نفذ لاعبو منتخب آيسلندا الذي يشارك في نهائيات كأس الأمم الأوروبية للمرة الأولى في تاريخه تهديدات الأنصار والمشجعين الذين رفعوا لافتات كتب عليها "انفصال بريطانيا... الجزء الثاني" في إشارة إلى خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي نتيجة للاستفتاء.

حازم يوسف-إيلاف: لم يكن أشد المتفائلين يتوقع أن تواصل آيسلندا مغامرتها في نهائيات كأس الأمم الأوروبية المقامة حالياً فوق الأراضي الفرنسية حتى العاشر من الشهر المقبل خاصة عندما علم الجميع بأن الخصم القادم هو إنكلترا.
 
وأنهت آيسلندا المجموعة السادسة التي كانت تتواجد بها في المركز الثاني برصيد 5 نقاط خلف المتصدرة المجر فيما تأهلت البرتغال ضمن أفضل أربعة منتخبات احتلت المركز الثالث في المجموعات الـ6.
 
وقبل انطلاق المواجهة التي أقيمت على ملعب أليانز ريفيرا في مدينة نيس الفرنسية، زادت الجماهير الآيسلندية الأجواء اشتعالاً متوعدة إنكلترا بمصير مماثل للمملكة البريطانية المكونة من إنكلترا واسكتلندا وإيرلندا الشمالية وويلز التي خرجت من أحضان الاتحاد الأوروبي نتيجة الاستفتاء الذي أجري الخميس الفائت وأسفر عن أغلبية للمؤيدين للخروج والانفصال عن "بروكسل".
 
ورفعت جماهير آيسلندا لافتة كبيرة كُتب عليها "انفصال بريطانيا... الجزء الثاني" قبل ساعات قليلة من لقاء المنتخبين قاصدة بأن منتخب بلادها سوف يُقصي "الأسود الثلاثة" في الدور ثمن النهائي من كأس أمم أوروبا غير آبهة بالتاريخ الكبير لإنكلترا مهد كرة القدم.
 
وصُعق الآيسلنديون في الدقائق الأولى من المباراة عندما حصلت إنكلترا على ضربة جزاء نفذها القائد واين روني معلناً تقدم "الأسود الثلاثة" وهو ما دفع الكثيرون للاعتقاد بأن المباراة في طريقها لنتيجة عريضة لصالح رفاق "الفتي الذهبي".
 
ولم ينقِ ربع ساعة على بداية المباراة حتى اختلف الوضع كلياً وأصبح لصالح لآيسلندا التي هزمت هولندا ذهاباً وإياباً في التصفيات القارية المؤهلة للنهائيات بفضل هدفين متتاليين في شباك الحارس الدولي الإنكليزي جو هارت وهي النتيجة التي استمرت حتى النهاية.
 
وبإزاحة الإنكليز، واصل لاعبو آيسلندا المغامرة في يورو 2016 بنجاح لافت لكن المهمة سوف تزداد صعوبة في الدور ربع النهائي خاصة أن الدولة التي لا يتجاوز عدد سكانها 330 ألف نسمة سوف تواجه الأحد المقبل أصحاب الأرض والجمهور المتطلعين بقوة لإبقاء الكأس فوق الأراضي الفرنسية مهما كان المنافس كبيراً أم صغيراً!
 
وكان وزير الشؤون الخارجية الايسلندية قد كتب على موقع التواصل الاجتماعي الشهير "تويتر":"لا توجد كلمات، فقط دموع وفرح" فيما كتبت النائبة استا هلغادوتير أيضاً "انه البريكست الحقيقي".
 
وحضر الرئيس الآيسلندي الحالي اولافور راغنار غريمسون الذي يعرف عنه حبه الكبير لكرة القدم إلى ملعب اليانز ريفييرا في نيس لمتابعة المباراة من أرض الملعب، مع الرئيس المنتخب غودني يوهانيسون (انتخب السبت الماضي، وسيستلم مهامه في الأول من آب/اغسطس) الشغوف باللعبة أيضاً.