نشر اللاعب الإيرلندي بات فلين مدافع فريق لونغفورد تاون فلين لكرة القدم رسالة مؤثرة على حسابه في موقع التواصل الاجتماعي بعد قراره اعتزال اللعب ، و وضع نهاية لمسيرته الرياضية ، حيث اعتبرت رسالته بانها الأطول والأعظم ليس في تاريخ كرة القدم فحسب، بل على مستوى كافة الرياضات الآخرى.

 وكان بات فلين (31 عاماً ) قد فاز مع ناديه بلقب الدوري الإيرلندي للدرجة الأولى في عام 2014، بالإضافة إلى لقب الدوري الممتاز مع نادي شامروك روفرز في عامي 2010 و2011.
 
وتضمنت مسيرة فلين الكروية باللعب مع عدد من الأندية مثل ناديا سانت باتريك اثلتيك وشيلبورن، في حين أمضى فترة من بداية حياته الكروية في الملاعب الانكليزية ضمن صفوف أندية وولفرهامتون وتوركي يونايتد وكيدمينستر هاريرز.
 
واوضحت الرسالة بان اللاعب الايرلندي غير نادم على تعليق حذائه ، بعدما اختار أن يركز على الجوانب الايجابية من حياته الكروية في رسالته، إذ شكر عائلته وزملائه وأنصاره والأندية التي شارك معها على دعمهم له... حتى انه قدم شكره للأندية التي لعب ضدها خاصة ، وكرة القدم بشكل عام للفرص والذكريات التي منحوها له خلال مسيرته الرياضية .
 
ونستعرض لكم نص رسالة اعتزال فلين بعنوان "شكراً" كما ظهرت على مدونته ونشرها موقع "جو" الرياضي:
 
"اليوم قررتُ الاعتزال
"لذلك فكرتُ... إنه من الأفضل أن أنشر بياناً. قد أنسى بعض الأسماء فأرجو المعذرة.
"لم أرغب بالإعتزال ولكن الساقين لا تتحركان كالمعتاد، وعندما يقول لي أبطأ لاعب في الدوري "سأحل مكان ساقيك"، عندها علمت أنه يجب أن أعلن يوم الاعتزال.. لذلك شكراً لك (زميلي في الفريق) مارك روسيتر (33 عاما).
 
"إلى كيارا... صديقتي في أيام الشباب وزوجتي الآن وأنا أنهي مسيرتي مع لونغفورد ... وقفتي بجانبي في كل شيء. شكراً لصبركِ وإدراككِ ودعمكِ المتواصل.
 
"ترك المنزل من الثامنة صباحاً والذهاب مباشرة للتدريب والعودة إليه في التاسعة مساء كانت أياماً صعبة.. لذلك أنا اعتذر لأطفالي بسبب غيابي عنهم، وأتطلع الآن إلى قضاء كل وقتي معكم. إذا كنتم شغوفون مثلي على أرض الملعب ووالدتكم شغوفة في البيت، فإنكم ستتوفقون في كل ما ستختارون.
 
"شكراً كثيراً لعائلتي التي ساعدتني على مر السنين، خصوصاً والدي الذي ساعدني كثيراً، وأنا لن أنسى ذلك أبداً "
 
" ولأصدقائي الذين كانوا يدعمونني منذ البداية وساندوني ذهاباً وأياباً... أقول شكراً لكم.
"ولخالتي وأعمامي الذين اعتنوا بيَّ عندما كنتُ بلا نادي في انكلترا... شكراً لكم.
"ولجميع المديرين الفنيين والمدربين ومسؤولي العلاج الطبيعي وموظفي الأجهزة والمعدات التي عملت معهم وللوقت الذي قضيتموه معي... شكراً جزيلاً لكم.
 
"لجميع زملائي في الفرق.. شكراً لكم لقدرتكم على التكيف مع اللعب بعشرة لاعبين معظم الأسابيع!
"إلى الحكام.. اعتذر عن مخاشنتي ولغتي الصارخة التي أدت إلى اشهار البطاقات الملونة ، و تود زوجتي أن تشكركم على المئات من اليورو التي دفعتها كغرامات بسببكم أنتم.
 
