&

&
&
&
&
يعتبر الروائي والشاعر العراقي حمودي عبد محسن من أبرز الكتاب العراقيين في النشر واستعمال اللغة السويدية للتعبير عن أفكاره ومواقفه وأرائه في شتى فضاءات الكتابة والابداع الثقافي بعد رواية حورية إكشو ومجموعة كبيرة من القصص صدرت له ملحمة شعرية طويلة باللغة السويدية بعنوان &كَاسيلْ عن دار فيشون في السويد & بمائتين &وثمانين صفحة تتحدث عن &عالم الاغريق القديم الإغريق القديم، وتتناول مأساة حرب طروادة وخرابها على أيدي الاغريق ومالحق بشعبها من قتل وسيقت النساء سبايا وعبيد حرب سبق أن درسنا ملحمة الالياذة والتي تتحدث عن سنوات الحرب العشرة وحصار طروادة وخدعة الحصان الخشبي وعند دراستنا لملحمة أوديسا للكاتب هوميروس وعودة أوديسوس الى إيتاكا ثم ملحمة فرجيل الانيادة والتي تتناول فترة مابعد الحرب أما هذه الملحمة فهي تتناول فترة ما بعد الحرب حيث يهبط الحبيب من الفردوس السماوي بعد ان خطفته سحابة إلى هناك، ليعيش عالم الفردوس السماوي دون ظلام، دون قلق، دون أمراض، تتوفر فيه كل مستلزمات الرفاه لكن الحبيب يحن إلى الأم الأرض ، ويحن إلى حبيبته، فيهبط إلى الأرض، ليجد أن طروادة قد دمرت واحرقت، وتيقن بأن حبيبته سيقت كعبدة حرب، وهنا تبدأ عملية البحث عن الحبيبة ـ & وتبين الملحمة قساوة البحث والمعانات والصعوبات التي تجابه بطل الملحمة، وهو نفس الشاعر الذي يتعرض عدة مرات إلى الهلاك، وأثناء هذه الرحلة يطارده إله البحر بوديسون وعمالقته، فتنقذه الهة الحب والجمال أفروديت، ثم يلتقي أيضا الهة الحكمة أثينا بعد خروجه من وادي الحب الذي دخله بعد عزف سبع إيقاعات غنائية على الناي، وبعد أن يبرز التفاحة الذهبية، وكان شرط الآلهة أن لا يلمس حبيبته حين يلتقيها، لكن هناك لحظة اشتياق، فينسى هو نفسه، وتنسى هي نفسها، مشتاق لقلبك صاحبة العينين الوضاءة ذات الهيبة والجبروت وهي تقبل عليه وفي صدرها جوهرة مشعة أه كم عانينا من الهجر فليعانق بعضنا البعض ياهواي فعندما يحاولا رسم القبلة تذوب مثل ضباب هلامي، ويطرد هو من وادي الحب. وأيضا هناك تراجيديا عن عازف الناي واله الشمس ابولو الذي يخسر سباقه معه، فيسلخ جلده ويصلبه، ثم ترادف مع زيوس كبير الآلهة، وقد &وظف الكاتب حمودي عبد محسنأساطير شرقية كطائر العنقاء، والبلبل، ثم إسطورة البجع، وهو يحيي أفجينا من موتهاـ تلك الصبية ابنة أغاممنون التي قدمت ضحية، لتمخر سفن الأغريق إلى الحرب، وكذلك يحيي بولكسينا ابنة ملك طروادة التي ذبحت عند قدمي أكيل المقتول، ليعود الأغريق إلى بلادهم...وجدت من خلال دراستي لهذه الملحمة فلسفة الحب والبطولة والحكمة في رؤية نقدية جديدة للتاريخ ضد قوى الشر في بلاغة جمالية برموزها ودلالاتها بقاعت واضحة تحرك في النفس أعمق الأحاسيس، وتحفز الوجدان في حلم وطيف وتأمل لحياتنا المعاصرة.