صوتت بريطانيا لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي في قرار تاريخي، سيكون له تداعيات على كرة القدم الإنكليزية، وسيؤثر بشكل كبير على قوة الدوري الإنكليزي الممتاز الذي يعتبر الأقوى في العالم.

وصوت 51.9% من الناخبين البريطانيين مع خروج المملكة المتحدة من الاتحاد، مقابل 48.1% عبروا عن تأييدهم للبقاء فيه، وفق النتائج النهائية التي أعلنتها اللجنة الانتخابية الجمعة.

ومن المتوقع أن يعصف انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بقوة وشهرة الدوري الإنكليزي الممتاز، مع احتمال ان يصعب ذلك على اندية الدوري الانكليزي الممتاز التعاقد مع لاعبين أوروبيين.

وسيؤدي الانسحاب إلى فقدان عدد كبير من اللاعبين حقهم من ممارسة مهنتهم في المملكة المتحدة، بينما يرى آخرون إن ذلك سيعطي فرصة لبروز المواهب المحلية.

وسيكون لانسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، فاتورة ضخمة على كرة القدم، إذ تشير الأرقام إلى أن حوالي 332 لاعبا في دوري الدرجتين الممتازة والأولى في إنكلترا واسكتلندا لا يمكنهم الاستمرار في الأراضي البريطانية، بينهم أكثر من 100 لاعب في الدوري الإنكليزي الممتاز.

كما بات حوالي 66% من اللاعبين الأوروبيين غير مؤهلين للعب في بريطانيا، وكل هؤلاء يتعين عليهم التقدم بطلبات للحصول على تصاريح عمل.

ونظرا لتواجد الكثير من الأسماء غير البريطانية في الدوري الإنكليزي الممتاز لكرة القدم، فإن اختار البريطانيون مصيرهم بعيدا عن الاتحاد الأوروبي، سيؤثر بشكل كبير على فرق البطولة الأغنى والأكثر متابعة عبر العالم.

وفي حالة تقلص عدد النجوم، ستصبح شعبية وقوة الدوري في مهب الريح، وقد يخسر ريادته لصالح الدوري الإسباني والإيطالي والألماني، وستقع أضرار على صفقات حقوق بث البريميرليغ، بعد المبالغ الخيالية التي دفعتها بعض المحطات التلفزيونية للحصول على هذه الحقوق في المواسم الثلاثة القادمة.

وتعتبر أندية أستون فيلا ونيوكاسل يونايتد وليفربول وستوك سيتي وواتفورد، أكثر الأندية المهددة بالخطر، ففي صفوف كل فريق يوجد 9 لاعبين.

ويحتل آرسنال وسندرلاند المرتبة الثانية حيث يضمان 8 لاعبين في كل فريق، ويحتل ساوتهامبتون المركز الثالث حيث يضم في صفوفه 7 لاعبين، أما في المركز الرابع فكان مانشستر يونايتد وسوانزي بـ 6 لاعبين لكل فريق، فيما يضم مانشستر سيتي 4 لاعبين ونفس العدد في صفوف نوريتش سيتي.

ولن يؤثر خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي على الدوري الإنكليزي فحسب، بل ستعرف اسكتلندا هي الأخرى بعض الاضطرابات الكروية، ففي حال الانفصال، سيكون هناك 53 لاعبا غير مؤهل للاستمرار في الدوري الأسكتلندي الممتاز، في حين ستكون أندية دوري الدرجة الأولى والدوريات الدنيا، مجبرة على التخلي عن حوالي 109 لاعبين.

ومن بين المشكلات الأخرى التي تطفو فوق السطح أمام جميع أندية كرة القدم الإنكليزية وتكمن في الحصول على تصاريح العمل الخاصة بلاعبي كرة القدم الأجانب من خارج أوروبا أو من خارج بريطانيا في حال الانفصال، وهي انهم سيخضعون للوائح الاتحاد المحلي.

ومن المعروف أن قوة البريميرليغ مستمدة من نجومية لاعبيه من ذوي الجنسيات المختلفة في ظل ندرة المواهب الإنكليزية.

وقبل الانفصال كان أي لاعب يمتلك جواز سفر أوروبي ليس بحاجة لتصريح عمل للعب في البريميرليغ وذلك استنادا لقانون حرية تنقل القوى العاملة المُقر من قبل الاتحاد الأوروبي.

وما يزيد من صعوبة الأمر، هو أن الانفصال جاء بعد شهور فقط من بصم الاتحاد الإنكليزي على قواعد جديدة تشدد إجراءات طلب تصاريح العمل للاعبين من خارج الاتحاد الاوروبي، وهي قواعد تشترط في أي لاعب أجنبي مرشح للانتقال إلى البريميرليغ أن يكون قد خاض هذه النسبة من المباريات:

_ المنتخبات بين التصنيف (1-10): 30% من المباريات الدولية التنافسية وما فوق

_ المنتخبات بين التصنيف (11-20): 45% من المباريات الدولية التنافسية وما فوق

_ المنتخبات بين التصنيف (21-30): 60% من المباريات الدولية التنافسية وما فوق

_ المنتخبات بين التصنيف (31-50): 75% من المباريات الدولية التنافسية وما فوق

وتشكل هذه المعايير عقبة أمام كثير من نجوم الدوري الإنكليزي الممتاز غير البريطانيين وغير الأساسيين في منتخبات بلادهم.

ولن يكون أي تأثير للانسحاب على مشاركات المنتخب الإنكليزي، حيث سيشارك في المنافسات الأوروبية على غرار المنتخب التركي، الأمر نفسه على مستوى الأندية الإنكليزية التي ستشارك في البطولات الأوروبية كدوري الأبطال والدوري الأوروبي.

أما النقطة الوحيدة المفيدة من هذا الانفصال فقد تصب في صالح المنتخب الإنكليزي، إذ كان هناك تناقضا كبيرا في الكرة الإنكليزية، فالدوري قوي ومشهور، بينما المنتخب ضعيف، لكن قد تتغير الكفة الآن، فبتقلص عدد اللاعبين الأوروبيين سنشهد اهتماما من قبل الأندية باللاعبين الإنكليز، وهو ما يصب في صالح المنتخب، لكن ليس في صالح البريميرليغ.