الإنجاز التاريخي الذي حققه نادي بايرن ميونيخ ونادي بروسيا دورتموند ممثلا البندسليغا ببلوغهما للدور النهائي من دوري أبطال أوروبا للمرة الأولى في تاريخ الكرة الألمانية سيضمن لألمانيا التربع على عرش الكرة الأوروبية للمرة الأولى منذ العام 2001.


هذا الإنجاز سيسمح لهما كذلك بإعادة الهيبة لها بعد السنوات العجاف التي أعقبت اعتزال الجيل الذهبي الذي منح الألمان كأس العالم 1990 و بطولة أمم أوروبا 1996 ، و أهم من ذلك سيثار لها من الإسبان و من الاتحاد الدولي و من الفرنسيين ndash; ممثلين في مجلة فرانس فوتبول التي تمنح جائزة الكرة الذهبية - ألد أعدائهم .

فالمنتخب الإسباني حال دون تتويج المانشافت ببطولة أمم أوروبا في العام 2008 بهدف قاتل للمهاجم فرناندو توريس عجز زملاء مايكل بالاك عن تداركه رغم انه كانوا الطرف الأفضل في المباراة النهائية و في البطولة ككل.
و في نهائيات كأس العالم الأخيرة بجنوب أفريقيا 2010 تكرر نفس السيناريو تقريبا حيث كان وقف لاروخا بين المانشافت و الكأس الرابعة في تاريخهم في الدور قبل النهائي بهدف قاتل من المدافع كارليس بويول رغم أن الألمان أيضا كانوا الأفضل و الأقوى في البطولة بعدما نجحوا في إزاحة المنتخبين الإنكليزي و الأرجنتيني بسهولة .
ثأر مزدوج
و ثار أشبال المدربان يوب هاينكس و يوغن كلوب و كلاهما ألمانيان من الفيفا و من الفرانس فوتبول اللذان أهملا النجوم المتألقة في الدوري الألماني و أبعدوهم عن ترشيحات جوائزهما السنوية مفضلين نجوم الليغا ، فمبارتي النصف النهائي من دوري الأبطال الأوروبي أبرزت للعالم بأن اللاعبين الأفضل في أوروبا و في العالم و كشفت أن مستوى اللاعبين يحدد أسعارهم و العكس غير صحيح فنجوم ملايين الدولارات التي تعج بها صفوف برشلونة و ريال مدريد وقفت عاجزة عن مجارات إيقاع اللعب و بعضهم بقي يتفرج على إبداعات الألمان من المدرجات رغم أن سعره لوحده ربما يفوق أسعار لاعبي الناديين الألمانيين.
فلاعبين مثل ليفاندوفسكي و غوتزة و مولار و ربيري و روبن و آخرون كانوا يستحقون على الأقل الترشح لنيل الكرة الذهبية ، فيما اعتبر حينها الإعلام الألماني إخراجهم من حسابات الفيفا و الفرانس فوتبول من الوهلة الأولى ظلم في حق الكرة الألمانية.
وظهرت المباراة بين بايرن ميونيخ و برشلونة و كأنها بين المنتخبين الألماني و الإسباني على اعتبار أن جل كوادر المانشافت من تعداد البافاري والأمر نفسه ينطبق على الكاتالوني بالنسبة للاروخا، فالبافاري نجح في اكتساح برشلونة ذهاباً و إياباً ليصل مجموع نتيجة المواجهتين إلى سباعية نظيفة رباعية في ميونيخ لقطع التأشيرة نحو لندن و ثلاثية في إسبانيا لإذلال الإسبان و الإعلام المساند لكرتهم .
فلم يكتفي زملاء الحارس مانويل نوير بالدفاع عن رباعيتهم بل راحوا يهاجمون دفاعات البارسا التي ارتبكت لدرجة جعلت أفضل مدافعهم جيرالد بيكي يسجل هدفاً لا يمكن لأفضل المهاجمين أن يسجله ، و تحول الهدف البافاري الثاني و الهزيمة إلى مهزلة سيبقى الإسبان يتذكرونها طويلاً من ذلك أن الألمان قالوا بأن البايرن كان ينقصه تسجيل هدف واحد ليخوض الوقت الإضافي و ربما الركلات الترجيحية ، و سخر عشاق الألمان أيضا من المدافع الدولي بيكي داعين إياه إلى الاهتمام بتغيير حفاظات ابنه من شاكيرا ميلان قبل التفكير في هزم الألمان.
رسالة إلمانية
فالبايرن و البروسيا استغلا مواجهة ثنائي إسبانيا برشلونة وريال مدريد و سحقهما نتيجة و أداء و أي نتيجة من أجل إبراز قوة الكرة الألمانية و تسيدها للعالمية في وقت يواصل الإعلام الأوروبي و معه الإعلام العربي أيضا كيل المديح للكرة الإسبانية.
و بدورها استغلت الصحافة الألمانية هذا الإنجاز لتحتفل بطريقة أقل ما يقال عنها أنها إخراج لكبت ظل غائرا في صدور و نفوس الألمان لسنوات كان خلالها الألمان يقتربون من العين دون أن يرووا عطشهم.
و وفقا لعقلية الألمان و لأعمار لاعبي المانشافت و تعطش مدربهم جواكيم لوف فان الرغبة الجامحة في الانتقام ستكون حاضرة في البرازيل بمناسبة مونديال 2014 و ربما ستجدد المواجهة مع الإسبان .