فاز اللاعب الإيفواري يايا توريه مرتين بجائزة بي بي سي لأفضل لاعب أفريقي، وتوج كذلك بلقب اتحاد الأفريقي لكرة القدم لأفضل لاعب أفريقي أربع مرات، لذلك لن تكون ثمة مفاجئة كبيرة في اختيار توريه ضمن قائمتنا القصيرة لأفضل لاعب أفريقي لعام 2016.

وربما لم يشارك توريه سوى في 23 مباراة عام 2016، ومباراة واحدة في هذا الموسم، لكن ترشيحه لنيل الجائزة يظهر مدى مكانته في اللعبة الأفريقية.

وحتى إن كان عدد المباريات التي شارك فيه توريه محدودا، فإن مهاراته تظهر تأثيره مرة أخرى.

ففي فبراير/ شبّاط الماضي، قاد يايا توريه فريق مانشستر سيتي إلى الفوز بكأس رابطة الأندية الإنجليزية بعدما أحرز هدفا حاسما في ركلات الترجيح ليقصي ليفربول في المباراة النهائية.

وساعد كذلك توريه ناديه في الوصول إلى الدور قبل النهائي في دوري أبطال أوروبا وكذلك المركز الرابع في الدوري الإنجليزي، ليؤكد وجود نموذج أفريقي رائع مرة أخرى.

ويعني ذلك النجاح أن توريه قرر البقاء والسعي من أجل الحفاظ على مكانه في تشكيلة مانشستر سيتي، على الرغم من وصول المدرب الجديد، بيب غوارديولا، الذي أشرف على مغادرة النجم الإيفواري عندما كان مديرا لفريق برشلونة.

لكن عندما ادّعى وكيل أعمال توريه، ديمتري سيلوك، أن اللاعب يلقى معاملة "مهينة" بإخراجه من تشكيلة الفريق لخوض منافسات دوي الأبطال لهذا الموسم، غضب غورديولا، وجُمّدت مشاركة اللاعب في الفريق.

وصمم المدير الفني الكتالوني على أن توريه لن يلعب في صفوف الفريق ما لم يقدم سيلوك اعتذاره. وعلى الرغم من أن ذلك لم يحدث، قدم توريه اعتذر بنفسه.

وعلى الرغم من أنه ليس خيار توريه في الغياب عن تشكيله ناديه الأساسية، فإن قراره بإنهاء مسيرته الدولية في عام 2016 أمر كان يعود إليه وحده.

واستغرق توريه قرابة 18 شهرا لاتخاذ هذا القرار في أعقاب الفوز بكأس الأمم الأفريقية في غينيا الاستوائية عام 2015، وواجه ضغوطا هائلة للبقاء ضمن فريق الأفيال.

وكان المدير الفني السباق لمنتخبه الوطني، فرانسوا زاهوي، من بين أولئك الذين حاولوا إقناعه بالعدول عن قراره من أجل المشاركة في منافسات التأهل للبطولة الأفريقية لعام 2017 في الغابون وكأس العالم في روسيا الجارية الآن.

وليس من الصعب معرفة السبب وراء ذلك.

فبعد المشاركة في 100 مباراة واشتهاره الواسع بعد إحراز أهداف مهمة للغاية، أضحى توريه عنصرا فاعلا للفريق الإيفواري، كما أنه توج مسيرته الدولية بقيادة منتخبه الوطني نحو الفوز بلقب أبطال أفريقيا عام 2015 الذي طال انتظاره.

كما أنه قدم أداءً رائعا في كل مباراة لعبها فريق الأفيال في ثلاث نهائيات متتالية في إطار منافسات كأس العالم.

غير أن 2016 كان العام الذي أدرك توريه أن الوقت المناسب لاعتزاله اللعب الدولي، حتى إن اعترف هو بأن القرار النهائي لم يكن سهلا.

وقال توريه في بيان اعتزاله الدولي، في سبتمبر/ أيلول: "صياغة هذا الإعلان هي على الأرجح أصعب مباراة في حياتي."

غير أنه أوضح أنه لا يعتقد بأنه سيختفي كقوة كروية.