&أخيراً اصبح للاتحاد الدولي لكرة القدم رئيس شرعي بعد أشهر عديدة من الغموض، الذي أحاط بكرسي الرئاسة، وذلك بعد انتخاب السويسري جياني ايفانتينو رئيسًا للفيفا حتى عام 2019 خلفًا لمواطنه جوزيف بلاتر المستقيل من منصبه تحت ضغط فضائح الفساد التي اطاحت به وبأغلب الوجوه البارزة التي عملت معه في الأعوام الأخيرة.

وفي وقت خرج السويسري ايفانتينو الفائز الأكبر من الجمعية العمومية الانتخابية الاستثنائية للفيفا، فإن الخاسر الأكبر من هذا الحدث الذي استقطب أنظار العالم هما المرشحان العربيان البحريني الشيخ سلمان بن إبراهيم والأردني الأمير علي بن الحسين.
&
صحيفة "إيلاف" تستعرض في هذا التقرير الأسباب التي ساهمت في سقوط المرشحين العربيين في الكونغرس الإنتخابي للفيفا.
&
السبب الأول:
&
يتعلق بقوة المرشح السويسري جياني ايفانتينو الرئيس الجديد للفيفا الذي كان جاهزاً لخوض غمار هذا الاستحقاق منذ البداية دون أن تعترضه أي عقبات تتعلق بعلاقته بمحيط الرئيس السابق جوزيف بلاتر، حيث كان بعيداً كل البعد عن فساد الفيفا، &في وقت كان فيه بقية المرشحين الأربعة لهم صلة مباشرة أو غير مباشرة بالرئيس السويسري الموقوف، طالما أن غالبيتهم كانوا من أصدقائه المخلصين له، وكان له دور هام في بروزهم على الساحة الإدارية للعبة كرة القدم في السنوات الأخيرة.
&
كما ان ايفانتينو رشح لانتخابات الفيفا كبديل للفرنسي ميشال بلاتيني الموقوف، والذي كان سيكتسح الانتخابات من جولتها الأولى، وبالتالي فإن خليفته لم يكن اقل قوة حتى وإن كان أقل شهرة وشعبية من بلاتيني على اعتبار ان الاخير كان نجمًا كلاعب كرة قدم، في حين أن ايفانتينو يعتبر حديث العهد بالساحرة المستديرة.
&
السبب الثاني:
&
يتعلق بالجهات التي تكفلت بدعم المرشحين ومدى تماسكها ومصداقيتها، فالسويسري جياني ايفانتينو لم يرشح نفسه بل رشحه الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، وهو الاتحاد الذي يمتلك ثقلاً ووزنًا كبيرين في الفيفا.
&
وحتى قبل إيقاف بلاتيني فإن ايفانتينو كان المرشح الثاني لخلافة الفرنسي &في منصب الإتحاد الأوروبي، وفي المقابل فإن علي بن الحسين أو سلمان بن إبراهيم هما مرشحان مستقلان لا يمثلان سوى نفسيهما وبالتالي افتقدا للدعم القوي الذي يعمل لصالحهما كتكتل يساندهما ويبحث لهما عن جهات أخرى تدعمه.
&
السبب الثالث:
&
مرتبط بالسبب الثاني ففي وقت كان السويسري جياني ايفانتينو قد ضمن أصوات الاتحادات الأوروبية بكاملها مضاف إليها أصوات الاتحادات الأميركية جنوبها وشمالها واتحادات أخرى، فإن المرشحين العربيين سواء أكان الأردني أو البحريني لم يضمن أي منهما سوى صوت اتحاده بشكل رسمي، بينما بقية الاتحادات الآسيوية والعربية والافريقية لم تمنحهما سوى الوعود، وهو أمر طبيعي بالنظر إلى حالة الانقسام التي يعيشها الاتحاد الآسيوي منذ الحرب التي اندلعت بين البحريني سلمان بن ابراهيم والقطري &محمد بن همام عام 2009 .
&
ويعلم الجميع أن تأثير الاتحاد على أعضائه ضعيف جدًا وانهم لن يلتزموا &بأي موقف لدعم احد المرشحين العربيين، وان ولاءهم لإتحاداتهم أكبر من ولائهم القاري سواء الافريقي أو الآسيوي، اما " الكاف " الذي راهن عليه المرشح البحريني فبدا وكأن الأخير لا يعلم بوضعيته وبعلاقته السيئة تجاه العديد من الاتحادات، بعدما راهن &بن براهيم على رئيسه الكاميروني عيسى حياتو.
&
السبب الرابع:
&
يرتبط بقدرة المرشح السويسري على اختراق معاقل المرشحين العربيين سواء في آسيا أو افريقيا مستغلاً حالة الانقسام التي يعيشانها منذ سنوات، وبالاخص على صعيد الاتحادات العربية خاصة شمال افريقيا التي سئمت من تعسف وفساد "الكاف"، لتجد في انتخابات الفيفا الفرصة الملائمة للانتقام من حياتو بمنح أصواتها لجياني ايفانتينو مثلما كان الحال مع الاتحاد الجزائري، الذي كشف منذ البداية عن دعمه للمرشح السويسري، في وقت &يستحيل على الاتحادين المغربي والتونسي أن ينتخبا المرشح الذي يدعمه حياتو بعد الظلم الكبير الذي تعرضت له الكرتان التونسية والمغربية في الفترة الأخيرة دون ان يحرك حياتو ساكنًا لإنصافهما.&
&
وفي المقابل، فإن المرشحين العربيين اللذين راهنا على حالة التشتت التي كانت عليها الاتحادات الأوروبية في الانتخابات العادية لشهر مايو 2015 لم يدركا ان تلك الحالة كانت استثنائية سببها رفض الإتحاد الأوروبي ترشيح بلاتر، فاختار عدد من الاتحادات دعم الأمير الاردني نكاية في السويسري وليس حبًا في العربي، إلا أنه بمجرد إيقاف بلاتر ومعاونيه ، فقد عادت أمور " اليويفا " الى نصابها الطبيعي كتكتل واحد.
&
السبب الخامس:
&
يتعلق بالصورة الإعلامية التي ظهر عليها الخماسي المرشح لرئاسة الفيفا، فالإعلام اظهر الترتيب النهائي قبل خوض المعركة الانتخابية وبدا واضحًا أن &السويسري جياني انفانتينو كان يتصدر المشهد فيما لم يكن الأربعة الآخرون سوى متسابقين شكليين، دورهم ينحصر في تنشيط الاستحقاق الانتخابي ومنحه زخمًا إعلاميًا أكبر.
&
&كما ان الوعود الانتخابية التي تضمنها البرنامج الانتخابي لكل مرشح تكشف الفوارق بينهم، ففي وقت ركز جياني انفانتينو على نقطة واحدة وهي ضرورة فتح صفحة جديدة بمشاركة كافة فعاليات كرة القدم ودون اقصاء لأي جهة خدمة للساحرة المستديرة، فإن المرشحين العربيين قدما وعودًا مثل رفع عدد المنتخبات المشاركة في نهائيات كأس العالم، وهو وعد إن تم تجسيده فإنه سيحطم المونديال ويفقده نكهته وقيمته.