واشنطن: دافع الرئيس الأميركي، جورج بوش، بقوة عن القرارات السياسية التي سبق أن اتخذها حيال الشرق الأوسط، وخاصة غزو العراق، وذلك رغم الانتقادات الكبيرة التي سيقت طوال فترة حكمه، والتي تزايدت مع اقتراب موعد تسليمه السلطة للرئيس المنتخب، باراك أوباما. فبعد أن أعرب عن quot;أسفهquot; لأخطاء الاستخبارات الأميركية باتهام العراق بامتلاك أسلحة دمار شامل، عاد ليقول الثلاثاء إن حجم الدمار الذي خلفته هجمات الحادي عشر من أيلول 2001 جعلت الولايات المتحدة quot;غير قادرة على ترك نظام يمتلك سجلاً خطيراً وعنيفاً في قلب الشرق الأوسط،quot; دون أن ينسى الوعد بمحاسبة كبار قادة تنظيم القاعدة.

بوش، الذي كان يتحدث في كلية quot;وست بوينتquot; العسكرية أعاد التذكير بالفترة التي أعقبت هجمات نيويورك قائلا: quot;بعد أسابيع على الحادي عشر من سبتمبر/أيلول، بدأت قواتنا بنقل المعركة إلى (ميادين) الإرهابيين حول العالم.. ولم نتوقف عن القيام بذلك.quot; وأضاف: quot;نظرنا ملياً إلى الخطر الذي يرتبه العراق، وبعد الدمار الذي خلفته الهجمات استنتجنا أن الولايات المتحدة غير قادرة على تحمّل كلفة ترك نظام يمتلك سجلاً فيه هذا القدر من العنف والتهديد في قلب الشرق الأوسط،quot; في إشارة إلى نظام الرئيس العراقي الراحل، صدام حسين.

ودافع بوش عن وزير دفاعه السابق، دونالد رامسفيلد، رغم الانتقادات الكثيرة الموجهة إليه، فقال إن الأخير كان مسؤولاً عن قيادة عملية تغيير تركت القوات المسلحة الأميركية quot;أفضل تدريباً وتسليحاً، وعلى جهوزية لمواجهة كل المخاطر التي قد تعترض الولايات المتحدة اليوم وغداً وفي المستقبل البعيد.quot; وتطرق بوش إلى قادة تنظيم القاعدة الذين يطاردهم منذ سنوات، على خلفية هجمات نيويورك، وعلى رأسهم قائد التنظيم، أسامة بن لادن، وساعده الأيمن، أيمن الظواهري.

فوعد الرئيس الأميركي بمحاسبة أولئك القادة قائلاً: quot;سيأتي اليوم الذي ينالون فيها حكم العدالة الذي يستحقون.quot; وكانت وزيرة الخارجية الأميركية، كوندوليزا رايس، قد أقرت الأحد بتحملها لجزء من المسؤولية عمّا انتهت إليه الأمور بالعراق، قائلة إن هيكلية الحكومة الأميركية إبان إسقاط نظام الرئيس العراقي الراحل، صدام حسين، كانت quot;غير مناسبة.quot; واعتبرت رايس أنه كان من الأفضل إبقاء إدارة الأمور في العراق بيد الجيش الأميركي، غير أنها رأت بأن إسقاط صدام سيُنظر إليه في المستقبل على أنه quot;إنجاز إستراتيجي كبيرquot; لإدارة الرئيس جورج بوش، والولايات المتحدة.

لكن رايس اعتبرت أن إسقاط نظام صدام حسين سيُنظر إليه في المستقبل على أنه quot;إنجاز إستراتيجي كبيرquot; لبوش والولايات المتحدة، بعد التغييرات التي طرأت على الوضع العراقي. وجاءت مواقف رايس بعد أيام من ظهور بوش في مقابلة تلفزيونية أجرته معه محطة ABC، حيث عبّر عن أسفه quot;لإخفاق الاستخباراتquot; فيما يخص مدى التهديد الذي مثله الرئيس العراقي الراحل صدام حسين. وقال بوش: quot;لقد خاطر الكثير من الناس بسمعتهم وقالوا إن أسلحة الدمار الشامل تعتبر سبباً كافية للإطاحة بنظام صدام حسين.. وهو أمر لم أكن لأكرره ثانية، ولكنني أتمنى لو أن المعلومات الاستخباراتية كانت مختلفة.. على ما أعتقد!quot;

وعندما سئل عما إذا كان ممن الممكن أن يأمر بغزو العراق لو كانت لديه معلومات دقيقة بأن صدام حسين لم يمتلك أسلحة دمار شامل، قال بوش: quot;هذا سؤال مثير.. إنه مسألة لم أكن لأكررها.. ولكن بالنسبة لي من الصعب أن أتوقع ذلك.quot; يشار إلى أن بوش سيترك منصبه وهو يتمتع بأدنى شعبية بين الأميركيين كرئيس للولايات المتحدة.