اعلن ملك اسبانيا خوان كارلوس الذي انهكته المتاعب الصحية ونالت الفضائح من شعبيته، بشكل مفاجئ الاثنين تنازله عن العرش لنجله الامير فيليبي، تاركا له مهمة شاقة لدفع الملكية الغارقة في الازمة نحو "الحداثة".

وسيصبح فيليبي امير استورياس البالغ من العمر 46 عاما ملك اسبانيا المقبل تحت اسم فيليبي السادس. لكن سيتعين على فيليبي الذي بقي اليوم في منأى عن تدهور شعبية والده، اقناع البلاد بقدراته في وقت تشكك فيه اسبانيا الغارقة في الازمة الاقتصادية والبطالة بمؤسساتها.

وقد اعتلى خوان كارولس العرش على اثر وفاة الدكتاتور فرنشيسكو فرانكو في تشرين الثاني/نوفمبر 1975، وبنى شعبيته من خلال مواكبة مسيرة انتقال اسبانيا الى الديموقراطية، قبل ان تلطخ السنوات الاخيرة من حكمه بالفضائح المترافقة مع متاعب صحية.

لكن البلاد لم تنس صورته مطلع كانون الثاني/يناير اثناء حفل عسكري عندما ظهر متعبا متكئا على عكازين وهو يتلعثم بالكلام اثناء القاء خطابه. وتاهت الصحافة انذاك في التوقعات حول تخليه الوشيك عن العرش. ورغم مواظبة الملك البالغ من العمر 76 عاما على الالتزام بجدول اعماله المثقل، كشف في نهاية المطاف الاثنين انه اعتبر في تلك الاونة بعد الاحتفال بعيد ميلاده في الخامس من كانون الثاني/يناير "ان الوقت قد حان ليعد للانتقال".

وتوجه خوان كارلوس بنفسه الاثنين الى الشعب الاسباني، واكد في خطاب نقله التلفزيون تنازله عن العرش، الذي كان اعلنه في الصباح رئيس الحكومة ماريانو راخوي معبّرا عن "امتنانه" للشعب الاسباني. وقال الملك "ان امير استورياس يتمتع بالنضج والاستعداد وحس المسؤولية (وهي مواصفات) ضرورية لتسلم رئاسة الدولة مع كل الضمانات، وبالتالي فتح مرحلة جديدة من الامل تجمع بين الخبرة المكتسبة وزخم الجيل الجديد". وتابع "ان نجلي فيليبي ولي العهد يجسد الاستقرار الذي هو ميزة هوية المؤسسة الملكية".

وفي وقت تسجل فيه اسبانيا احد معدلات البطالة الاكثر ارتفاعا في العالم الصناعي، ليبلغ نحو 26%، تحدث العاهل الاسباني عن "الازمة الاقتصادية الخطيرة" التي تمر بها البلاد منذ 2008. وقال ان الازمة "تركت جروحا عميقة في النسيج الاجتماعي، لكنها تظهر لنا الطريق نحو مستقبل مفعم بالامل".

واضاف "كل ذلك ايقظ فينا زخما للحداثة وتعاليا عن الذات وتصحيحا للاخطاء"، بدون ان يلمح مباشرة الى الفضيحة القضائية التي طالت ابنته كريستينا ثاني اولاده وصهره ايناكي اوردنغارين. وتابع "اتمنى الافضل لاسبانيا التي كرّست لها حياتي كلها ووضعت كل قدراتي وحماسي ونشاطي في خدمتها".

وبعدما عبّر عن "امتنانه" للملكة صوفيا زوجته، اكد ان بامكان ابنه فيليبي ان يعتمد من جهته على "دعم" الاميرة ليتيسيا التي تزوج بها منذ عشر سنين. وقبل ساعات قليلة من ذلك اعلن رئيس الحكومة الاسبانية ماريانو راخوي في تصريح رسمي استثنائي طلب منه على عجل "ان الملك بدا لي مقتنعا ان هذه اللحظة هي الافضل لاجراء تغيير على راس الدولة بشكل طبيعي ونقل التاج الى امير استورياس".

واضاف راخوي ان الملك خوان كارلوس "كان اكبر محرك لديموقراطيتنا". ودعا رئيس الحكومة الاسبانية الى انعقاد جلسة "استثنائية لمجلس الوزراء" الثلاثاء، مذكرا بانه "من الضروري التصديق على قانون اساسي" لعملية التنازل عن العرش. واضاف راخوي "آمل ان يتمكن مجلس النواب في وقت قصير جدا من المصادقة" على اعتلاء الامير فيليبي (46 عاما) العرش الاسباني.

