&
تتمتع رواية القصص بشعبية واسعة في العديد من المدن الاميركية حيث يتوافد الجمهور بأعداد متزايدة ويدفعون رسم دخول للاستماع الى اشخاص يشاركون الحضارين أشد خبراتهم الحياتية حميمية. ويستمع الجمهور احيانا الى قضايا شخصية للغاية ، بما في ذلك على سبيل المثال ، حديث المتكلم أمام اكثر من 1200 شخص عن زيارة محرجة للعيادة انتهت ببقاء قفاز مطاطي في شرجه. &وقال غراهام كامبل وهو ضابط شرطة سابق ان ما مر به كان "خبرة فظيعة". وروت امرأة في احدى هذه الجلسات القصصية كيف انها ردت بطريق الخطأ على اعلان صاحب ماخور عن حاجته الى عاهرات. &وتحدث شاب عن ضبطه وهو يبيع المخدرات الى مئات من زملائه الطلاب وادانته على فعلته. &واعترف معلم اميركي عمل في بريطانيا بـأنه انفق 730 دولارا على لُعب جنسية خلال ليلة سكر وعربدة مع زملائه البريطانيين ليجد في صباح اليوم التالي ان من المتعذر الغاء الطلبية التي اشتراها تحت تأثير الكحول. وإذا كانت هذه الأمثلة تشير الى ان الرواة كشفوا عن اشياء ما كان يجب ان يطلعوا غرباء عليها فان غراهام كامبل يرى ان تقديم هذه القصص على المسرح يساعد الراوي على الشعور بأن هناك من يتفهمه أو يبرر المواقف التي وقع فيها. &
ونقلت بي بي سي عن كامبل قوله "إذ أحب احد قصتي فانه يحب جزء مني ، وهو دائما شعور لطيف". وشهدت رواية القصص الشخصية التي بدأتها منظمات اميركية مثل منظمة "الفراشة" في نيويورك عام 1997 نموا كبيرا من لقاءات محدودة في غرف المعيشة والمقاهي الى عروض تنفد تذاكرها بسرعة على مسارح كبيرة ، وانتشرت في عموم العالم الناطق بالانكليزية وصولا الى استراليا. وتقيم منظمة "الفراشة" فعاليات لرواية القصص الشخصية في 25 مدينة ، 21 منها في الولايات المتحدة ، ولكن المديرة الفنية للمنظمة كاثرين بيرنز تقول ان المنظمة ستتمدد الى المدن الصغيرة والبلدات الريفية ايضا. وقالت بيرنز "ان حكاية القصص تزداد شعبية واعتقد انها ستنطلق على نطاق أوسع بكثير". واشتملت الفعالية الأخيرة التي اقامتها منظمة "الفراشة" مؤخرا في واشنطن على وضع ميكرفون تحت تصرف الحاضرين بحيث يستطيع اي منهم ان يحكي أي قصة يشاء دون تدقيق أو تحضير مسبق. &
ولكن رواة القصص ليسوا كلهم بمستوى واحد من القدرة على السرد وكانت تُثار مواضيع صعبة مثل العنصرية والتنمر في المدارس والاصابات التي تحدث في الدماغ. &وكان الجمهور يتملل احيانا بعدم ارتياح وهو يستمع الى رواة يحرجون أكثر مما يرفهون. وقال ستيفن هنيغار رئيس مجلس ادارة الشبكة الوطنية لرواية القصص "ان هناك دائما خطر ان تكون رواية القصة علاجاً لعلة أكثر منها فعالية أدائية ترفيهية". وبسبب ذلك اخذت منظمات عديدة تختار رواتها بعناية وبعضها تدرب الرواي على فن السرد. وقالت ايمي سايدمان رئيسة منظمة القصة في واشنطن ان حكاية القصص ليست علاجا ولا يمكن ان تكون علاجا بل تمنح الرواي فرصة للنظر الى خبرة من خبراته في ضوء مختلف. &ولكن ليست هناك رقابة على النوعية ومنظمتها تحرص على ان تُقدم الى الجمهور فعالية تبرر ثمن التذكرة الذي دُفع لحضورها وليس الاستماع الى شخص يتحدث عن مشاكله. ولكن مشاهدين يرون ألا تكون هناك ممنوعات وان تكون كل المواضيع مباحة. &ونقلت بي بي سي عن رجل حضر رواية قصة قوله "أنا سعيد بسماع أي قصة طالما يكون لها معنى". &واضاف صديقه مازحا "أنا ليس عندي حدود". قد يكون الجمهور مستعدا لسماع أي شيء ولكن لدى رواة القصص حكايات وخبرات لا يمكن مشاركة آخرين بها. وما لم يحوّله ضابط الشرطة السابق غراهام كامبل الى قصة بكل تأكيد هو خبراته اثناء العمل في نيويورك خلال هجمات 11 ايلول/سبتمبر 2001. &وشارك كامبل مع فرق الانقاذ في البحث عن ناجين وجثث بين ركام مركز التجارة العالمي ، يحفر بيديه وينقل الأنقاض بدلاء مع طابور من الأشخاص ، "دلاء مليئة بالانقاض ، دلاء مليئة بأشلاء بشرية" ، كما يتذكر. وقال كامبل ان الأشياء التي رآها "لحظات حميمة وليس لي ان اشارك احد فيها" واضاف انه سيشعر بالانسحاق إذا تقاسم خبراته هذه ولا يكون التعامل معها بالجدية الكافية.&
لذا يتعين على رواة القصص ان يحددوا الحكايات التي يرونها مناسبة للجمهور. &ويبدو ان كامبل قرر ان قصته مع القفاز المطاطي تستحق السرد امام جمهور. &فوقف يشرح كيف شعر بالخوف من ان يكون مصابا بسرطان القولون حين رأى دماً يخرج منه. &واعترف كامبل بأنه اختار الطبيبة لأنها جذابة وكان الجمهور يستمع ويطلق ضحكات مكتومة. &ثم مضى كامبل يروي كيف علق القفاز الطبي في شرجه ، وهنا انفجرت القاعة بالضحك. &قال كامبل ان قصته كانت ناجحة والجمهور كان سعيدا بنهايتها السعيدة. &إذ أُخرج القفاز بسهولة ولم يكن كامبل مصابا بسرطان القولون. &ولكنه كان مصابا بالبواسير. &

&