وجد المنتخب الأرجنتيني نفسه في موقف حرج في تصفيات أمريكا الجنوبية المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2018 بعد سلسلة من النتائج المخيبة ، والتي كان آخرها خسارته المدوية من غريمه التقليدي المنتخب البرازيلي بثلاثية نظيفة جعلته خارج إطار المنتخبات الخمسة المرشحة لحضور النهائيات بتراجعه إلى المركز السادس في سلم الترتيب القاري .

 و أصبح منتخب التانغو بطل كأس العالم في دورتي 1978 و 1986 و وصيف البطل في مونديال البرازيل 2014 يواجه خطر الغياب عن نهائيات كأس العالم 2018 بروسيا ، وهو السيناريو الذي سبق لمنتخبات عالمية عريقة ان عاشته رغم فوزها باللقب العالمي أو نيلها الوصافة .
 
وكان المنتخب الأرجنتيني قد سبق له أن وجد نفسه في مأزق مماثل وتحديداً في تصفيات كأس العالم 1994 بأمريكا ، عقب خسارته التاريخية أمام كولومبيا بخماسية ليضطر معها إلى خوض المباراة الفاصلة ضد استراليا ، و يجبر المدرب الفيو بازيل إلى الاستنجاد بدييغو مارادونا ليساعده على تأهيل " التانغو " إلى النهائيات وهو ما حدث بالفعل .
 
صحيفة " ماركا " الإسبانية نشرت تقريراً استعرضت من خلاله أشهر حالات الإقصاء من نهائيات كأس العالم التي تعرض لها كبار المنتخبات العالمية مثل الأرجنتين ، حتى انها رشحت غياب ميسي و زملائه عن مونديال 2018 بروسيا بالنظر إلى الأداء الباهت الذي قدموه في المباريات الأخيرة ، خاصة أن عودة " البرغوث " لم تعيد " التانغو " إلى سكة الانتصارات.
 
الحالة الأولى :
عاشها المنتخب الإنكليزي عندما غاب عن نهائيات كأس العالم 1974 بألمانيا الغربية ، بعد ثمانية أعوام فقط من تتويجه بطلا للبطولة في عام 1966 على حساب الألمان. 
 
وفشل منتخب "الأسود الثلاثة " في حجز بطاقة العبور إلى ألمانيا بعدما حل ثانياً في مجموعته خلف منتخب بولندا بفارق نقطة واحدة فقط بسبب خسارته من زملاء لاتو بثلاثية نظيفة. 
 
وبعدها بـ 20 عاماً تكرر نفس السيناريو ، حيث فشل الإنكليز في عبور الأطلسي لحضور نهائيات كأس العالم 1994 بأمريكا ، اثر حلولهم في المركز الثالث في مجموعتهم خلف هولندا و النرويج.
 
الحالة الثانية :
عاشها المنتخب الفرنسي مرتين ، حيث جاءت الأولى عندما غاب عن نهائيات كأس العالم 1990 بإيطاليا بعد 10 سنوات كاملة من التألق بتأهله إلى المربع الذهبي في دورتي 1982 و 1986 وتتويجه بطلا لكأس أمم أوروبا عام 1984 ، حيث فشلت فرنسا في حضور نهائيات المونديال أمام منتخبي يوغسلافيا و اسكتلندا ، وذلك في أول تصفيات يخوضها " الديك الفرنسي " بدون نجمه ميشال بلاتيني الذي اضطر للاعتزال .
 
أما الثانية فكانت في الدورة الموالية وتحديداً في كأس العالم 1994 بأمريكا ، والذي كانت أشد وطأة من الأولى ، حيث أقصي في اللحظات الأخيرة من التصفيات بعدما نجح المنتخب البلغاري في تسجيل هدف الانتصار وخطف البطاقة المؤهلة للنهائيات ، وبالتالي إخراج " الديوك " من السباق في سيناريو لا يزال يؤرق الفرنسيين حتى الآن رغم نجاحهم في التتويج باللقب العالمي في النسخة الموالية عام 1998.
 
الحالة الثالثة :
عاشها المنتخب الهولندي عندما غاب عن نهائيات كأس العالم 2002 بكوريا و اليابان رغم انه كان مرشحا لإحراز اللقب العالمي لإمتلاكه احد أفضل الأجيال التي مرت على تاريخ الكرة الهولندية رغم إخفاقه في الظفر بلقب كأس أمم أوروبا قبلها بعامين على أرضه و بين جماهيره . 
 
و بقيادة لويس فان غال فشلت "الطواحين الهولندية " في منافسة البرتغال وإيرلندا على احد التأشيرتين المؤهلة للنهائيات رغم تواجد أسماء من طينة المهاجم الهداف باتريك كلايفرت و لاعب الوسط كلارنس سيدورف و الحارس العملاق فان دير سار.
 
الحالة الرابعة :
عاشها منتخب الأوروغواي بطل كأس العالم عامي 1930 و 1950 ، وذلك بعدما عجز عن بلوغ نهائيات كأس العالم 2006 بألمانيا ، عقب فشله في تجاوز منتخب استراليا في المباراة الفاصلة التي اقيمت بينهما ، و التي حسمها " الكنغر " بركلات الترجيح بعدما انتهت المبارتين بذات النتيجة بهدف دون رد.
 
الحالة الخامسة :
عاشها منتخب البرتغال عندما غاب عن نهائيات كأس العالم 1998 بفرنسا ، وبعد عامين فقط من تألقه في كأس أمم أوروبا 1996 بإنكلترا .
 
ورغم امتلاك البرتغال لجيل ذهبي (بعد جيل 1966 ) بقيادة الجناح الطائر لويس فيغو و صانع الألعاب روي كوستا و الحارس فيتور بايا ، إلا انها حلت ثالثة في مجموعتها خلف ألمانيا و أوكرانيا ، لتلعب مباراة فاصلة ضد إيطاليا وتخسر أمامها .