مقتل 43 شخصاً في اعتداء شرق العاصمة الجزائرية

يسر: quot;انها مذبحة حقيقيةquot; هذا ما يقوله والد شاب مرشح للمشاركة في تدريب الدرك الوطني قتل الثلاثاء في اعتداء انتحاري استهدف مدرسة التدريب في مدينة يسر واسفر عن سقوط 43 قتيلا. وكان الشبان الجامعيون المدعوون الى المشاركة في مسابقة الانتساب الى الدرك الوطني تجمعوا امام بوابة المدرسة على الطريق الوطني رقم 12 على بعد ستين كلم شرق الجزائر العاصمة.

واكد شهود عيان ان انتحاريا اندفع بسيارته المشحونة بالمتفجرات على الطلاب الذين كانوا ينتظرون دعوتهم باسمائهم. وقد تسبب الانفجار في حفرة قطرها عدة امتار. وتابع الرجل وهو يجهش بالبكاء quot;انها كارثة. فليقتص الله منهم لتلك الجريمة التي ارتكبوها في حق هؤلاء الشبان براعم البلادquot;. وكان الرجل قد رافق ابنه ويشعر بالفخر لانه اختير للمشاركة في مسابقة الالتحاق بواحدة من اهم وحدات الجيش الجزائري.

وتدل واجهة المدرسة المدمرة والاشجار المقتلعة والزجاج المهشم في واجهات العديد من المحلات التجارية وانقاض العديد من المنازل المنهارة على قوة الانفجار الذي سمع دويه على بعد عدة كيلومترات وفق الشهود. واسفر الاعتداء وهو الاعنف في الجزائر منذ عدة اشهر عن سقوط 43 قتيلا و38 جريحا بين مدنيين ومرشحين للانضمام الى الدرك، حسب حصيلة رسمية.

وروى احد الشهود ان عائلة احد المرشحين (ابوه وامه وشقيقه) قضت في الاعتداء ولم ينج الشاب بحياته الا لانه ذهب يبحث عن سجائر قبيل الانفجار تاركا عائلته امام مدخل المدرسة. واكد الشهود ان عشرات الجثث كانت ملقاة على الارض بعد الاعتداء وانه تم جمع اشلاء العديد من الشبان المرشحين بسرعة ووضعها في اغطية نقلت بعد ذلك الى سيارات الاسعاف.. وقال quot;انه امر مرعبquot;.

وكان الجرحى يئنون من شدة الالم ويركضون في كل اتجاه بحثا عن الاغاثة. وظن المسافر نسيم (24 سنة) الذي كان يركب حافلة تصل بين وهران وتيزي وزو للوهلة الاولى انه حادث سير عندما صدمت الحافلة بقوة واهتزت من شدة الانفجار. وقال الشاب الذي يعتبر انه نجا quot;بمعجزةquot; لوكالة فرانس برس quot;كنت ممددا على مقعد الحافلة الخلفي عندما سمعت دوي انفجار تلته هزة قوية فظننت انه حادث وان سيارة اخرى صدمت مؤخرة الحافلةquot;.

وتابع وهو يرتعد خوفا ووجهه شاحب quot;لم افهم انه اعتداء الا عندما رأيت ألسنة اللهب وتلاها انبعاث دخان وتحطم زجاج الحافلة. فقفزت من النافذة فوجدت نفسي جالسا بين جثثquot;. واضاف ان quot;كل ذلك حصل في بضع ثوانquot;. وتابع quot;رأيت ايضا اشلاء بشرية متناثرة في مكان الاعتداء، اظن انها كانت للانتحاريquot;. وسرعان ما هرعت سيارات الاسعاف من البلدات المجاورة لنقل الجرحى والقتلى الى المستشفيات القريبة.

وانتقل فريق من الشرطة التقنية ببزاته البيضاء بسرعة الى مكان الانفجار بحثا عن القرائن لبدء التحقيق. كذلك انتقل وزير الداخلية الجزائري يزيد زرهوني محاطا بالعديد من قوات الامن الى مكان الانفجار. وقد ضرب طوق امني حول المنطقة وقطعت حركة السير.

زرهوني .. الجزائر ستستمر في مواجهة الجماعات المسلحة

يأتي ذلك اكد وزير الداخلية والجماعات المحلية الجزائري نور الدين زرهوني هنا اليوم اصرار بلاده على الاستمرار في مواجهة الجماعات المسلحة.
وقال زرهوني في تصريح صحافي مقتضب اثر تفقده موقع التفجير الانتحاري ان quot;استهداف العصابات الارهابية للمدنيين يدل على أنها دخلت طريقا مسدودا لأن لها مشاكل مع أتباعها وهم فى حاجة لرفع معنوياتهم من خلال هذه العملياتquot;.
يذكر ان هذه المنطقة الواقعة شرقي العاصمة الجزائرية شهدت قبل ايام تفجير وقع بالقرب من ثكنة عسكرية ادت الى مقتل ستة أشخاص