولايات المتحدة للخطر وتعرض العالم كله للخطر وبالتأكيد تعرض السلام للخطر.

ويلقي كثير من الإسرائيليين باللوم على إيران التي تساند حركة المقاومة الإسلامية حماس في عرقلة جهود الفلسطينيين لتحقيق السلام.

وكان نتنياهو قد هون من شأن مفاوضات السلام التي يجريها رئيس الوزراء الإسرائيلي المنتهية ولايته إيهود أولمرت برعاية الولايات المتحدة مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس خصم حماس العلماني الذي يتولى السلطة في الضفة الغربية المحتلة بينما تحكم الحركة الإسلامية قطاع غزة.

ويتذكر الفلسطينيون الفترة التي تولى فيها نتنياهو رئاسة الحكومة في أواخر التسعينات كفترة لم يتحقق فيها سوى تقدم دبلوماسي ضئيل زاد عمق عدم الثقة بين الجانبين.

وقال نتنياهو إنه سيتخلى عما وصفه بالرد السلبي لحكومة أولمرت على الصواريخ التي تطلق من غزة، لكنه تعهد أن ينفذ بالتوازي مع ذلك برنامجا للتنمية الاقتصادية يهدف إلى حرمان التشدد الإسلامي وحماس وإيران من موطئ القدم اللازم للسيطرة على عقول الشباب الفلسطيني.