تنتشر في اغلب مدن العراق ظاهرةأصحاب العضلات من الشباب الذي يستعرضون اجسادهم في محاولة للفت انتباه الاخرين الى خصائص استثنائية يتملكونها .

وفي فصل الصيف ، إذ يرتدي الشباب ( الفنيلة ) الخفيفة يصبح استعراض العضلات المفتولة المرسوم عليها الوشم ، سلوكا ملفتا للنظر في المناطق التجارية المزدحمة وفي زوايا الاحياء ، في استعراض ملفت لمظاهر القوة .

لكن كمال محمد الرياضي وصاحب خبرة تمتد لعقد في التربية البدنية ، يستثني هؤلاء من صفة الرياض الحقيقي في عالم كمال الاجسام النبيل الاهداف ، كما يصفه والذي يهدف الى الى بناء شخصية الانسان عبر صقل جسمه وأخلاقه في نفس الوقت .

اما هؤلاء - بحسب كمال - فانهم (ينفخون) العضلات لغرض الاستعراض لاسيما امام الجنس الناعم ، عبر استخدام الهورمونات المحفزة لغرض الحصول على عضلات ممشوقة .

نجوم السينما

كما ينظر اليهما مدرس الرياضة احمد الحلي على انهم يشبهون نجوم السينما الذين يتصنعون القوة وكمال الاجسام ، لكنهم في حقيقتهم ليسوا اقوياء ولا يحملون روح الرياضة الحقيقية .

ويتابع : الكثير من الشباب لم يعد يمارس الرياضة بالصورة الكافية للحصول على كمال الاجسام ، بل انهم يحصلون عليها عن طريق تعاطيهم لهرمونات ومقويات تنمي العضلات في وقت قصير.

وبحسب الصيدلاني احمد عبد الجبار فان الحصول على المنشطات الرياضية امر في غاية البساطة في العراق فهي متوفرة في الصيدليات مثلما عند الباعة المتجولين ، وكل ماعليك فعله ان تعرف بالضبط نوع المنشط الذي تود استخدامه .

وأسرع الطرق للحصول على عضلات مفتولة ndash; بحسب ndash; عبد الجبار ndash; الحقن بإبر الهرمونات التي تمنح المتعاطي لها عضلات زائفة.

جلب الانتباه

ويعترف الشاب لؤي كامل ان عضلاته التي تبرز من خلال قميص ضيق ، هي للتباهي امام الاخرين ، وجلب انتباه الفتيات .

ويتابع : اغلب الفتيات في الوقت الحاضر يفضلن الشاب ذا البنية القوية صاحب العضلات المفتولة بغض النظر ان كان مجتهدا في الدراسة ام لا ، او صاحب حرفه ام عاطل عن العمل.

الطبيب كاظم شاكر يصف الابر التي يتناولها الشباب والمراهقون ، بانها تنفخ العضلات بسرعة عبر تكوين عقد مكورة تحت الجلد ، عبر زيادة فعالية الهرمونات الذكرية مما يؤدي الى شد كبير في بنية الجسم في مناطق معين ويؤدي الى انتفاخ العضلات بصورة غير طبيعية .

ويصف شاكر نتائح تعاطي هذه الهورمونات بالخطيرة لانها تؤثر في عمل القلب والكبد ، كما تسبب خللا في موازنة الجسم لما تسببه من احتباس للماء.

ويضيف: الكثر من الشباب لم يصمدوا في الاستمرار في تناول هذه العقاقير مما يؤدي بالتالي الى ذبولها والحصول على جسد مترهل وجلد ذابل ، وربما يؤدي الى السرطان في بعض الاحيان .

ويعترف الشاب جميل الفتلاوي انه ادمن تعاطي هرمون جروس ، وهو هرمون للنمو وصفه له احد معارفه من الصيادلة حيث يحصل عليها من احد المستشفيات بسعر مناسب .

لكن البائع المتجول قيس جواد يؤكد ان ما بحوزته من هرمونات التنشيط مصدره المذاخر الطبية او المستشفيات ، لكن الجزء الاكبر مصدره خارج العراق عبر التهريب .

حقن الهورمونات

ويرى مدرب كمال الاجسام احمد الجبوري ان الكثير من الرياضيين الذين يتدربون عنده يرغبون في عضلات بأسرع وقت ممكن فيتركون الرياضة ويلجئون الى الهورمونات لكنهم سرعان ما يشعرون بالندم بعد فترة ، لكن بعد فوات الاوان .

وينصح الجبوري الشباب لاسيما المراهقين بان افضل الطرق للحصول على جسد قوي وصحي هي التمارين الرياضية ، تحت اشراف مختصين.

ازمات نفسية

لكن الباحث النفسي حميد الخاقاني يرى ان اغلب الشباب الذين يتعاطون ابر الهورمونات يعانون من ازمات نفسية تتمثل في الاعتداء على الاهل ، وتقمص دور ( الفتوة ) ،وابراز العضلات في المواقف الخلافية ، كما انهم يمتازون بالعصبية وسرعة الثورة ، وفي بعض الاحيان يتعمدون القيام بأعمال مخالفة للقانون وللقيم الاجتماعية في المجتمع فيلجئون الى تهديد الاخرين ومغازلة البنات ، ومحاولة الاستيلاء على حقوق الاخرين بالقوة .

ويتابع : يقوم هؤلاء وتحت تأثير الشعور بالقوة الزائفة ، بسياقة السيارات والدراجات النارية بصورة متهورة تؤدي الى نتائج غير محمودة في اغلب الاحيان .

ويحذر الباحث الاجتماعي احمد سيف الدين من ان هذه الهورمونات تشابه في تأثيراتها تناول المخدرات ولابد من تدخل الجهات المعينة للحد منها عبر سن القوانين والإجراءات الرقابية التي تسهم في الحد من هذه الظاهرة .

وبحسب رئيس الاتحاد المركزي لبناء الأجسام سالم خيون فان عدم تفعيل القوانين الرياضية وغياب الرقابة يسهمان في تفاقم هذه الظاهرة في الصالات الرياضية حيث انتشرت بشكل واسع خلال السنوات الأخيرة.

ويؤكد الشاب عمار جبار ان بعض لشباب يلجأ الى تناول الهرمونات الحيوانية أيضا.

ومن اشهر ضحايا ابر نفخ العضلات ، سامر الياس ( بودي كارد ) الفنانة اللبنانية نانسي عجرم الذي دفع حياته ثمنا لتناول جرعة كبيرة من الهورمونات الذكرية .

التعاطي سراً

ويتناول الشاب احمد خليل ( 17 سنة ) الهورمونات الذكرية منذ نحو عام مما ساهم في حصوله على جسم مفتول العضلات معترفا بأنه يتعاطي المنشطات الهرمونية سراً دون استشارة أي طبيب .

وتشير التقارير الطبية الى ان الهرمونات والمكملات الغذائية لزيادة حجم العضلات ، تسبب الضعف الجنسي، والصلع، وضمور الخصيتين وفشل الكبد وأمراض القلب والشرايين .

واعلنت وزارة الصحة العراقية في حزيران 2012 اغلاقها جميع المحال التي تتعامل ببيع الهرمونات الرياضية و مصادرت كميات كبيرة منها بحسب المفتش العام للوزارة عادل محسن.

وغالبا ما ينتحل بائعو ومروجو هذه الهرمونات صفة ( الطبيب ) او ( المجرب ) او ( الخبير ) لغرض اقناع المستهلك بفائدتها وعدم حصول اعراض سلبية من جراء تعاطيها .