"لأنصار نادي ووترفورد شكراً لجعلكم مني بطلاً محبوباً.
"لجماهير شيلبورن..انه أكبر ندم في مسيرتي عندما هبط النادي الذي كنت ألعب معه، إنه نادي كبير ولا ينبغي أن يكون في هذا الوضع.
"إلى أنصار سانت باتريك كنتُ أفعل مثلما كنتم تفعلون... متابعة مبارياتكم من على دكة البدلاء كل أسبوع. ، لم يكن السبب أنه لم أكن أحاول ولكن (زملائي في الفريق) كينا وأوبراين كانا متميزين. أتمنى أن أرد الجميل مع أغنية لنهائي الكأس كتبتها لكم.
 
"لجماهير لونغفورد .. أنا معجب بمجموعة من الشباب الذين يتابعون الفريق أينما ذهب. كانت لدينا ليالي سيئة ولكن بعض الأخرى كانت رائعة. إنه نادٍ كبير.. شكراً لكم.
 
"إلى جميع اللاعبين في شاكروك روفرز.. شكراً لكم. فمن بيتي كنتَ تستطيع مشاهدة الأنوار الكاشفة كل ليالي الجمعة للذين يرتدون القمصان الأخضر والأبيض الشهيرة مع سماعكم غناء المشجعين وأنتم في النفق مع رائحة البرغر والرقائق ، وتنتظرون انطلاق صافرة الحكم.. هذا كان حلمكم، وأنا كنتُ مجرد من أنصاركم الذي أصبح محظوظاً.
 
"إلى أنصار بوهيميان، كنتُ أحب اللعب في داليماونت. لقد أحببتم اساءة معاملتي وأحببتم رمي زجاجات كولا على رأسي.. لم أكن أحبكم، ولكن لا بد لي من القول إنني اعجبتُ جداً بعاطفتكم، سأفتقدكم.
 
"كرة القدم هي أعظم لعبة على وجه الأرض، وكل من يقول غير ذلك فهو يكذب.
"أعطتني فرصة للفوز في كل ايرلندا.
"أعطتني فرصة للتعلم من أبطالي أمثال الاسطورة دينيس ايرون (نجم ايرلندا 56 مباراة، ومانشستر يونايتد 368 مباراة) كل يوم من أيام التدريب.
 
"منحتني فرصة اللعب مع الفريق نفسه الذي كان يلعب فيه (اسطورة انكلترا) بول غاسكوين الذي كانوا يقولون عنه إنه اللاعب الانكليزي الأكثر جنوناً في كرة القدم... وهذا صحيح.
"منحتني فرصة لأكون قائد منتخب ايرلندا على مستوى الشباب.
"ومنحتني فرصة للقاء رئيسة جمهورية ايرلندا.
 
"أعطتني الكثير من المآسي، مثل الهبوط، الإصابات، الغياب عن الاحتفالات بأعياد الميلاد وافتقادي لأصدقائي وأسرتي.
"أعطتني فرصة الفوز ببطولات الدوري مع النجوم من أمثال تويج وبرادلي وبيكر وسالمون وأوسليفان.
"منحتني فرصة ليكون لي أصدقاء مثاليين مثل ستيفن رايس وبات سوليفان الرائعين داخل الملعب وخارجه.
"منحتني فرصة لمواكبة كريستيانو رونالدو في ركلات الزوايا.
"أعطتني فرصة للوقوف في جدار اللاعبين لا حول لي ولا قوة عندما سدد ديل بييرو الكرة من ركلة حرة في الزاوية العليا من المرمى.
"أعطتني فرصة اللعب ضد أفضل الأبطال في الدوري... ديريك بندر وغلين كرو وجايسون بيرن وجون أوفلين وكريستي فاجان.
"لقد منحتني الفرصة للعب بإمرة القائدين الكبيرين جيفري كينا وغلين موراي.
"أعطتني الفرصة للتنافس مع كيليان بريدان اللاعب العظيم الذي كان لا يخاف من ركلاتي ومخاشنتي له... سأفتقد ذلك.
 
"أعطتني فرصة لإهدار ركلة جزاء أمام 30 ألف مشجع في ملعب لانسداون رود.
"ومنحتني فرصة للاستماع لأغاني التي كانت تُغنى عني... بعضها جيدة وبعضها سيئة.
"منحتني فرصة اللعب مع كل الأندية الكبرى في دبلن.
"أي شخص كان يشاهد مباريات كرة القدم سيعرف أن مستواي كان متوسطاً، ولكن اللعب بجد والتفاني بالالتزام كانا السبب في انني حصلتُ على كل هذه الفرص.
"وإذا استطعتُ أنا أن أحقق كل هذا الشيء، فإنه يمكن للاعبين اخرين أن يحققوا ذلك أيضاً... لا تيأسوا أبداً... شكراً لكرة القدم".