ويشغل الامير الى جانب الملكة المقبلة الاميرة ليتيسيا منذ سنوات مكانة متنامية، حيث مثل والده في المناسبات الرسمية وبقي في منأى عن تدهور شعبية الملكية الاسبانية. لكن الطريق التي ترتسم امام الملك المقبل تبدو شائكة. وقال الكاتب خوسي اباثارينا "انها لحظة صعبة جدا لاعتلاء العرش، لان هناك امورا كثيرة جارية. فلدينا بلادا لا تزال تعاني من الازمة الاقتصادية وملف اوردنغارين (قضية الفساد التي تطال صهر الملك) لم ينته بعد".

ورغم اصابتهم بالذهول فان الاسبان كانوا يتحضرون منذ زمن طويل للتنحي عن العرش. وعلقت ماريا خوسي غونزاليس التي جاءت من لاكورونيا بشمال غرب اسبانيا لزيارة مدريد مع صديقة على الحدث بقولها "بالتأكيد انه امر يفترض ان يحصل. فالملك مسن". واضافت "انه الافضل من اجل استقرار الملكية. نعتقد ان الامير فيليبي سيضطلع بدوره بشكل جيد جدا. انه محضر بشكل جيد".

خوان كارلوس بطل الانتقال الديموقراطي في اسبانيا الذي هزت صورته الفضائح
الملك خوان كارلوس الشخصية البارزة في الديموقراطية الاسبانية الذي كان يحظى بشعبية كبرى لانه ساعد البلاد على طيّ صفحة ديكتاتورية الجنرال فرانكو، بدأت صورته تتراجع في ظل فضائح عدة شهدتها السنوات الاخيرة من حكمه الى حين اعلان تخليه عن العرش الاثنين.

والملك البالغ من العمر 76 عاما فاجأ البلاد في 18 نيسان/ابريل 2012 حين ظهر بصحة ضعيفة امام وسائل الاعلام في مستشفى بمدريد قبل ان يقدم اعتذاراته التاريخية قائلًا "انا آسف كثيرا، لقد تعرّضت للخداع وهذا الامر لن يحصل مجددا".

وقبل ايام من ذلك، كانت الفضيحة بدات تهز اسبانيا حول رحلة صيد فيلة قام بها في بوتسوانا بعدما اضطر الملك للعودة الى البلاد لتلقي العلاج من كسر في الورك، في حين ان البلاد تغرق في ازمة اقتصادية تاريخية. ولم يغفر له الاسبان هذا الامر. وقبل 31 سنة في 23 شباط/فبراير 1981، امر الملك الشاب وهو يرتدي الزيّ العسكري في رسالة متلفزة بقيت محفورة في الذاكرة، الضباط الانقلابيين من الحرس المدني الذين كانوا يحتلون انذاك البرلمان بالعودة الى ثكناتهم.

وعبّر احباطه محاولة الانقلاب هذه التي قادها اللفتنانت كولونيل انتونيو تيخيرو، فرض خوان كارلوس الذي اختاره الجنرال فرانشيسكو فرانكو اعتبارا من العام 1969 خلفا له، كبطل الانتقال الديموقراطي في البلاد. وتوج الملك خوان كارلوس في 22 تشرين الثاني/نوفمبر 1975 في سن 37 عاما بعد يومين على وفاة الجنرال فرانكو وواكب البلاد في فترة خروجها من الديكتاتورية للانضمام الى كبرى الدول الديموقراطية الاوروبية.

وعلى مدى سنوات، اثارت طريقة حكم الملك البسيطة وغير المتكلفة والذي عرف بقربه من شعبه وولعه بالرياضة وخصوصا الشراع والتزلج، اعجاب ومحبة الاسبان. ويقول فرمين اوربيولا مؤلف كتب عدة عن الملك "لقد كان شخصية وحدت الشعب، ذلك الذي القى نظرة الوداع بتأثر على سانتياغو كارييو (الزعيم الشيوعي التاريخي الذي توفي في 18 ايلول/سبتمبر 2012) في منزله واستقبل البابا بحرارة".

وخوان كارلوس الذي اكتسب مكانة مهمة على الساحة الدولية، قام بزيارات الى "المغرب والصين والولايات المتحدة واعتبر بمثابة سفير فوق العادة لاسبانيا"، كما يؤكد لويس بالاثيو بانويلوس استاذ التاريخ في جامعة ري خوان كارلوس في مدريد. لكن في السنوات الماضية، اهتزت صورة الملك بسبب فضائح عدة وعواقب الازمة الاقتصادية التي وجهت منذ العام 2008 ضربة قاضية لسنوات الازدهار واطلقت ازمة ثقة عميقة حيال المؤسسات.

