تحفل منطقة السيدة زينب في القاهرة بعمق تاريخي استمدته من الحق التي مرت عليها وحفرت ذكرياتها عبر الأجيال وفي المكان نفسه من خلال التسميات التي تواترت على شوارعها وأحيائها. الزميل فتحي الشيخ جال في أحياء السيدة بالقاهرة وخرج بالتحقيق التالي:


فتحي الشيخ من القاهرة: ليست كل الشوارع مجرد بيوت على الجانبين و أرصفة وطريق للمارة، هناك شوارع تحوي اكثر من هذا، د تعني بعضها ذكري لبعض اشخاص ولكن هناك شوارع سطر علي ارضها وحوائطها صفحات من تاريخ المكان، بيوتها تكون متاحف وفي بعض الاوقات ابطال لبعض الحكايات التي تذخر بها كتب التاريخ وطرقها و ارصفتها تكون شاهد علي هذه الحكايات التى مرت بهذه الشوارع،وفي مدينة مثل القاهرة تذخر الاحياء القديمة فيها بعبق التاريخ وسحر الحكايات و يأتي على راس هذه الاحياء حي السيدة زينب ذلك الحي الشعبي الذى يقع بين جنباته اكثر من اربعين اثرا اسلاميا وقبطيا مسجلا في المجلس الاعلى للاثار، هذا غير طبيعة المكان الروحية والمرتبطة بمسجد السيدة زينب الذي ستمدت المنطقة اسمها منه.

جغرافية المكان جعلت من الشوارع المحيطة بالمسجد محط نظر كثيرين من محبي ال البيت في مصر والذين يزورا المسجد، وهو ما خلق سوق كبير في الشوارع المحيطة تجد فيها كل شيءوحركة لا تتوقف على مدار اليوم، و ساعد هذا كله علي شهرة بعض المطاعم الشعبية الموجودة في المكان مثل مطعم الجحش و الذى يقدم وجبات الفول والفلافل، و كذلك بحة في الناصرية والذي يبيع السمين والممبار وبعض المطاعم الاخرى.

حي السيدة زينب كان يسمى قديما قناطر السباع وهذا لان والى مصر الظاهر بيبرس قد انشيء قناطر في ذلك المكان ليرفع المياه الى القلعة حيث مقر الحكم لمصر في ذلك الوقت وكان القناطر مقامة علي فرع صغير للنيل في ذلك الوقت يصل النيل بالبحر الاحمر حين ذلك و زين هذه القناطر بتماثيل تمثل سباع والتي كان يتخذه شعار له و ايضا كان بالمنطقة بعض البرك و لم تسمي المنطقة بالسيدة زينب الا في اخر القرن التاسع عشر في عهد محمد علي، و يسمى الشارع المواجه للمسجد الزينبي شارع بور سعيد والذي كان يسمى بشارع الخليج المصري حيث كان يمر به فرع النيل الذي تم ردمه بعد ذلك ايضا الشارع الملاصق للمسجد والمسمي بشارع السد ويبدو من اسم الشارع علاقته بالقناطر الموجودة قديما في المكان وهذا الشارع الان به باعة لمختلف السلع الان.

ربما كان الاطار الشعبي التراثي في الحي ليس مستمدا فقط من مسجد السيدة وانما من كثرة الاماكن الاثرية بها خاصة الاسلامية منها مثل المسجد الشهير احمد بن طالون الذي يقول عنه ابراهيم النجار استاذ الاثار الاسلامية هو ثالث جامع أنشئ في مصر بعد جامع عمرو بن العاص، وجامع العسكر الذي هدم ولم يبقي منه شيء، وهو أكبرها مساحة بل اكبر المساجد في افريقيا.. شيّده الأمير أحمد بن طولون مؤسس الدولة الطولونية وهو الاثار الوحيد الباقي من مدينة القطائع الذي انشائها ابن طالون كعاصمة لمصر، وهذا المسجد له طراز معماري مميز و له مئذنة فريدة من نوعها و خلف الجامع يقع بيت الكريتلية الذي اصبح متحف الان و يتكون من بيتين انشيء احدهم في القرن ال16 والاخر في القرن السابع عشر وعام 1935 تقدم الميجور جاير اندورسون الذي كان من بين الضباط الإنجليز الذين خدموا في الجيش الإنجليزي والمصري في وادي النيل بطلب إلى لجنة الآثار العربية بأن يسكن في هذين البيتين على أن يقوم بتأثيثهما على الطراز الإسلامي العربي ويعرض فيهما مجموعته الأثرية النفيسة من المقتنيات الأثرية الإسلامية على أن يصبح هذا الأثاث ومجموعة الآثار النفيسة ملكا للأمة المصرية بعد وفاته أو حين يغادر مصر نهائيا.. وقد أقبل أندورسون بعد موافقة اللجنة على عرضه على تنظيم البيتين في همة وأنفق الأموال الطائلة على شراء الأثاث والتحف من البيوت الأثرية ومن أسواق العاديات في مصر وغيرها من البلدان فجمع مجموعة كبيرة من القطع الفنية التي تنتمي إلى عصور إسلامية مختلفة وأماكن متفرقة فهي من صناعة مصر والشام وآسيا الصغرى وإيران والقوقاز وبعضها تحف من الشرق الأقصى ومن الصين هذا علاوة على بعض التحف الأوروبية. وبعد أن توفي أندورسون في عام 1940 و آل البيتان وما فيهما إلى مصلحة الآثار التى جعلت منهما متحفا باسم جاير أندورسوني حوي اكثر من 11 الف اثر.

