&
عنوان المعرض "100 قطعة فنية تروي تاريخ العالم" افتتح الجمعة الماضية في مبنى المتحف الوطني في مدينة كانبيرا الأسترالية وهو معرض متجول في الواقع إذ سبق وأن نظم في مدن أخرى عديدة. يقوم المعرض على فكرة بسيطة وهي عرض 100 قطعة فنية وأثرية تعبر عن مراحل متعاقبة في حياة الإنسان على الأرض والبداية قبل مليوني عام وصولا إلى الإنسان البدائي ثم قيام الحضارات كما نعرفها وانتهاءا بعصرنا الحالي. &وكان المعرض في البداية مشروع برنامج إذاعي مشترك بين راديو 4 في بي بي سي والمتحف البريطاني، توزع على 100 حلقة إذاعية كتبها وقدمها مدير المتحف البريطاني نيل ماكريغر ويبلغ طول كل واحدة منها 15 دقيقة ظلت تبث يوميا اعتبارا من 18 كانون الثاني/يناير 2010 وعلى مدى عشرين أسبوعا. وقد احتاجت السلسلة إلى فترة تحضير دامت اربع سنوات ثم ما لبث أن صدر كتاب يتضمن كل ما ورد في الحلقات كتبه نيل ماكريغر ويحمل العنوان نفسه. &يتضمن المعرض تحفا وقطعا أثرية فنية وصناعية وتكنولوجية واسلحة أخذت كلها من المجموعة التي يملكها المتحف البريطاني.&
وتغطي القطع المائة كل بقاع العالم وكل الأحداث المهمة التي مرت بها البشرية على الأرض منها أدوات حجرية صنعها من يُعتقد أنه الإنسان الأول في افريقيا وتابوت مصري يمثل الفرعون رمسيس الثاني ولوحة الحرب والسلم السومرية الشهيرة التي عُثر عليها في المقبرة الملكية في أور في جنوب العراق ومن المعتقد أن عمرها أكثر 4500 سنة، إضافة إلى عملات ذهبية تحمل صورة كرويسوس، ملك ليديا الذي عاش في القرن السادس قبل الميلاد وتمثال ذهبي لحيوان اللاما من بيرو وسلة حيكت في أستراليا. وقال مدير المتحف الوطني في كانبيرا ماثيو ترنكا "من النادر أن يشاهد المرء كل هذه القطع مجتمعة في مكان واحد خارج بريطانيا. يشعرني وجودها بأنني أغرق في التاريخ، وتلك تجربة فريدة من نوعها في حياتي المهنية" وأضاف "الأمر كله أكثر من مجرد عرض لكنوز أثرية لأنها تروي قصة الإنسان على الأرض عبر كل الأزمان والأماكن". وقالت القيمة على المتحف البريطاني بيليندا كريرار التي حضرت افتتاح معرض كانبيرا إن المبدأ وراء تنظيم هذا المعرض هو سرد تاريخ البشرية في دفعة واحدة لأن عرض قطع منفردة ومتفرقة لا يحقق هذا الهدف حتى لو كانت هذه القطع موجودة كلها في متحف واحد مثلما هو الحال في المتحف البريطاني.&
من بين المعروضات قطع لويس تشيسمان الشطرنجية التي عثر عليها بالصدفة في اسكتنلدا في عام 1831 ويعود تاريخها إلى القرن الثاني عشر وهي مصنوعة من أنياب الحيتان والفظ وقد ازدادت شعبيتها بعد ظهورها في فلمي هاري بوتر وحجر الفيلسوف، ومن بينها أيضا مواد حديثة مثل أول مصباح يعمل بالطاقة الشمسية وبطاقة ائتمان اسلامية. غير أن اغرب المعروضات عينة من زي فريق تشيلسي لكرة القدم أُنتجت في عام 2010. وبرر المنظمون وجودها ضمن المعرض بالقول إن هذا النادي بريطاني يملكه روسي وأنتج الزي تحت رعاية شركة سامسونغ الكورية كما يحمل اسم اللاعب ديدييه دروغبا، وهو لاعب كرة قدم من ساحل العاج يعيش في فرنسا. وهذا الزي ليس أصليا في الواقع إذ صنع في اندونيسيا وبيع في بيرو وهو ما يجعله أفضل مثال على العلاقات بين مختلف التجمعات البشرية في عالمنا الحالي !!!.
يستمر معرض 100 قطعة فنية تروي تاريخ العالم في المتحف الوطني في كانبيرا حتى 29 كانون الثاني/يناير المقبل. &