وقال انتونيو ديل مورال الخبير في شؤون الملكية الاسبانية في ربيع 2012 ان "ميثاق الصمت الذي كان سائدا حول الملكية لم يعد قائما". والسبب في ذلك تراكم خيبات الامل من العائلة المالكة.

من زواج ولي العهد الامير فيليبي العام 2004 من ليتيسيا اورتيز الصحافية المطلقة من عامة الشعب، الى طلاق ابنته البكر ايلينا في العام 2007 من زوجها خايمي دي ماريتشالار، اصبحت اخبار اولاد الملك تتصدر عناوين الصحف. لكن الفضيحة الاكبر كانت قضية الفساد التي يشتبه في ان صهره ايناكي اوردانغارين زوج ابنته كريستينا في قضية فساد. وقد مثلت ابنة الملك الثانية كريستينا ايضا امام القضاء في قضية احتيال ضريبي وتبييض اموال والتي تطال زوجها.

والمشاكل الصحية المتكررة التي واجهها الملك خوان كارلوس منذ خضوعه لعملية ازالة ورم غير خبيث في الرئة في ايار/مايو 2010، اثرت ايضا على صورته ووضعت الاسبان امام احتمال انتقال العرش في وقت قريب لولي العهد فيليبي. وخوان كارلوس المتحدر من عائلة بوربون الملكية، ولد في 5 كانون الثاني/يناير 1938 في روما وهو حفيد الملك الفونسو الثالث عشر الذي رحل الى المنفى مع عائلته بعد اقامة الجمهورية الثانية في اسبانيا العام 1931.

ووالده الوريث المباشر دون خوان لم يتسلم الحكم ابدا، لان الجنرال فرانكو استبعده بسبب افكاره التي اعتبرت ليبرالية جدا، فقد قاتل الديكتاتور قوات الجمهورية، واختار نجله خوان كارلوس لكي يخلفه في رئاسة الدولة. واعتبارا من العام 1948، سمح بعودة الملك المقبل الى البلاد وهو في سن العاشرة فقط بعيدا عن اهله الذين كانوا في المنفى في البرتغال لكي يتابع دروسه. لكن بسرعة شديدة وبعد توليه العرش، تجاوز خوان كارلوس بسرعة ارث فرانكو وبدأ التحول الديموقراطي بعد اربعة عقود من الديكتاتورية (1939-1975) والحرب الاهلية (1936-1939).

وقد رسم خوان كارلوس الخطوط العريضة لمهمته قائلا "الفكرة الاساسية لسياستي تقوم على التوصل الى عدم انقسام الاسبان ابدا بين منتصرين ومهزومين". وخلافا لتوقعات ورثة فرانكو، عمد الملك خوان كارلوس سريعا الى تشريع الاحزاب السياسية وعين رئيسا للحكومة الوسطي ادولفو سواريث وكلفه تنظيم انتخابات، كما نظم استفتاء لاعتماد دستور جديد في 1978 قاد البلاد على طريق الديموقراطية وصولا الى ليلة 23 شباط/فبراير 1981 التاريخية.

وقال الملك "كنت اعلم ان العسكريين سينصاعون للاوامر لانني عينت من قبل فرانكو ولانني كنت على مقاعد الاكاديمية العسكرية ولانني كسبت صداقة معظمهم". واضاف "وخصوصا لانني كنت القائد الاعلى للقوات المسلحة". وفي العام 1962 وبعد سنوات من التدريب العسكري ودراسات القانون والاقتصاد، تزوج خوان كارلوس في اثينا من الاميرة صوفيا، الابنة البكر لملك اليونان بول الاول. واستقرا في قصر لا ثرثويلا قرب مدريد وعاشا هناك. وولدت ايلينا في 1963 وكريستينا في 1965 وفيليبي في 1968.

وفيليبي دي بوربون نشأ بهدف وحيد ان يصبح يومًا ما ملكا لاسبانيا، وهو الدور الذي تدرب عليه منذ طفولته، ويتولى اليوم في سن 46 عاما العرش خلفا لوالده الملك خوان كارلوس، الذي اعلن تخليه عن العرش الاثنين.