وليس بعيد عن بيت الكريتلية يوجد عدد من الاسبلة مثل سبيل ام عباس وسبيل الست صالحة وسبيل بشير اغا ومسجد الاشرف قيتباي و مسجد لاجين السيفى ويقع هذا الاثر في شارع عبد المجيد اللبان او مراسينا كما يطلق اهل المنطقة على الشارع وهو شارع يصل بمنطقة الخليفة الاثرية.

علي الزيني 65 عام احد سكان الحي القدامي يقول علي شارع مراسينا به الكثير من الاسبلة التي كنا نحفظ فيها القران علي يد شيوخ من الازهر حتي ثلاثين عام مضت وكذلك الشارع به مسجد لاجين السيفي الذي اصابه زلزال 92 و هو موضوع به اعمدة خشبية كدعامة للحوائط ايضا سبيل ابراهيم بك المانسترلي المحاط باكوام الزباله والرمل، ومقام سيدي الاربعين و بجواره عقار منهار جزء منه ويمكن ينهار بالكامل علي المقام،وغيرهم وغيرهم من المباني الاثرية اللي كلها بحاجه سريعة للترميم ويضيف عم علي لايلاف مش معني ان عندنا اثار مهمة جدا زي الازهر وابن طولون وغيرهم اننا نهمل مباني اثرية تانيه و هو ما يعلق عليه النجار قائلا للأسف هذه المنطقة تعاني آثارها أشد المعاناةrlm;،rlm; والحقيقة ان خطط المجلس الأعلي للآثار والقاهرة التاريخية لم تصل الي هذه المنطقة برغم أهميتها فهي تعد اضافة للمعمار المملوكي ولاسيما مسجد لاجين السيفي امير الحج الذي فقد نصف مساحته،rlm; وقد تأثر هذا المسجد بمياه الفيضان بحكم قربه من شارع السدrlm;،rlm; و لم يعد هناك جزء أثري سوي المدخل والمئذنة وقد تم ترميمه في العصر العثمانيrlm;،rlm;،rlm; وبالنسبة لقبتي سنجر وسولار فهي من أبدع المنشآت الدينية، لكن مع هذا هناك بعض الاثار في هذه المنطقة تم ترميمها بالفعل مثل سبيل ام عباس وجامع ابن طالون ومسجد قايتباي في قلعة الكبش ومسجد حسن باشا طاهر ببركة الفيل..

ولان اغلب اثار المنطقة عبارة عن مساجد او اسبلة كان يتم تحفيظ القران بها، ولان هذه المنطقة في مصر التى قال عنها جيمس هنري برستيد في كتابه الأشهر (فجر الضمير): الواقع إن الحياة والفكر والدين امتزجت في ذهن المصري منذ القدم امتزاجا لا انفصام له يتكون منه كتلة واحدة هي التدين لهذا كان للمساجد مكانة خاصة عند المصريين خاصة المرتبطة بال البيت وبالطبع ياتي علي راسها مسجد السيدة زينب التي كان في البداية عبارة عن ضريح يقع علي الخليج ولكن كان له مكانة عند المصريين وعند الولاة كذلك وقد? ?تتابعت? ?الدول? ?وتوالى? ?الأمراء? ?وكان كل? ?منهم? ?مهتم? ?بخدمة? ?الضريح? ? وقد أجريت فيه اصلاحات في عهد المعز لدين الله الفاطمي والمستنصر الفاطمي والملك العادل بن أيوب والسلطان العثماني سليمان القانوني، والأمير العثماني عبدالرحمن كتخدا، ومحمد علي والخديوي عباس والخديوي توفيق، والمسجد القائم الآن أمر بإنشائه الخديوي توفيق، وتم بناؤه سنة 1302 هـ- 1884 م، كما هو مكتوب فوق المحراب، وفي عهد الملك فاروق تم توسيع المسجد من الجهة القبلية (الجنوبية)، وافتتح بصلاة الجمعة العام وكان اخر التوسعات هي التي قامت بها الدولة المصرية منذ سنوات قليلة ورغم دعاوي كثيرة بأن الضريح الموجود بالمسجد لا يخص حفيدة رسول الله عليه الصلاة والسلام بعضها يستند الى بعض الاسانيد الا ان الراسخ الذي ينمحي من عقول المصريين انه ضريحها ومسجدها الذي تعلقوا به حبا في ال بيت النبي.