يبدأ المنتخب الصيني حقبته مع المدرب الايطالي الفذ مارتشيلو ليبي الثلاثاء بمواجهة ضيفه القطري في الجولة الخامسة من منافسات المجموعة الاولى للدور الحاسم للتصفيات الاسيوية المؤهلة الى مونديال روسيا 2018.

وتدخل الصين الى مباراتها مع قطر وهي تقبع في ذيل المجموعة برصيد نقطة يتيمة بعد خسارتها ثلاث من مبارياتها الاربع الاولى، فيما تتقدم عليها قطر بفارق نقطتين فقط في المركز الخامس وبفارق 7 نقاط عن ايران المتصدرة التي تتواجه مع سوريا الرابعة (4 نقاط).

وتضم المجموعة ايضا كوريا الجنوبية (7 نقاط) واوزبكستان (9 نقاط) اللتين تتواجهان الثلاثاء ايضا على ارض الاولى.

ومن المؤكد ان المهمة الجديدة لليبي ستكون صعبة للغاية وهو اعترف شخصيا غداة استلامه مهامه في اواخر الشهر الماضي ان حظوظ الصين في التأهل الى مونديال روسيا 2018 "ليست مستحيلة لكنها مقلقة دون شك".

وحل ليبي خلفا لغاو هونغبو الذي استقال من منصبه عقب الخسارة امام اوزبكستان (صفر-2) في 11 الشهر الماضي على امل ان ينجح بخبرته في اعادة الصين لدائرة المنافسة مع تبقي 5 جولات على نهاية التصفيات لكن المهمة لن تكون سهلة ضمن مجموعة تتصدرها ايران امام اوزبكستان وكوريا الجنوبية.

وتحدث ليبي عن حظوظ الصينيين، قائلا: "ان جدول ترتيب التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2018 مثير للقلق. انها (الحظوظ) ليست مستحيلة لكنها مقلقة دون شك".

واضاف ليبي الذي سينال راتبا سنويا قدره 5ر4 مليون يورو اضافة الى مبلغ 5ر15 مليون يورو سنويا يتقاسمه مع المنتخب الوطني لقاء خدمات استشارية لمصلحة اكاديمية فريقه السابق غوانغجو ايفرغراند: "اريد بناء الفريق ومساعدة اللاعبين على التطور والتمتع بالثقة. اذا فزنا بثلاث او اربع مباريات وفرطنا بالتأهل بسبب نقطة واحدة فقط، فهذا الامر يمثل تقدما بالنسبة لنا".

وسيكون الاختبار الاول لليبي في مهمته الجديدة ضد قطر الثلاثاء على ان ينتظر حتى 23 اذار/مارس 2017 للقاء كوريا الجنوبية في الجولة السادسة من التصفيات.

ويعرف ليبي الكرة الصينية جيدا كونه اشرف على غوانغجو ايفرغراند من 2012 حتى 2014 وقاده الى لقب الدوري المحلي ثلاث مرات والكأس المحلية ودوري ابطال اسيا في 2013.

وكان ليبي وقع عقدا للعودة الى الاشراف على غوانغجو الموسم المقبل، لكن النادي اعلن الغاء العقد مفسحا المجال امامه لتدريب منتخب الصين.

ولا يزال المدرب الايطالي مرتبطا بعقد مع اكاديمية النادي حتى نهاية كانون الثاني/يناير 2019.

واشرف ليبي على اندية نابولي ويوفنتوس وانتر ومنتخب ايطاليا على فترتين وتوج مع الثاني بلقب الدوري الايطالي 5 مرات والكأس مرة واحدة والكأس السوبر 4 مرات ودوري ابطال اوروبا مرة واحدة عام 1996 قبل ان يضيف الكأس السوبر الاوروبية وكأس الانتركونتيننتل في العام ذاته.

يذكر ان الصين خاضت غمار نهائيات كأس العالم مرة واحدة عام 2002 في كوريا الجنوبية واليابان وتبقى البلد العملاق الذي لم يحقق شيئا على الصعيد المسابقات الدولية للمنتخبات.

هذا البلد الاكبر في العالم من حيث عدد السكان لم يتمكن من التأهل للدور الاخير الحاسم من تصفيات كأس العالم في المحاولات الثلاث الاخيرة وذلك رغم الفوز بدوري ابطال اسيا للاندية مرتين.

وتحدث ليبي عن هذا الموضوع لموقع الاتحاد الدولي لكرة القدم قائلا: "لا اعرف لماذا يقدم نفس اللاعبين اداء مختلفا مع النادي والمنتخب. في الوقت الذي يتألقون فيه مع انديتهم ضمن منافسات الدوري ودوري ابطال اسيا، فانهم لا يبلون بلاءا حسنا على المستوى الدولي. اداؤهم مع المنتخب الوطني لا يتعدى 40 بالمئة. يتعين عليهم ان يدركوا حجم المسؤوليات التي يحتمها حمل القميص الوطني. انه اكبر شرف يحظى به اي لاعب".

واضاف: "لم يكن لاعبونا في قمة ادائهم، لكنهم اثبتوا بانهم ليسوا الحلقة الاضعف. فرغم النتائج، لم تكن مجريات المواجهات السابقة في اتجاه واحد، بل شهدت منافسة محتدمة. صنعنا العديد من الفرص ولم يتمكن منافسونا من فرض سيطرتهم".

واعتمد ليبي على المعرفة التي كسبها خلال تجربته مع غوانغجو ايفرغراند من اجل اختيار لاعبيه وقد اختار سبعة منه للالتحاق بالمنتخب الوطني الذي عاد اليه افضل لاعب في اسيا سابقا جينغ جي (36 عاما و93 مباراة دولية).

واكد ليبي: "سنعتمد على ستة او سبعة لاعبين يلعبون لنفس النادي (ايفرغراند) في تحديد التشكيلة الجديدة. يتعلق الامر بلاعبين قضوا سبع سنوات وهم يتدربون ويلعبون جنبا الى جنب ويتفاهمون في ما بينهم. ويشكل ذلك بالنسبة لنا المفتاح من اجل تقديم اداء جيد امام قطر. بطبيعة الحال، سأستعين بلاعبين جيدين من اندية اخرى ليمنحوا قوة جديدة للمنتخب"، ولعل ابرزهم هداف شنغهاي وو لي والمهاجم الواعد المحترف في فيتيس ارنهم الهولندي جانغ يونينغ (19 عاما).