وفيليبي، الذي يعتمد اسلوبا معاصرًا، والبعيد عن الاضواء، اكمل دروسه في الخارج كما تلقى تدريبا عسكريا. وصرحت والدته الملكة صوفيا في احدى المرات "هدفه الوحيد هو ان يصبح ملك اسبانيا. لقد ترسخت هذه الفكرة فيه". ومهمته ضمان استمرارية الملكية البرلمانية، التي اقيمت تدريجيا، مع وصول خوان كارلوس الى الحكم العام 1975 بعدما عيّنه الديكتاتور فرنشيسكو فرانكو خلفا له.

تحديه الاكبر ان يقنع الاسبان في بلد بلغت فيه نسبة التاييد الشعبي للملكية ادنى مستوياتها بعد سلسلة فضائح بقي بمنأى عنها. وولي العهد ذو الملامح الجدية، رغم ان ابتسامة تعلو وجهه على الدوام، يبدو اكثر تحفظا من والده، وكانت تجري على الدوام المقارنة بينه وبين والده.

لكن المشاكل الصحية المتكررة لوالده وفضيحة رحلة الصيد في بوتسوانا في نيسان/ابريل 2012 التي اثارت جدلا كبيرا في بلد يغرق بازمة اقتصادية، والتحقيق بتهمة الفساد الذي يطال ابنته الصغرى كريستينا وزوجها ايناكي اوردانغارين، ساهمت في تراجع شعبية الملك. وفي الوقت نفسه تحسنت شعبية ولي العهد.

واكد انتونيو توريس ديل مورالي استاذ القانون الدستوري في مطلع 2013 "هناك شيء من التوازن بين الرجلين يسجل". وفيليبي الامير الانيق الطويل القامة (1.98 متر) حرص على ارساء صورة ولي عهد قريب من الشعب مع اسلوب عصري. وما ساهم في تعزيز هذه الصورة زواجه العام 2004 بليتيسيا اورتيس، وهي صحافية من عامة الشعب ومطلقة، ما شكل سابقة في تاريخ الملكية الاسبانية.

وانجبا ابنتين ليونور في تشرين الاول/اكتوبر 2005 وصوفيا في نيسان/ابريل 2007. وقد عاشت العائلة حتى الان بعيدا عن حياة البذخ، في منزل جميل بني لفيليبي في حديقة قصر لا ثارثويلا قرب مدريد.

وولد فيليبي دي بوربون في العاصمة الاسبانية في تشرين الاول/اكتوبر 1968. ويقال ان الملك خوان كارلوس اغمي عليه من شدة التاثر عند اعلان ولادة ابنه الوحيد بعد ابنتيه ايلينا في 1963 وكريستينا في 1965. وهكذا اصبح للعائلة المالكة وريث، لان الدستور الاسباني يعطي الافضلية للذكور لتولي العرش.

وفي سن التاسعة في 1977 عيّن فيليبي اميرا لاستورياس، واصبح رسميا وريثا للعرش الاسباني. والقى خطابه الاول امام البرلمان انذاك. وبعد اربع سنوات، تلقن درسه الاول في الحياة العملية حين نفذ الكولونيل انتونيو تيخيرو محاولة انقلاب في 23 شباط/فبراير 1981 ادت الى تكريس الملك كدرع يحمي الديموقراطية الاسبانية.

وابقى الملك خوان كارلوس نجله الى جانبه. وقالت الملكة صوفيا للصحافية بيلار اوربانو في تصريحات جمعتها في كتابها "لا رينا"، "كان يريده ان يكون حاضرا في مكتبه معه، لكي يشاهده كيف يعمل". وبعد اتمام دراسته في كندا، امضى فيليبي ثلاثة اعوام بين 1985 و1988 في المعاهد العسكرية. وتابع دراسات القانون في جامعة مدريد ونال شهادة ماجستير في العلاقات الدولية من جامعة جورج تاون في واشنطن.

وعلى مر السنوات، تولى دورا بروتوكوليا متزايدا وكثف انشطته العامة خصوصا في الخارج حيث افاد من لغته الانكليزية التي يتكلمها بطلاقة. كما يتكلم بطلاقة اللغة الكاتالونية المعتمدة في اقليم كاتالونيا الواقع شمال شرق اسبانيا، وحيث تعززت التطلعات القومية مع الازمة الاقتصادية، ما ساهم في توتر العلاقات مع مدريد.

واعتبارا من ربيع 2010، اضطر فيليبي لتعزيز دوره الرسمي مع بدء المشاكل الصحية التي يعانيها والده خوان كارلوس. وفيليبي مولع بالرياضة ايضا، وخصوصا كرة القدم كما لديه اجازة طيران لقيادة مروحية. وشارك في الالعاب الاولمبية في برشلونة العام 1992 ضمن الفريق الاسباني لرياضة سباق الشراع.