الملحمة فريدة مميزة غارقة في الخيال ذات نكهة خاصة، وإلهام &إبداعي، تدخلنا في عالم حسي لا مثيل له، متأجج في فيض عاطفي، زاخرة بتعدد الألوان، وتجسد التجدد في الأدب برؤية نقدية للتاريخ، وإعادة النظر في الماضي، وسيرورة التاريخ التي تنبثق منه أغلب مفاهيمنا. عند قراءتي للملحمة باللغة السويدية لمست التغيير الكبير مابين النثر والشعر والاختلاف في القراءة يبقى النثر يخاطب العقل والشعر عادة يخاطب المُخيلة فالملحمة تنتمي الى عالم الخيال الشعري فالكاتب حمودي عبد محسن حاول إكتشاف الامكانيات الادبية للميتافيزيقا والتأريخ والتركيز على الميثولوجيا اليونانية والمزج مع التأريخ لايقاف الشر وهذه هي القيمة الحقيقية الادبية لموقف الشاعر ومزاياه الفنية ربما مهموم إنسانيآ بسبب أحزان الماضي وأحزان عصرنا الحالي ومايحصل من حروب ودمار وخراب وتبقى ملحمة كاسيل &مليئة بالحكايات والاساطير والاحداث وإذا كانت لدى القارئ أدنى فكرة &عن التأريخ وعن الحياة يستطيع الولوج في الملحمة &المليئة بالعواطف الجياشة ويعيش بكل جوارحه وعواطفه ومشاعره سوف يكتشف أسرار ومصادر الابدية الالهية والحياة ويعيش الحدث والملحمة خزين مابين الحكمة والاختلاف في الحياة الحقيقية نجد الرقة واللين في العواطف الحقيقية وحالة الاندفاع نحو السعادة والفرح والسرور وإزالة كل الجوانب الخفية في الحياة من خلال تسليط الضوء على شبح الظلام والتمسك والعيش مع فرح الحياة وعطر الروائح الزكية وشعلة الحياة البهية والبراقة والشعور بقلب مفتوح والانفتاح على الجميع وعشنا من خلال الملحمة بين الواقع والخيال وأدركنا القيمْ الجمالية لسر أقدم العصور التأريخية من خلال الغوص في فهم التأريخ الانساني بفكر واعي عميق وهو يلقي بظلاله على الواقع يبقى تعريف خصوصية &المصطلحات القديمة مثل الملحمة والعالم السفلي والصراعات مابين البشر والالهة صراع مابين الجمال والقبح الهة تجلب الشر والاستبداد والصراع مع الطبيعة بل ربما يقصد تراجييا الموت وهي ترافقنا رغم الحضارة الاروبية المعاصرة وقوانينها ومدنيتها وكل الانظمة السياسية والاجتماعية والاقتصادية يبقى الثراء لعصر القوة والبطش الوحشي والطغيان والبطش والعبث بمصير الانسان وكل الحروب مهما كانت اسباب حريقها نبقى كارهين لها ولمشعيلها &هذه الحضارة وبدايتها في الحضارة الاغريقية وحلقة اسر هيلين ومازالت قائمة بروحها في كل الحضارات المدنية والجاهلية
في عصرنا هذا من دمار وخراب الطبيعة والنفوس البشرية وتبقى ملحمة كَاسيلْ حافلة وغنية بالاشارات والدلالات وفيها جوانب مضيئة غنية بثراء اللغة الموحية وتبقى اهمية الفكرة الثرية و أدوات الشاعر والروائي حمودي عبد محسن ترفل بالغنى وهو يطعم ملحمته بصور حديثة وقصص الحب رغم كل تراكيب الحكاية القديمة &, انا وانت لازلنا نعيش الحب المضيئ، لكنك اختفيت بدماء حمراء في زمن الحرب، وارتبكت حياتي وسادني القلق &والعمرالقصير ، وبقيت وحدي اعيش جراح طويلة لسنين&
هاجمتني رياح الحزن والبكاء،الموت اصبح رفيق دربي ،وهذا الموت الخفي فرقنا .عندا تصبح المرأة ثيمة الارض والعشب في ملحمة كَاسيل والرجال تقاتل من أجلها إذا أُنتهكت طهارتها ويبقى الطير وخاصة البلبل رمز وأمل التحرر والحب &وهو العاشق الجميل لرحم الطبيعة الخضراء .تزخر ملحمة كَاسيل بكثير من الاوصاف العطفية المشحونة بالحب والاحساس بالخوف &والبحث عن الحبيبة ويجد القارئ رقة رائعة في كل كتابات حمودي عبد محسن على مستوى القصة والرواية والملحمة والرقة تتركز في الاسلوب وإعتبار الحياة مجرد مشهد للاحساسيس المهمة في التعبير عن ضعف العالم والانسان &ولكن تبقى المواحهة &مستمرة في حب الحياة وسلامة الامل&
