&
&
على مسرح قصر الفنون تلاري هونرفي مدينة السليمانية عرضت مسرحية النساء المنتظرات &النص مقتبس من مسرحية حصار طروادة ليوربيدس و ملحمة &قلعة دمدم الكوردية ومن إفادات ومدونات النساء الكورديات ألايزيديات الناجيات من معسكرات الاسر في ظل حُكمْ الدواعش في سنجار شٍنكالْ والنساء الكورديات في كوباني والشعور بالخوف من واقع مريرْ &نتيجة الحرب وألالام والحزن نساء أسيرات مثل هيلينا في حصار طروادة اليونانية التأريخ يكرر نفسه المكان يولد الخوف بسبب اليأس والاحباط رجال قساة يمارسون أبشع أنواع الجريمة والقسوة والعنف والتسلط والتعجرف ضد نساء أسيرات أصبحن كالعبيد يتعرضن للقتل والاغتصاب أبشع أنواع جرائم العصر والاساليب الوحشية وممارسة العنف ضد من يختلف مع أفكارهم الحجرية وفرض القوة والسيطرة تحت غطاء الدين والتعاليم واعطاء الاوامر لنساء فقدن الحرية أصبحن كاالعبيد في سوق النخاسة هذا الشعور ولد &لديهن ورهبة الخوف في هذا المكان الموحش عشنا سوية نحن المتلقين وفضاء التمثيل المليئ بالقسوة والتعسف والاستبداد والخوف ولهفة الانعتاق من هذا الواقع المزري هنا فقدنا معنى الحب لن نجد سوى رائحة الكراهية فكل الاحداث تجري في معسكرمغلق عبارة عن ساتر حربي صحراوي الارض مغطاة بالتراب كل المكان يشكل إيقونة الموت أقفاص سجينات تنزل من أعلى خشبة المسرح بواسطة هيرسات لتشكل بشاعة وسلوك الاغتصاب الوحشي بحق النساء وقيادة حصان طروادة في عمق &المسرح يتحرك يمينآ وشمالآ لجلب الجاريات وإغتصاب النساء بكل وحشية في &هذا المكان الجميع يشعر بالقرف ويرافقه الشعور بالحزن نتيجة العنف باسم الدين وهو دين التسامحوالدين براء من سلوك هولاء الهمج والقتلة يمارسون العنف والقسوة والوحشية ويحدث الانفصال مابين المكان والانسان نتيجة الظلم والضياع جلاد يغتصب الضحية ومحاولة الجلاد أخد الطفل من أمه وذبحه وصراخ النسوة والعويل والبكاء والصراخ يملأ السماء والارض تحول فضاء المسرح الى كابوس يحكمه الوحوش والمتخلفين .والنص المسرحي مبني على ثيمة فقدان وضياع الحرية عشنا ساعة كاملة في فضاء الشعور بالقلق والخوف والقسوة والاستعباد والمكان وكل الشخصيات توحي بسمات دلالية وشفرات على مستوى الحركات التعبيرية والجسمانية والحوارات والتكوينات وحركة المجاميع وكانت قيادة النساء بيد الام الممثلة روكش كرجي وهي من كردستان تركيا من مدينة ديار بكر أم تقف بشجاعة بوجه الجناة والقتلة قتل جميع أبنائها وبقيت البنات وهي تدافع عنهن وتحمي البقية والعرض المسرحي لايخلو من حرفية راقية ومدروسة وتبقى سيميائية العرض المسرحي بكل مكوناته في مسرحية النساء المنتظرات الصوتية والحركية والبصرية والصورية هناك عدة علامات وشفرات وكودات مهمة على مستوى هذا العرض ربما كانت واضحة من خلال شعرية النص ومستوى الخصائص الفنية وخصوصية المكان يوحي للسجن لكنه غير مغلق وهو عبارة عن ساتر ترابي حربي في وس الصحراء ويبقى المتلقي يعيش ضمن خصوصية الفعل والحدث وفق جماليات اللون والحركة &والمتعة الفكرية من خلال ميزانسين حركة المجاميع من النسوة ودخول الرجل الداعشي المتسلط &والمتجبر وهو يهدد الجميع بسيفه اما الام تقف بوجهه وهي تحمي النساء ومن المشاهد الدراماتكية الجميلة هو العمل الاحباري &وهو يصرخ بهن والركض وحمل الاكياس ومشاهد الفتاة العمياء وارتداء النقاب الاسود والمشهد المروع والقاسي هو محاولة الداعشي أخد الطفل الرضيع من حضن أمه ودبحة بدم بارد والام تبكي وتصرخ وتولول وجميع النسوة تشاركها الحزن والبكاء ويحفرون القبر للطفل الذي هو رمز التحدي والبقاء أما مشهد الزفاف وحركة الحصان والفتاة تزف من قبل اربعة اشخاص يجرون الحصان في عمق المسرح ويتحول مشهد العرس الى عرس الدم بعد أن قررت هيفي أن تقتل زوجها الداعشي المفترض إنتقامآ لكل اخوتها واهلها الذين قُتِلوا بسبب جرائمهم وتبقى حركة النساء في الفضاء المسرحي وكذلك الراقصات الكوركراف وحركة تحليق أجسادها وأرواحها وهي خائفة من سلوك وبشاعة الاشرار ومن ثم إدخال الفتاة في قفص حديدي ينزل من سقف المسرح بواسطة هيرسات الى أرضية المسرح ويتحول المكان الى سجن ومحاولة الوحش القاتل والشرير الامساك بها وإغتصابها