ستكون حلبة الاميركيتين في تكساس على موعد هام جدا يوم الاحد، وذلك ليس بسبب المنافسة المحتدمة بين سائقي مرسيدس الالماني نيكو روزبرغ والبريطاني لويس هاميلتون وحسب بل لانها المرة الاولى منذ 30 عاما التي تتواجد فيها سيارة اميركية على خط انطلاق جائزة الولايات المتحدة الكبرى.

يتحضر فريق هاس لخوض السباق على الاراضي الاميركية التي احتضنت 44 سباقا منذ انخراطها في سباقات الفئة الاولى لكن ذلك لم يكن كافيا من اجل رفع شعبية هذه الرياضة في بلد يفضل عليها سباقات اندي كار او ناسكار ولديه ابطاله وهم ليسوا هاميلتون او الالماني سيباستيان فيتل او الاسباني فرناندو الونسو.

يخوض هاس موسمه الاول في سباقات الفئة الاولى حيث استعان بمحرك فيراري ونجح في الحصول على النقاط منذ سباقاته الاولى بفضل السائق الفرنسي رومان غروجان.

والمفارقة، ان هناك سائقا فرنسيا اخر منح الاميركيين النقاط في مشاركتهم الاخيرة عام 1986 مع فريق لولا-هاس وهو باتريك تامباي.

لكن ليست هناك اي علاقة بين الفريق الحالي ولولا-هاس الذي كان يملكه الراحل كارل هاس مشاركة مع الممثل الشهير الراحل ايضا بول نيومان، اذ ان مالك هاس-فيراري هو جين هاس الذي جمع ثروته الطائلة من صناعة آلات التشغيل.

ورغم مشاركة فريق اميركي للمرة الاولى منذ 1986 فان شعبية بطولة العالم لسباقات فورمولا واحد لا تزال ضعيفة في الولايات المتحدة ويمكن الحديث حتى عن "علاقة حب من طرف واحد" بين هذه الرياضة وبلاد "العم سام".

وحتى في ظل ارتفاع عدد المتابعين الاميركيين لسباقات فورمولا واحد فان النسبة ما زالت متدنية مقارنة مع اندي كار او ناسكار ما تسبب بغياب سيارات الفئة عن الاراضي الاميركية التي احتضنت السباق على 10 حلبات مختلفة بينها ثلاث منذ عام 1989 (ديترويت، انديانابوليس، اوستن)، لعدة مناسبات اخرها بين 2008 و2011.

واذا كانت المشاركة الاميركية الاخيرة على صعيد الفرق تعود الى عام 1986، فيجب العودة الى عام 1978 للبحث عن السائق الاميركي الاخير الذي توج بلقب بطل العالم وهو ماريو اندريتي الذي خلف فيل هيل، اخر بطل اميركي سبقه الى اللقب وكان ذلك عام 1961.

هاس ليس الفريق الاميركي الوحيد الذي يشارك في سباقات الفئة الاولى بل سبقه الى ذلك عدة فرق مثل شادو او بارنيلي وبينسكي وصولا الى لولا-هاس، لكن يجب ايضا العودة بالزمن الى عام 1967 للبحث عن اخر فريق اميركي فاز باحد السباقات وكان "انغلو اميركين ريسرز" الذي فاز بجائزة بلجيكا الكبرى مع السائق دان غورني.

 "فورمولا واحد اكثر تشويقا"

بالنسبة لبلد تعتبر فيه الرياضة "الخبز اليومي"، فان ارقام الاميركيين في سباقات الفئة الاولى تعتبر ضعيفة جدا وهذا الامر لا يشجع بتاتا على رفع شعبية هذه الفئة المكلفة جدا من سباقات المحركات، الا ان ذلك لا يقف حائلا دون الاستمتاع بسباق الاحد على حلبة استعراضية تعد بالتشويق والاثارة في ظل المنافسة المحتدمة جدا بين ثنائي مرسيدس حيث يسعى هاميلتون الى الابقاء على حظوظ الاحتفاظ باللقب خصوصا انه يتخلف بفارق 33 نقطة عن زميله روزبرغ.

بالنسبة للثنائي الستيني باري وماري الاحصائيات الاميركية لا تعنيه كثيرا "فنحن نتابع فورمولا واحد منذ قدومها الى اوستن (عام 2012)"، مؤكدا بانه غير مهتم بتاتا بفئات اخرى من السباقات الاميركية مثل اندي وناسكار بالقول: "لا نملك الوقت سوى لمتابعة فئة واحدة وهي فورمولا واحد لانها اكثر تشويقا".

وبجانب هذا الثنائي هناك كارلوس وايفان وروبرتو الذين يرتدون قمصانا باللون الاحمر الخاص بفيراري، لكن هؤلاء قادمون من مونتيري المكسيكية بهدف متابعة السباق "لاننا نحب فورمولا واحد كونها الاهم على الاطلاق من ناحية التكنولوجيا والمواهب. انها افضل من ناسكار او اندي كار".

وسيحظى هذا الثلاثي بفرصة رؤية سيارات فورمولا واحد الاسبوع المقبل ايضا لان المرحلة المقبلة ستقام في المكسيك التي تحتضن احدى سباقات البطولة للعام الثاني على التوالي بعد انقطاع دام لفترة 23 عاما.

وخلافا للولايات المتحدة التي شاهدت سائقها الكسندر روسي يكتفي بخوض 5 سباقات الموسم الماضي مع فريق مانور (ماروسيا سابقا)، تشارك المكسيك في البطولة بسائقين موهوبين هما سيرخيو بيريز (فورس انديا-مرسيدس) واستيبان غوتييريس (هاس-فيراري).

وحتى ان حاول فريق هاس تعزيز شعبيته المحلية بخوض البطولة بنكهة اميركية صرفة، فانه لن يجد السائق الاميركي الذي يتمتع بالخبرة الكافية بحسب ما اكد مالكه جين هاس، لكن بامكان عشاق الفئة الاولى في الولايات المتحدة تعزية انفسهم بان هذه الرياضة اصبحت ملكهم بكل ما للكلمة من معنى وليس مجازيا وذلك بعدما استحوذت مجموعة "ليبرتي ميديا" التي يملكها الملياردير وعملاق الاعلام الاميركي جون مالون على ملكية البطولة.

وقد وعد مالون بتعزيز مكانة هذه الرياضة في بلاده وبدأ يتحدث منذ الان عن احتمال اقامة سباق اضافي في الولايات المتحدة.