تقرر أن يكون ستاد آزادي في العاصمة الإيرانية طهران مكاناً للإحتفال بـ"عاشوراء" اليوم، حيث تتعالى الهتافات "يا حسين" بدلاً من الهتافات الكروية التقليدية، كما يحرص الآلاف على رفع الأعلام السوداء، بل إن البعض منهم سوف يرتدي الملابس السوداء، ويمارس طقوسه وشعائره الدينية الشيعية في المدرجات بدلاً من التفاعل بطريقة جماهير الكرة التقليدية، خاصة أنه يوم الحزن الذي شهد مقتل الحسين بن علي حفيد النبي محمد في معركة كربلاء.

أجندة الفيفا

القصة تعود إلى أن المنتخب الإيراني سوف يواجه كوريا الجنوبية في واحدة من أهم المباريات في مشوار كل منهما بتصفيات آسيا للتأهل لكأس العالم 2018، ومع إصرار الإتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا" على إقامة جميع مباريات التصفيات في موعدها وفقًا لأجندة تم الإعلان عنها منذ فترة طويلة، لم يجد الإيرانيون سوى الإحتفال بيوم عاشوراء في المدرجات.

"يا حسين"

وقد أثار قرار إقامة المباراة غضب رجال الدين في إيران، لأنه يصادف الإحتفال بيوم مقدس لدى الشيعة، وهو يوم عاشوراء، فما كان من بعض رجال الدين سوى اقتراح حل وسط وهو الإحتفال بالمناسبة الدينية أثناء المباراة، وقال رجل الدين النافذ علي كرماني تعليقاً على الموقف :"المباراة تقام تزامناً مع أجواء عاشوراء، يجب على الجماهير الحاضرة في المدرجات التوشح باللون الأسود والهتاف معاً يا حسين، بدلاً من الهتافات الكروية".

"خليج فارسي"

هذه ليست المرة الأولى التي تشهد خلطاً واضحاً في إيران بين كرة القدم والدين، وكرة القدم والسياسة، حيث تواجه أندية ومنتخبات السعودية والإمارات وغيرها من دول الخليج صعوبات كبيرة مع الجماهير الإيرانية، والتي ترفع لافتات تؤكد أن "الخليج فارسي" وليس عربيًا، فضلاً عن الهتافات المسيئة للعرب بشكل عام، وأبناء الخليج العربي على وجه الخصوص، مما يتسبب في ارتفاع وتيرة التوتر في هذه المباريات.