&

&
ه
&
صدرت مؤخرًا عن مؤسسة أروقة بالقـاهرة المجموعة الشعرية السابعة للشاعر والكاتب اليمني هاني الصلوي معنونة بـ "رقبة مسالمة تخرج من تحت أظافري" على عادة الشاعر في استخدامه للعناوين الطويلة والمغـايرة، وهي مجموعة شعرية تنتمي إلى مايعرف بقصيدة النثر رغم ماقدمه الكاتب في كتاباته من مصطلح مابعد قصيدة النثر، وربما كانت المجموعة تنتمي شكلا لقصيدة النثر وتشتبك مفاهيميًا مع رؤاه المذكورة.
وتأتي هذه المجموعة بعد ثلاث مجموعات نثرية هي على التوالي : ما لا ينبغي أن يقال، وغريزة البيجامة، وتعدين أذن بقرة، وثلاث مجموعات تضمنت الأولى منها: "على ضفة في خيال المغني" وهي مجموعته البكر، أكثر من نوع شعري، فيما أتت مجموعتاه: "ليال بعد خولة" الفائزة بجائزة السنوسي، وكتاب الهزيمة الصادرة عن بورصة الكتب بالقاهرة على نمط القصائد التفعيلية والمدورة الموقَّعـة، بينما جاءت مختاراته "يتمطى عارياً في الدقة" الصادرة عن بورصة الكتب أيضاً جامعة لنصوص مختلفة من مجموعاته الست السابقة.&
تقع مجموعة "رقبة مسالمة تخرج من تحت أظافري" مجموعة الكاتب في مئة وثلاثة وستين صفحة من القطع المتوسِّط، وبطبعة أنيقة، وتحوي كما جاء في الفهرس ــ الذي دعاه بالفقرات في إشارة منه إلى فقرات الرقبة ــ &ما يزيد عن عشرين نصًا متراوحا بين الطول وانضواء العدد من النصوص تحت نص واحد &كما في قصيدة "رحلة لاصطياد الخال"، وبين الومضات القصيرة جدًا.&
وقد لفت الصلوي إلى رقبة مسالمة الحالة/ المجموعة /الديوان تمثل حالة شعرية خاصة في تجربته الشعرية تنبع خصوصيتها من كونها امتدادا ناميا لسياق عمل عليه التجربة في ديوانه "غريزة البيحامة" تحديدا من ناحية إعطاء اللغة أبعادا مختلفة مشتبكة بشكل فاعل مع اللغة بوصفها توصيلية نفعية ضمن سياقات جديدة ورافضة في آن.
وقال "لفترة طويلة لم أستطع الاستقرار على عنوان للمجموعة.. عناوين كثيرة تداولتها مع الأصدقاء المهتمين.. وفجأة بزغ هذا العنوان بعد قراءات عديدة للنصوص في شكلها شبه النهائي".
وأضاف "الحقيقة ألح علي الشكل كثيرا أثناء كتابة المجموعة الحالة، ولعل هذا بعض ما يميز المجموعة عن غيرها مما كتبت. &وهو شكل مندمج بالمحتوى في كل الأحوال من غير تباين بينهما".
وتتخذ المجموعة سبيلا خاصـًا عرف به الشاعر في التعامل مع اللغة واستخدامها يجنح فيه إلى الاقتصاد في اللغة رغم ماتمكن مشاهدته في المجموعة من طول بعض عناوين النصوص بحيث يشكل العنوان عنده أحيانًا نصًا آخر كما نجد ذلك في عنوان إحدى القصائد "خارجة للتـــو من ليست هنا ولمَ الخطوط أعلى المجرى؟ ومتى ياليل يا هضبة ياقميص يالحاء نخرج نحن إلى منتصف السرير؟!". كما يميل الشاعر عادة إلى الاستخدام المكثف للسرد بحيث تبدو نصوصه وكأنها حكايات معيشة أو مواقف مر بها، دون استطاعتنا في متابعته استخلاص الحكاية الحقيقية حيث ليس ثمة غير الشعر والمراوغة إلى جانب اعتنائه بشكل النص وادخال الرموز والأيقونات في نصوصه.
تعد رقبة الصلوي المسالمة في العنوان وغير المسالمة في الداخل النصي خطوة متقدمة في مسيرته الشعرية، وهو يهدي هذا العمل كما ورد في الصفحات الأولى منه تحت بند دعاه بـ "مسار" إلى أربعه من شهداء قريته أو بلدته في مدينة تعـز اليمنية قتلوا في الحرب الدائرة هناك على يد إخوتهم اليمنيين المرتبطين بالخارج قائلا لهم: "سوف يلاحقكم المجد أبـدًا".&
من أجواء رقبة الشاعرة المسالمة الخارجة من بين أصابعه:&
"أحمل مشعلاً عتيقاُ لا يد لــ" لجلاز ِ"&
في وصوله إلى هامتي..
دلمون عاشت أمَّاً بمئات الأخاديد ِ&
وخزيمة أيضاً.&
النزوح شمالاً&
والهرولة جنوباً أمضيا حياتهما كذلك&
الملائكة الذين لم يكن لنوح بد من شكرهم&
وهم يؤرجحون السفينة على الثبج أحبوا أيضاً&
هذه النقطة بين الظمأ والسيل فظلوا لأشهر&
يصرخون: لماذا لانبقى هنا؟&
لمـاذا ؟
الأعلى مخيف جدا ومنحدر
والأسفل شاهق بما يكفي لنسقط&
بين فكـــي الوحـــل اللزجيين ِ&
أنظر إليهم وأرتجف&
كما لو أن خروفاً متصلاً&
لم يعد بحاجة للحليب،
شيخاً رضيعاً يدعوا الرب&
في هيئة مهرج ٍ فحلٍ&
يتلوى من الآلم ِ&
ليضحك َ الجمع َ لكنه ينسى !&
مثلما نفعل حينما نشتري الصابون&
وتأتي العاصفة بغتة ً".
&