ترتبط رياضات عدة عبر شهرتها وشعبية نجومها بحملات الانتخابات الرئاسية الاميركية والترويج لمرشحيها، لا سيما اذا كانت لهؤلاء علاقة مباشرة او غير مباشرة بالرياضة ونشاطاتها، التي تعد فاعلة في المجتمع.

وقد تجلى هذا الامر اخيرا خصوصا في ظل التحركات الاخيرة الشاجبة لتعاطي الشرطة مع السود في مدن عدة، والتي جسدها كولن كايبرنيتش لاعب كرة القدم الاميركية مع فريق "سان فرنسيسكو 49"، واحتجاجه بالجثو على ركبة واحدة خلال عزف النشيد الاميركي.

كما اشعل قول المرشح الجمهوري دونالد ترامب "ربما عليه التفتيش عن بلد آخر يناسبه" في معرض تعليقه على تصرف كايبرنيتش، جدلا واسعا مثيرا غضب غالبية اللاعبين البيض في فرق الدوري، المؤيدين عموما، للجمهوريين، اذ وجدوا انفسهم محرجين امام زملائهم من عرقيات اخرى.

كما رد شون دوليتل لاعب اوكلاند اثليتيكز (بيسبول) على قول ترامب ان اتهامه بتحرشات جنسية مجرد "كلام سوقي في غرف خلع الملابس في الملاعب"، انه امضى سنوات طويلة في الملاعب وفي هذه الغرف بالذات "حيث لا يتفوه احد بمثل هذه القمامة"، حتى ان صديق ترامب طوم برادي (نجم نيو انغلاند باتريوتز) تحاشى الدفاع عنه. ونعت "الملك" ليبرون جيمس نجم فريق كليفلاند كافالييرز حامل لقب دوري المحترفين لكرة السلة، المرشح الجمهوري بـ"البذيء".

واجمالا، ينحو قطاع سباقات السيارات (ناسكار) وكرة القدم الاميركية الى تأييد الجمهوريين، وكرة السلة الى تأييد الديموقراطيين.

وينشط الملاكم السابق مايك تايسون في معسكر ترامب، ويدعو الى انتخابه ناصحا بـ"محاولة تجربة شيء جديد وادارة الولايات المتحدة على طريقة الاعمال التجارية". 

كما يبرز نجم الغولف السابق جاك نيكلاوس (الحائز على 18 لقبا رئيسا) ، ولاعب كرة السلة دينيس رودمان الذي يجاهر في الوقت عينه بصداقته للزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ اون. هذا فضلاً عن جون ديلي (الغولف)، منظم مباريات الملاكمة دون كينغ، بيلي نايت (كرة السلة)، هالك هوغان (المصارعة الحرة)، بريان فرانس (رئيس سباقات ناسكار)، دانا وايت (رئيس اتحاد المصارعة)، وريكس ريان (كرة القدم الاميركية).

من جانبه، اكد ليبرون جيمس مرات دعمه لكلينتون. وأيضاً العداء السابق كارل لويس الحائز على 9 ألقاب أولمبية بين 1984 و1996، الذي يفاخر بصداقته لهيلاري، كذلك لاعب كرة القدم ميغان رابينو الذي يدعم المرشحة الديموقراطية خصوصا في "نضالها" للمساواة بين الجنسين. كما تضم لائحة المجاهرين بمناصرتهم لكلينتون كلاً من: ماجيك جونسون وستيفن كاري ومارك كوبان وكريم عبد الجبار (كرة السلة(، بيلي جين كينغ (التنس)، آبي وامباخ (كرة القدم)، وجيم براون (كرة القدم الأميركية).

ولترامب علاقة "مثيرة" بالرياضة تعود الى 30 عاما، اذ كان احد مالكي فريق "نيوجيرسي جنرالز" ضمن دوري متواز منافس للبطولة العامة في كرة القدم الاميركية، يضم 12 فريقا.

وكانت المسابقة تنظم في فصل الصيف، وابرزت نجوما واعدين امثال ستيف يونغ وجيم كيلي. ولاحقا ادى نقل الموسم الى الخريف لاطلاق دعاوى قضائية بحجة "احتكار غير قانوني".

 ويصف ترامب تلك المرحلة بأنها "كانت ممتعة وعملية جميلة"، كما ورد في وثائقي بثته "او اس بي ان". وهو طالب بـ69ر1 بليون دولار بدل عطل وضرر، علما ان المسابقة توقفت قبل انطلاق موسم 1986. 

 هكذا حتى في الرياضة يعشق ترامب الامور المثيرة للجدل، فقد وفّر الرعاية لمدة عامين (1989 و1990) لسباق للدراجات الهوائية يقام على مراحل ويحمل اسمه، لان مساره يمر على ساحل اتلانتيك سيتي (ماريلاند) او نيوجيرسي حيث توجد كازينوهات، وصرف النظر عنه بعدها لاسباب مالية.

وعرف ترامب ايضا باهتمامه بالملاكمة، وشهدت مرافق تحمل اسمه نزالات عدة لتايسون.

ويحجز ترامب ركنا خاصا في ملاعب فلاشينغ ميدوز للتنس، ويملك 20 مرجا للغولف، ما يعتبر اداة مناسبة لتمتين علاقاته مع رجال اعمال ومشاهير يرتادونها.

في المقابل، زاولت المرشحة الديموقراطية هيلاري كلينتون البيسبول والسوفت بول (الكرة اللينة) في صباها. ففي ايلينوي كما في نيويورك ولوس انجليس لا يمكن مطلقا تجاهل البيسبول. وكانت من انصار فريق "شيكاغو كابز" المنافس حاليا على اللقب. وتعزو الى الانخراط في حياة الفرق الرياضية الفضل لتأهيلها سياسياً وفي الحياة العامة.

لكنها كلينتون ارتكبت "خيانة" لدى توليها منصب السناتور عن نيويورك (2001 – 2009)، اذ اكدت مناصرتها لفريق يانكيز، ما اثار سخرية كثر، علما ان كتابا يحمل عنوان "كنت دائما من انصار يانكيز" صدر وعلى غلافه صورة لهيلاري تعتمر قبعة الفريق.

وبعيدا من هذه "الطرفة السمجة"، استخدمت كلينتون الرياضة وسيلة تحفيز معنوي للنساء، وذلك خلال توليها منصب وزير الخارجية في ولاية باراك اوباما الرئاسية الاولى (2009 – 2013)، فاطلقت مبادرة "الرعاية من خلال الرياضة"، مؤكدة ان "الرياضة علمتني كيف اكون جزءا من فريق"، كما اوردت خلال منتديات شاركت فيها عام 2012، عارضة دراسات تظهر أن النساء اللواتي زاولن الرياضة في شبابهن كن متفوقات في الدراسة، وحصلن لاحقاً على وظائف برواتب عالية.

كما تشدد كلينتون ان الرياضة ساعدتها كثيراً، وعلمتها على تقبل الخسارة والاجتهاد في المحاولة مجددا والمثابرة.