&خالد أحمد الطراح

أطفأت جريدة ايلاف الالكترونية أخيرا شمعة ميلادها الخامس عشر، وهي اول مشروع للصحافة الالكترونية في العالم العربي، والتي ساهمت في تعزيز احتضان كل الافكار حتى التي لا يتفق معها الاخ العزيز عثمان العمير الناشر ورئيس التحرير، فمن المعروف انه شخصية لا تعرف حدودا للعمل والابداع، وهو ايضا جريء في الطرح والمواجهة مهما كانت التكلفة سواء القانونية او السياسية.

حين انطلق الاخ العمير في مشروعه الالكتروني، كنت على تواصل معه بحكم العمل في العاصمة البريطانية التي تحتضن لنا ذكريات جميلة مهنية واجتماعية.

كنت احد الذين لم يتوقعوا النجاح لمشروع ايلاف الالكتروني بسبب طغيان الصحافة المطبوعة والاعلام المرئي وضيق الفضاء الالكتروني في تلك الفترة، إلا ان جرأة وبعد نظر وربما المغامرة ايضا لأخي وصديقي عثمان كانت دافعا قويا له في ولادة مولوده الالكتروني واعلانه بصراحة بأنه المستقبل القادم، ولكنه يستدعي الصبر والتطوير حتى ينضج المولود ويدخل الفضاء الالكتروني.

فعلا بعد ربما خمسة اعوام بدأت تتطور ايلاف، وكونت لها جمهورا من المتابعين والقراء، مما جعلها تدخل ايضا بمنافسة مهنية جاذبة للإعلان حتى بلغت اليوم سن البلوغ الالكتروني، وفرضت نفسها نموذجا فريدا ومميزا ومرجعا ومصدرا ايضا للأخبار والتحليل، الى جانب فتح باب النشر بانتقائية واحتراف لنشر المقالات للكتاب بغض النظر عن الهوية.

المرحلة الحالية التي تشهد تحول الصحافة الورقية العالمية الى الفضاء الالكتروني تنبأ بها الاخ العمير منذ 15 عاما، فقد نافس بحلم بسيط جمهورا واسعا اعتاد على التصفح الورقي وليس الالكتروني.

لم تسلم طبعا ايلاف من نيران غضب بعض الشخصيات الرسمية، ومنها شخصيات سعودية وانظمة عربية، ولكن حنكة العمير في تقبل كل الآراء والرد عليها ومواجهة المصاعب بكل اشكالها، كانت كفيلة لضمان استمرار ما حققه اليوم نجم الاعلام الحر عثمان.

النجم الاخر، الاخ العزيز عبدالرحمن الراشد، الذي حاز اخيرا جائزة شخصية العام الاعلامية في منتدى الاعلام العربي في دبي، الذي تقلد بجدارة وهدوء اكثر من منصب، كان اخرها مدير عام شبكة تلفزيون العربية، حيث تمكن، بناء على خبرة اعلامية متراكمة، من القفز بـ«العربية» في كل المجالات، خصوصا في ميدان الصراع السياسي، حين اصر على ان يكون مكتبه وسط أسرة تحرير العربية ومطبخ الاخبار، وهو قرار كان مثيرا للانتباه، ولكن اتضحت نتيجته في ما بعد حين تحقق التطوير المنشود الذي لا ينسبه الأخ عبدالرحمن المتألق خلقا وتواضعا إلى نفسه وانما لأسرة العربية.

«إعلام لا يتغير محكوم بالموت» هذا ما قاله اخيرا الاخ عبدالرحمن، وهي معادلة اعلامية سليمة، فالجمود وعدم التطوير لا يخلقان جمهورا جديداً، خصوصا في ظل فضاء اعلامي واسع.

للأخوين العزيزين عبدالرحمن وعثمان، نجمي الاعلام الحر، طيب التهاني وخالص المودة لما حققاه ضمن مسيرة حافلة بالنجاح والشوك أيضاً!&