بالقوة أما الفرقة الموسيقية المكونة من ثلاثة فتيات في عزف الدفوف والة السنطور وهن موسيقيات من كردستان ايران من مدينة سنندج وربما كان وجودهن في فضاء المكان يشكل حضور مبهر وهن من ضمن الاسيرات في هذا المكان الموحش والمحكوم من قبل أشرار وهمج يعتبرون الموسيقى حرام في معتداتهم وعقولهم الرجعية والبالية في ظل حكم الجهلة كل شيئ معرض للرفض والاغتصاب والاستجواب وتطبق كل انواع المحرمات والتابوات من قوانين عصر الجهل الحجري والعصور المظلمة وممارسة أبشع وأحقر الجرائم في هذا العصر بإسم الدين حاشى الدين براء من سلوك هولاء, الدين يدعوا إلى المحبة والتسامح والتعايش السلمي. إستطاع المخرج إحسان عثمان توظيف كل العناصر والعلامات البصرية والسمعية وتحديد بنية الفعل المسرحي من خلال حركة المجاميع والنسق المهم في الازياء الرجالية والنسائية وخلق الطقس المسرحي من خلال فضاء يوحي الى جو خانق في أرض الغدر والدماء ونجح المخرج في خلق حالة التواصل مابين المرسِلْ والمُرسَلْ إليه إزالة الفجوة مابين الممثل والمتلقي من خلال الفهم لما يدور والاستمتاع الجمالي والتوضيح بواسطة حركة الممثل وكذلك خبرة المخرج إحسان في توظيفه وإقتباسه للنص من عدة مسرحيات مثل نساء &طروادة ليوربيدس اليوناني وملحمة دمدم الكوردية وإجراء التعديلات والتغيرات من خلال شهادة الناجين والناجيات من الاسر من معسكرات الدواعش في مدينة كوباني ومدينة سنجار شنكال والمخرج إحسان عثمان لن يقدم لنا عرض مسرحي للمشاهدة فقط وإنما عرض مسرحي ينقل لنا أفكار ومعارف ومشاعر مفعمة بمتعة جمالية ومتعة فكرية والمخرج الذكي يرسم &ويعيد الاحداث في مخيلة المتلقي كإنسان معاصر عاشق لفنون اليوم والقادر على تأويلها من السينوغرافيا &وكذلك التشكيلات البصرية والحركية وقراءة الاشارات والعلامات ويجسد تقنية &لغة المسرح وخلق حالة الحميمية داخل نسيج الاسرة الفنية من الممثلين ولعبت الموسيقى دور مهم في تكملة أجواء النص والاحداث من خلال الحزن والخوف وإختفى الفرح وسط هذه الفجيعة وبشاعة السلوك الهمجي والوحشي كل شيئ يتسم بالقسوة والعنف والحزن أما الاظاءة خلقت مزاج نفسي وأثارت العواطف الى جانب حالة الحزن والخوف وخلق أجواء الصباح والمساء ويبقى سلوك الدواعش الهمجي والقتل والاغتصاب وحالة البغي والعدوان على قومة وبقية الاقوام . يقول المخرج &إحسان عثمان فكرة المسرحية نضجت في مخيلتي من خلال ماشاهدت ماحصل للنساء الايزيديات الكورديات في أنفال سنجار شنكال وإنهيار الحالة النفسية للمواطن الكوردي &لذلك قررت أن يكون مشروعي المسرحي من جميع أجزاء كوردستان الاربعة العراق وايرن وتركيا وسوريا وخلال ستة أسابيع أنجزت هذا المشروع الفني وقد عرضت في محافظة دهوك وفي مدينة ديار بكر وفي فيز بادن في ألمانيا وفي مهرجان فيست شيلة الدولي وفي مدينة السليمانية وسوف نعرض في هولندا والنمسا ، أما تكلفة هذاالمشروع الفني حوالي ٤٥٠٠٠ دولار كلها دفعتها أنا من حسابي الشخصي الخاص ولم ألقى أي دعم من أي جهة حكومية لا من إقليم حكومة كوردستان ولا أي جهة حكومية أخرى من خارج الاقليم. البطاقة الشخصية للمخرج إحسان عثمان وهو من مواليد مدينة دهوك درس المسرح في معهد الفنون الجميلة في مدينة السليمانية وقد درسته مادة الاخراج والتمثيل وأشرفت على إطروحة تخرجه وحصل على شهادة دبلوم بإمتياز &وباستحقاق كنت أتوسم به خيرآ &أن يصبح مخرجآ لما يمتاز به من روح ألمغامرة والمثابرة &والاجتهاد في التجريب المسرحي وقد هاجر الى ألمانيا سنة ١٩٩١ وهناك درس وتعلم من خلال إندماجه وإنخراطه للعمل مع الفرق المسرحية الالمانية وعمل في الاوبرا كممثل ومساعد مخرج وأخرج العديد من المسرحيات المميزة وحصد الجوائز المهمة عن مسرحية بيت برنارد البا في مهرجان منتدى المسرح العراقي في بغداد وحصلت مسرحيته في إنتظار المطر على إعجاب الجمهور الالماني &شارك إحسان عثمان في مسرحية خطف فتاة القصر عرضت في مدينة السليمانية &سنة ٢٠٠٧ وفي ألمانيا وقد &أدى دور البطولة &ومسرحية الموت والفتاة ومسرحية كلنا منتظرون مقتبسة من مسرحية زيارة السيدة العجوز للكاتب فريدريش دورنيمات.
عصمان فارس مخرج وناقد مسرحي السليمانية