انشغلت الصحافة البريطانية خلال الأيام الماضية بمتابعة أخبار شبه فساد شابت عملية اختيار الدوحة لتنظيم هذا الكروي التاريخي، فيما لا يزال الانكليز يحاولون التفريق بين quot;قطرquot; الدولة، وبين quot;القيتارquot; آلة العزف الشهيرة، وبين آلة تقطيع الخضروات والتي تحمل اللفظ نفسه في الانكليزية.


لا يزال الإنكليز حتى هذه اللحظة يحاولون التفريق بين quot;قطرquot; الدولة، وبين quot;القيتارquot; آلة العزف الشهيرة، وبين آلة تقطيع الخضروات، كونها تحمل النطق ذاته في اللغة الإنكليزية، وذلك عقب أسبوع على إعلان خروج بريطانيا خائبة الآمال من سباقها لتنظيم كأس العالم الذي كلفها أكثر من خمسين مليون جنيه أسترليني.

وتفوق العرض القطري على أربعة عروض منافسة من الولايات المتحدة واستراليا واليابان وكوريا الجنوبية في تصويت اجراه الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) في زوريخ ليحصل الشرق الاوسط للمرة الاولى على حق تنظيم أكبر بطولة كرة قدم في العالم، رغم أن الصحف الأميركية التي خرجت بلادها من الصورة نهائيا أشارت إلى رشاوى دفعت لأعضاء الإتحاد.

وعلى مدار الأيام الفائتة انشغلت الصحف الإنكليزية بمتابعة أخبار شبه فساد شابت عملية اختيار الدوحة لتنظيم هذا الكروي التاريخي بالنسبة إلى هذه الإمارة الصغيرة التي تقع على خاصرة الخليج العربي الغني بالنفط والطموحات، فيما يحتفل العرب، والخليجيون بشكل خاص، بهذا النصر في عام الهزائم، إذ هللت الصحف السعودية بهذا الإنجاز القطري وأفردت له مساحات واسعة في صدور صحفها الأولى.
وفي صحيفة الجزيرة كتب محمد آل الشيخ:quot; تغيرت نظرتي إلى هذه الدولة التي استطاعت بإعجاز أن تلتقط الترشيح لكأس العالم لكرة القدم، ومعها المكانة العالمية المرموقة، من فم الأسد رغماً عنه؛ من أميركا وليس من نيبالquot;.

ونظراً لأن قطر ذات تعداد سكاني قليل بالكاد يتجاوز المليون من مواطن ومقيم، فإن الإنظار تتجه إلى الجارة الكبرى، التي يبلغ عدد الشبان فيها نحو 12 مليونا على حد تقريبي، ومعظمهم معجبون حتى الهوس بالكرة العالمية، فما بالك إن كانت تلتئم على بعد أميال منهم، وذلك لملء مدرجات الملاعب الجديدة التي ستكلف مليارات الدولارات وستقام عليها مباريات المسابقة.

وهذا يعني أن أمام قطر تحديًا كبيرا يتمثل في استقبال الأعداد الهائلة من الجماهير وتحمّل هذا البلد ذي التركيبة القبلية والدينية حرية الزوار المشجعين القادمين من أوروبا، فضلاً عن المصاعب الأمنية التي سيواجهها جهاز الشرطة قليل العدد، الأمر الذي يحتم الاستعانة بشركات أمنية دولية أو زيادة عدد أفراد قوى الأمن بما يتناسب مع حجم الزائرين.
غير أن لا أحد يعرف كيف سيكون شكل المنطقة وكرة القدم، بل شكل قطر نفسها عام 2022، أي بعد عشر سنوات من الآن قد تشهد خلالها المنطقة أعاصير ومياها تجري تحت الجسر وفوقه.

إلا أن الأكيد أن كل نجوم الكرة المعروفين حالياً لن يتمكنوا من المشاركة في كأس العالم في قطر، إلا إن التجأوا إلى مهنة التدريب أو قرروا الحضور في مدرجات الجماهير حيث سيكون أصغرهم، وهو اللاعب الإنكليزي الماهر روني قد جاوز الخامسة والثلاثين من عمره وبالتالي سيكون معتزلاً.
وبعيداً عن الرياضة فقد تكون تركيبة الحكم في قطر نفسها مختلفة جداً، حيث سيشهد كرسي ولاية العهد، الذي يشغله الشيخ تميم نفوذاً أكبر، نظراً لأن والده أمير قطر الحداثي التحديثي الشيخ حمد آل خليفة سيكون حينها قد جاوز السبعين من العمر.

كما أن قناة الجزيرة ستكون قد بلغت الثلاثين من العمر ولا يعرف إن كانت ستستمر في نهجها الإخواني العروبي أم أنها ستغير جلدها لتكون نموذجا حيادياً على غرار القنوات الغربية الشهيرة.
أما في ما يتعلق بوضع المرأة في قطر فإنه سيكون قد شهد تحسناً في ظل دعم الشيخ موزة حرم أمير قطر التي لا يستبعد أن تزداد نشاطاً خلال كأس العالم، خصوصاً وأن كلمته قبل اعلان نتائج الترشيح قد حظيت بمتابعة الصحف الدولية.