& & & & & & & & & & & & & &
ماسر إختيارك لمدينة صغيرة دون المدن الكبرى
عندما جئت الى السويد إختاروا لي مدينة صغيرة اسمها إكشو في مقاطعة سمولاند&
عشقت طبيعتها الخلابة الساحرة وبحيراتها وغاباتها &عشت فيها أكثر من عقدين&
وطيبة أهلها شعرت يالامان وترحاب أهلها واختلاطي وإندماجي مع المجتمع السويدي وتعلم اللغة السويدية أسهل من المدن الكبيرة صحيح انا القادم من الشرق الذي كان مسكني ومع الاسف إبتعدت عنه &لكوني عشت الاقصاء هناك أما هنا في الغرب ومنفاي وجدت فيه فضاء الحرية وسرعة إقترابي من أنفاسي ويبقى السوأل المهم مالفرق بين الشرق والغرب يبقى الشرق المفخخ بالقتل والدمار والمواطن مشنوق على أبواب الخراب والضياع والدمار تحت سلطة نظام سياسة القبيلة والعشيرة وسلوك المجتمعات الامية والعصبيات المريضة وتبقى الثقافة هامشية وما علينا سوى إختيار الصمت والموت البطيئ أو الهرب لإنقاد ماتبقى من جلدنا وتبقى الكتابة هي سلاحي الوحيد للصمود والمقاومة أمام هزيمة الثقافة وغياب الحرية وخطب الزعيم وشيخ &قبيلة قمعستان وهو يفتي يوميآ بسياسة الثقافة والفكر والفن والتأريخ واللباس لذلك رفضنا العبودية لقد ضاقت بنا الارض ونحن نعيش سياسة العزلة والتهميش لذلك قررت الرحيل الى الاراضي الحرة لكي اتنفس هواء واوكسجين الحياة وأتواصل مع الكتابة وعند الكتابة أرسم وأجدْ وطن في طيات الكتب &ولازلت أكتب ومهنتي الكتابة بعد مرحلة العزلة والصمت اقول بصراحة إن مغامرتي في كتابة ملحمة كًاسيل إستغرقت عشرة سنوات مثل حصار طروادة كانت عشرة سنوات لكن وجدت ملحمتي أخيرآ النور
&
البطاقة الشخصية للكاتب والشاعر &حمودي عبد محسن&
ولد حمودي عبد محسن في مدينة النجف عام 1953 ، وعاش في أجواء الشعر ، والأدب ، وقال الشعر وهو صغير ، ومارس فنالخطابة ، ثم درس في كلية الفقه ، وكان من المتفوقين الأوئل في السنة الدراسية الأولى والثانية ، فلم يواصل دراسته في الكلية ، إذ غادر العراق إلى أوكرا يينا ، ودرس الجيولوجيا في كيف عام 1973 – 1980 ، وقد أنهى دراسته عام 1980 حاصلا على شهادة دبلوم عالي في الجيولوجيا . التحق بحركة الأنصار عام 1980 في كردستان العراق ، ثم ترك النشاط السياسة ، وهاجر إلى السويد أواخر عام 1994 ، عندئذ درس سنة واحدة التطور الصناعي ، وبعدها عمل في شركة صناعية ، ثم أصبح عضو اتحاد الكتاب السويديين، واتحاد الأدباء العراقيين&
نشر الكاتب عشرات القصص ، ومواضيع في النقد الأدبي والتاريخ ، ومقالات فلسفية ، وقصائد في عدد من المجلات والصحف ، وكذلك نشر عددا من القصص القصيرة في اللغة السويدية ، وقد أصدر الكتب الآتية :
& & رواية الدفان والغجرية عام 1997
& & رواية المزمار عام 2005
& & ملحمة شعرية – الإله تموز – عام 2006&
& & مجموعة قصصية – حورية إكشو – &عام 2006
& & مجموعة قصصية – تنبؤات كاسندرا – عام 2008
& & رواية حكاية من النجف عام 2008
& & مذكرات عن كردستان – عند قمم الجبال – عام 2009
& & مجموعة قصصية – فتاة البجع – عام 2009
& & ديوان شعر – أفياء وليل طويل – عام 2009
&نقد ـ خواطر نقدية ـ عام 2010
وترجمت حورية إكشو بحيرة البلوط & إلى اللغة السويدية&
عصمان فارس ناقد فني وأدبي السويد