ولطالما لزمت العائلة المالكة الصمت حيال علاقاته العاطفية الى ان اعلن في تشرين الثاني/نوفمبر 2003 خطوبته على ليتيسيا اورتيس.

الإسبان يرون أن الأوان قد حان لتنازل ملك إسبانيا عن العرش
وبعد الاعلان المفاجئ الاثنين، رأى الاسبان والسياح اكانوا من المعارضين او المؤيدين للملكية، ان الاوان قد حان ليتنازل الملك خوان كارلوس عن العرش لنجله بعدما انهكته المتاعب الصحية ونالت الفضائح من شعبيته. وقد اعتلى خوان كارلوس (76 عاما) العرش على اثر وفاة الديكتاتور فرنشيسكو فرانكو في تشرين الثاني/نوفمبر 1975، وبنى شعبيته من خلال مواكبة مسيرة انتقال اسبانيا الى الديموقراطية.

والمّت بالملك متاعب صحية متعددة، وخضع لعمليات جراحية عدة في السنوات الاخيرة. وبدات شعبيته تتراجع تحت وطأة الفضائح التي لطخت سنواته الاخيرة في الحكم. ففي البداية اندلعت الفضيحة القضائية التي طالت ابنته كريستينا (48 عاما) التي وجّهت اليها تهمة التهرّب من الضرائب وتبييض الاموال، والى زوجها ايناكي اوردنغارين تهمة الفساد.

ورحلة صيد الفيلة المكلفة، التي قام بها خوان كارلوس في ربيع 2012 الى بوتسوانا، اثارت انتقادات الاسبان الذين يعانون من ازمة اقتصادية. وقالت ماريا غونزاليس (55 عاما) التي اتت من شمال اسبانيا لزيارة مدريد مع صديقة "بالطبع كان هذا الامر محتمًا لان الملك مسنّ". واضافت "هذا افضل من اجل استقرار النظام الملكي. نعتقد ان الامير فيليبي سيؤدي دوره على اكمل وجه. انه جاهز" لخلافة والده.

وقالت صديقتها كريستينا الفاريز (52 عاما) "ان الاوان بسبب تراجع شعبيته وسنه واوردنغارين". وكانت تشير الى الفضيحة التي ستفضي الى محاكمة كريستينا وزوجها. ووفقا لاستطلاع للرأي نشر في كانون الثاني/يناير فان 41% من الاشخاص المستجوبين كان لديهم "رأي جيد او جيد جدا" عن الملك اي بتراجع تسع نقاط خلال عام. وفي اذار/مارس 2013 اعتبر ستة اسبان من 10 (56,9 %) في استطلاع ان على خوان كارلوس التنازل عن العرش.

وقال جوزيبي فولبي السائح الايطالي من تورينو (47 عاما) الذي جاء مع صديقته لزيارة مدريد "اعتقد انه في القرن الـ21 يجب وضع حد لمثل هذه القضايا (اوردنغارين) وتغيير الطريقة التي يسير فيها النظام الملكي". وبعد توجيه التهمة في نهاية 2011 الى صهر الملك كشف القصر الملكي قسمًا من ايرادات الملك الذي يحظى بحصانة قضائية.

وقال سيزار دو لا لاما مؤلف اول كتاب عن السيرة الذاتية للملك ان "الملك، وهو رجل فائق الذكاء ومخلص جدا لاسبانيا ادرك ان صورته لم تعد كما كانت". وفي رسالته التي برر فيها قراره قال الملك انه دعم خلافة نجله فيليبي له "لاعطاء دفع للتجديد" و"تصحيح الاخطاء". واضاف "اليوم علينا ان نسمح لجيل اكثر شبابا بان يكون في الخط الاول".

لكن يريد بعض الشباب على غرار اليخندرو ريكاس الطالب البالغ الـ19 من العمر، التخلص من الملكية، حتى وان لم يشكل انصار الجمهورية غالبية وفقا لاستطلاعات الراي. وقال الطالب الشاب "اعتقد ان الاوان قد حان لرحيله، وايضا لرحيل النظام الملكي".ويرى ان "النظام الملكي بحد ذاته اصبح من الماضي". واضاف "اود ان يتمكن الاسبان من الاختيار ما اذا كانوا يريدون نظاما ملكيا او جمهوريا كما في فرنسا مثلا".
&