وجدت دولة قطر نفسها في موقع الدفاع عن فوزها بتنظيم مونديال 2022، بينما طالب تقرير نشر في لندن بتجريدها من هذا الحق مع تكشف فضائح الفساد في (فيفا).
وقال مسؤول أميركي في مجال إنفاذ القانون إن التحقيق الذي يجريه مكتب التحقيقات الاتحادي بشأن الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) يشمل التدقيق في كيفية منح الاتحاد حق استضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم لعام 2018 إلى روسيا وبطولة العام 2022 إلى قطر.
&
ومن جانبه، يجري النائب العام السويسري تحقيقاً آخر بشأن فوز قطر وروسيا بحق استضافة بطولتي كأس العالم، إلا أن هذا التحقيق يستند إلى تقرير سابق لمحقق الفيفا الخاص مايكل غارثيا.
&
ودعا تقرير لصحيفة (إندبندانت) اللندنية إلى تجريد قطر من استضافة كأس العالم؟"، وأضاف التقرير "جميعنا نعلم أن الأميركيين يحققون في نتائج تصويت 2010 الذي منح حق استضافة كأس العالم في العام 2022 إلى قطر وكأس العالم 2018 لروسيا".
&
إعادة التصويت
&
وأوضح أن الفيفا لن تقر إعادة للتصويت على حق استضافة بطولتي كأس العالم 2018 و2020، إلا في حال إقرار لجنتها التنفيذية ذلك، كونها صاحبة الحق الوحيد بإصدار مثل هذا القرار.
&
وقالت الصحيفة إن استقالة رئيس الفيفا سيب بلاتر من منصبه جاء بعد شعوره بأن مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي توصل إلى معلومات كفيلة بإدانته، إلا أنه لم يتم إصدار بحقه أي اتهامات رسمية تتعلق بنزاهة فوز قطر باستضافة بطولة كأس العالم في 2022.
&
ويبحث مكتب التحقيقات الاتحادي أمر ملف استضافة قطر للبطولة منذ سبتمبر/ ايلول 2011 على الأقل، وأفادت وثائق اطلعت عليها (رويترز) أن المحققين التقوا مع موظفة سابقة في فريق ملف قطر، وقالت إنها كانت موجودة حين دفع الفريق 1.5 مليون دولار إلى ثلاثة أعضاء أفارقة في اللجنة التنفيذية في الفيفا لضمان تصويتهم لصالح قطر.
&
فيدرا الماجد
&
لكن المسؤولة السابقة فيدرا الماجد تراجعت في شهادة تحت القسم لاحقًا عن مزاعمها، ورغم ذلك قالت لاحقاً لمكتب التحقيقات الاتحادي إن ممثلي الملف القطري ضغطوا عليها لعمل ذلك. ورفضت الماجد التعليق على لائحة الاتهامات.
&
وكانت الماجد التي سبق لها العمل بملف تنظيم قطر لمونديال 2022، وفجّرت مزاعم عن فساد الاتحاد القطري ودفع رشاوى لتنظيم البطولة، كشفت في نوفمبر/ تشرين الثاني 2014& عن حصول مكتب التحقيقات الفيدرالي على معلومات تؤكد أنها مستهدفة ومعرضة للخطر، بعد تصريحاتها التي قادت الفيفا للتحقيق في شبهات فساد الملف القطري.&
&
وأشارت فيدرا في تصريحات نشرت في ذلك التاريخ إلى أنها تلقت بالفعل عرضاً لحمايتها من قبل المكتب، بعد توصل أجهزة المخابرات الى معلومات تبين أنها معرضة للخطر، بعد مزاعمها بحق الملف القطري. &
&
وأوضحت فيدرا، أن (إف بي آي) تواصل معها العام 2011، حين كشفت عن مزاعمها بخصوص فساد الملف القطري، وأخبرها في ذلك الوقت بأنه تلقى معلومات تفيد بأنها معرّضة لتهديدات.&
&
وأبدت فيدرا انزعاجها وتخوفها بشأن شرعية الفيفا، وضرورة الشفافية في اختيار الدول المستضيفة للمونديال العالمي، وسبق لها أن تركت وظيفتها في ملف قطر مطلع عام 2010، أي قبل 9 أشهر من اختيار الاتحاد الدولي للدوحة كي تنظم البطولة، وبعدها مرّرت المعلومات التي بحوزتها عن فساد الملف القطري لعدد من الصحافيين دون أن تكشف عن هويتها.&
&
وقالت فيدرا في نفس السياق "كنت أجلس في المنزل، وأشاهد التلفزيون، ثم وجدت ثلاثة من عملاء (إف بي آي) يطرقون الباب. وأخبروني بأنهم أتوا إلى منزلي لكوني تلقيت تهديدات، وأن هناك بالفعل مخاطر عدة تحدق بي وبأطفالي، وأنهم يتواجدون ليروا ما يمكنهم القيام به لمساعدتي".&
&
ورغم عدم الأخذ بالتصريحات التي أدلت بها فيدرا بخصوص فساد الملف القطري، إلا أنها أكدت أنها لا تشعر بأي ندم بسبب تحدثها صراحة عمّا كان لديها من معلومات.
&
حملة عنصرية&
&
وإلى ذلك، فإن قطر بادرت للرد على احتمال سحب تنظيم مونديال 2022 منها، على لسان وزير خارجيتها خالد بن محمد العطية بتصريحات يوم الأربعاء قال فيها إنه لا يمكن تجريد بلاده من حق تنظيم كأس العالم لكرة القدم 2022 رغم مزاعم فساد هزت الاتحاد الدولي (الفيفا)، مؤكدًا أن "التحامل والعنصرية" وراء الهجوم على عرض قطر.
وأضاف العطية أن قطر ستكشف يومًا ما "عمن يقف وراء الحملة الموجهة ضدها"، وأبلغ العطية (رويترز) في مقابلة في باريس بعد يوم من استقالة سيب بلاتر من رئاسة الفيفا، "يصعب جدا على البعض أن يستسيغ أن تنظم دولة عربية مسلمة هذه البطولة كما لو كان هذا الحق بعيد المنال على دولة عربية"
&
وقال وزير خارجية قطر: "هذه الحملة مستمرة منذ وقت طويل. اؤكد لكم شيئاً واحدًا. قطر قدمت أفضل عرض. اجتزنا كل الإجراءات وفزنا لاننا قدمنا أفضل عرض".
&
وأضاف: "فزنا بتنظيم هذه البطولة عن جدارة واستحقاق لأننا قدمنا افضل عرض ولسنا اليوم في معرض الكشف عن الاطراف، التي تقف وراء هذه الحملة ضد قطر، ولماذا يسعون لحرمان قطر من هذا الحق. لكن عندما يحين الوقت سنظهر للجميع ما نملكه".
&
وختم العطية: "لم يحن الوقت بعد. لا نرغب أن يشتت أحد انتباهنا ونسعى لتنظيم بطولة كأس عالم فريدة"، وقال: "لا يمكن تجريد قطر من هذا الحق. نثق في الاجراءات ونستحق الفوز".
&