&

نشرت ايلينا فيرانتي أولى رواياتها في عام 1992 وأكدت من اللحظة الأولى وواصلت التأكيد لاحقا على أن هذا الإسم ليس اسمها الحقيقي وأنها تستخدمه لأنها لا تريد الكشف عن هويتها الأصلية ولأنها تريد الإبتعاد عن الشهرة وعن الأضواء.
ولكن كونها ذات شخصيتين إحداهما حقيقية والأخرى مصنوعة أثارت فيرانتي فضول الكثيرين لاسيما بعد النجاح الكبير الذي حققته رواياتها المتلاحقة والتي ترجمت إلى أربعين لغة. أكبر نجاح حققته في أوروبا وفي أميركا الشمالية حيث هناك العديد من الكتاب والنقاد ممن يعتبرونها واحدة من أهم الروائيين المعاصرين. &
هذا الفضول دفع صحفيا مستقلا يدعى كلوديو غاتي إلى إجراء تحقيق في شخصية فيرانتي الحقيقية ليتوصل إلى نتيجة كتبها في تقرير نشره في الوقت نفسه في أربع صحف هي الفرنسية ميديارا والإيطالية &يقول الصحفي المستقل كلوديو غاتي إنه كشف عن الشخصية الحقيقية للكاتبة الإيطالية ايل سولو 24 اوري والألمانية فرانكفورتر الخمين زيتونغ ثم الأميركية نيويورك رفيو اوف بوكس. وكتب الصحفي في تقريره "بعد تحقيق دام عدة أشهر، من الممكن الآن الكشف عن عناصر أساسية تتعلق بالشخصية الحقيقية للكاتبة" ثم أكد أن فيرانتي هي في الواقع مترجمة مقيمة في روما اسمها آنيتا راجا.
تعمل آنيتا راجا في دار نشر إيطالية تحمل اسم ا"ديزيوني اي/او" Edizioni e/o وهي الدار نفسها التي تنشر كتب فيرانتي ورواياتها وكانت قد ولدت في مدينة نابولي وسبق وأن حامت حولها الشكوك بكونها فيرانتي هي وزوجها الكاتب دومينيكو ستارنوني.
بدأت فيرانتي تثير الفضول منذ نجاح روايتها "رباعية نابولي" المتكونة من أربعة أجزاء والتي نشرتها باللغة الإيطالية بين 2011 و 2014 والتي حققت لها شهرة عالمية. وقد ترجمت الرباعية إلى عشرات اللغات.
أما الطريقة التي توصل بها الصحفي كلوديو غاتي إلى أن شخصية فيرانتي الحقيقية هي آنيتا راجا، فقد اعتمدت على مراجعة حسابات دار النشر الإيطالية. ولاحظ أن واردات الدار ارتفعت في عام 2014 بنسبة 65% مقارنة بالسنة التي سبقتها وذلك بفضل نجاح كتب فيرانتي في أميركا بشكل خاص. وفي عام 2015، بلغت نسبة الارتفاع 150% أي ما يعادل 7.6 مليون يورو. ويلاحظ غاتي أن مدخولات آنيتا راجا ارتفعت هي الأخرى بالنسب ذاتها وعلى مدى الفترة نفسها.
ويلاحظ الصحفي في تقريره بأنه لا يوجد أي مترجم آخر أو أي كاتب يعملان مع الدار ارتفعت دخله بهذه النسبة وذكر أن هذا الدخل المرتفع سمح لآنيتا راجا بعقد صفقات عقارية ضخمة على مدى السنوات الأخيرة.&
ولم ترد آنيتا راجا ولا زوجها على هذه الادعاءات كما لم يؤكدها مالكو دار النشر. أحدهم وهو ساندرو فيري اكتفى بالقول: "نحن منزعجون من انتهاك حيوات خاصة بهذه الطريقة، حياتنا وحياة أيلينا فيرانتي، وإن كان التقرير يمضي في هذا الإتجاه، آسف لا يمكننا التعاون".
ويقول الصحفي إن "المعطيات المالية التي تم الحصول عليها لا تساهم في بحثنا الطويل للعثور على الشخصية الحقيقية لايلينا فيرانتي فحسب بل تسمح لنا أيضا بفهم رواياتها بشكل أفضل". &وأورد الصحفي في تقريره معلومات تشير إلى وجود عناصر تشابه بين حياة آنيتا راجا وروايات ايلينا فيرانتي مثل أسماء شخصيات وأماكن وردت في رواياتها. يضاف إلى ذلك اهتمام أدبي مشترك بكاتبة مثل الألمانية كريستا وولف التي توفيت في عام 2011، وكانت راجا مترجمتها وصديقتها.&
وفي دراسة نشرتها فيرانتي تحمل اسم "فرانتوماغليا" لم تتحدث فيرانتي عن نفسها ولكنها لاحظت بنوع من الخبث: "لا أكره الأكاذيب، بل أعتبرها في الحياة عملا جيدا أحيانا وأنا أستخدمها بين فترة وأخرى لحماية نفسي من العالم الخارجي".
هذا وتقول فيرانتي إنها إبنة خياطة في نابولي (تتحدث اللهجة المحلية، حسب قولها) وأنها كبرت في نابولي مع شقيقاتها الثلاث.
وآنيتا راجا ولدت هي الأخرى في نابولي ولكن أسرتها غادرت إلى روما عندما كانت هي في سن الثالثة وليس لها شقيقات وكانت والدتها معلمة ولدت في ألمانيا.
&