بعد بلوغ المنتخب البرتغالي الدور نصف النهائي من بطولة كأس الأمم الأوروبية المقامة حالياً في فرنسا، شبه البعض مسيرة رفاق الدون كريستيانو رونالدو في "اليورو" بالمشوار "السهل" لناديه ريال مدريد الإسباني في مسابقة دوري أبطال أوروبا.

حازم يوسف-إيلاف: لم يتوقع أشد المتفائلين بالمنتخب البرتغالي أن يصل إلى الدور نصف النهائي من بطولة كأس الأمم الأوروبية المقامة في فرنسا حتى العاشر من الشهر الحالي بعد الأداء الباهت الذي قدمه في الدور الأول بعدما نجح رفاق القائد كريستيانو رونالدو في بلوغ المربع الذهبي على حساب بولندا بفضل "ركلات الحظ الترجيحية" إثر انتهاء الأشواط الأصلية والإضافية بالتعادل الإيجابي بهدف لمثله.
 
وكانت البرتغال وقد وقعت في المجموعة السادسة التي صُنفت على أنها واحدة من "أسهل" المجموعات في تاريخ النهائيات القارية إذ ضمت كل من المجر والنمسا بالإضافة إلى المغمورة "آيسلندا" التي تشارك للمرة الأولى في تاريخها.
 
وعلى الرغم من ذلك، واجهت البرتغال صعوبة شديدة أمام منتخب الدولة التي لا يتجاوز عدد سكانها الـ330 ألف نسمة واكتفت بالتعادل بهدف لمثله في الجولة الافتتاحية وسط امتعاض كبير من الدون كريستيانو رونالدو.
 
وفشلت أيضاً في تحقيق الانتصار على النمسا في الجولة الثانية من الدور الأول حيث انتهت المواجهة بلا أهداف من الجانبين في مباراة شهدت إهدار "CR7" ضربة جزاء قبل 10 دقائق على النهاية.
 
ورغم انتفاضة كريستيانو رونالدو في لقاء الجولة الثالثة والأخيرة من دور المجموعات بفضل هدفين رائعين إلا أنه لم يستطع كذلك تحقيق الانتصار على المجر التي عرفت كيف تُنهي المواجهة بالتعادل الإيجابي بثلاثة أهداف لكل طرف ما منحها صدارة المجموعة برصيد خمس نقاط بفارق الأهداف عن "المغمورة" آيسلندا مقابل ثلاث نقاط فقط لـ"برازيل أوروبا".
 
وابتسمت لوائح البطولة القارية لصالح البرتغال إذ اختيرت ضمن أفضل أربعة منتخبات احتلت المركز الثالث في المجموعات الست بفارق الأهداف عن تركيا صاحبة الرصيد ذاته.
 
وفي الدور ثمن النهائي، اصطدمت البرتغال بمنتخب كرواتيا المدجج بالنجوم على غرار لوكا مودريتش وإيفان راكيتيتش وبيريسيتش وماريو ماندزوكيتش.
 
ولعبت البرتغال بطريقة دفاعية "بحتة" ونجحت في إيصال المباراة كما أرادت إلى الأشواط الإضافية التي عرفت هدفاً خاطفاً لـ"برازيل أوروبا" في الدقيقة الـ117 أي قبل ثلاث دقائق على النهاية بفضل هجمة قادها النجم الصاعد بقوة ريناتو سانشيز وأكملها المخضرم ريكاردو كواريسما برأسه في الشباك مانحاً بطاقة العبور إلى ربع النهائي لمنتخب بلاده.
 
وتكرر الأمر ذاته في دور الثمانية أمام بولندا إذ تقدمت الأخيرة بهدف مبكر عن طريق القائد "الهداف" روبرت ليفاندوفسكي وكادت أن تُضيف أكثر من هدف قبل انتصاف الشوط الأول في ظل انهيار المنتخب البرتغالي.
 
وبفضل تسديدة من ريناتو سانشيز، عادلت البرتغال الكفة بهدف لمثله لتلجأ بعد ذلك إلى خطة مباراة كرواتيا عبر تسيير اللقاء إلى الأشواط الإضافية التي لم تعرف جديداً لتكون ركلات الحظ الترجيحية هي الفيصل في حسم النتيجة.
 
وكالعادة، وقف الحظ بجانب منتخب البرتغال الذي أحرز لاعبوه خمس ركلات بنجاح تام فيما أهدرت بولندا ضربة ترجيحية كلفتها الإقصاء من يورو فرنسا.
 
مشوار البرتغال يُضاهي مسيرة الريال بـ"الأبطال"!
 
وبالعودة إلى مشوار ريال مدريد في النسخة الأخيرة من دوري الأبطال فإن المتتبع يُلاحظ بوضوح وجود تشابه تام بين الحالتين إذ وقع نادي العاصمة الإسبانية في المجموعة الثانية بجوار كل من مالمو السويدي وشاختار الأوكراني وباريس سان جيرمان.
 
وحقق ريال مدريد انتصارات عريضة على الفريقين السويدي والأوكراني ذهاباً وإياباً فيما حقق فوزاً باهتاً على بطل فرنسا في قلعة سانتياغو برنابيو بهدف "غريب"!
 
وأسفرت قرعة دور الـ16 من أمجد الكؤوس الأوروبية عن مواجهة بين ريال مدريد وروما الإيطالي الذي تلاعب بنجوم الفريق الأبيض في عقر داره ووسط جماهيره الغفيرة وتناوب لاعبوه وخاصة ثنائي خط الهجوم البوسني إيدين دزيكو والمصري محمد صلاح على إهدار الفرص المتتالية.
 
وفي عُرف كرة القدم، "من يهُدر الفرص يستقبل أهداف حتماً" وهو ما حدث في النهاية ليتخطى ريال مدريد عقبة روما برباعية نظيفة في مجموع مباراتي الذهاب والإياب.
 
واستمرت القرعة في صالح ريال مدريد إذ أوقعته هذه المرة مع فولفسبورغ ثامن الدوري الألماني الذي فجر مفاجأة من العيار الثقيل حين أسقط رفاق كريستيانو رونالدو بثنائية نظيفة في مواجهة الذهاب قبل أن ينتفض الدون البرتغالي ويسجل "ثلاثية" في لقاء سانتياغو برنابيو مانحاً فريقه بطاقة العبور إلى المربع الذهبي.
 
وواجه نادي العاصمة الإسبانية "أسهل" الخيارات المتاحة في الدور نصف النهائي وهو مانشستر سيتي الإنكليزي فيما اصطدم مواطنه أتلتيكو مدريد الذي أزاح البطل برشلونة بالعملاق البافاري بايرن ميونيخ في المواجهة الثانية.
 
ولم يجد الفريق الملكي صعوبة في التأهل إلى المباراة النهائية بتعادله سلباً في موقعة "الاتحاد" والفوز بهدف ذاتي في لقاء الإياب مع إصابات بالجملة في صفوف الفريق السماوي.
 
وفي نهائي ميلانو، أحرز ريال مدريد هدف التقدم بواسطة قائده المدافع سيرجيو راموس من "تسلل" واضح فيما أدرك البلجيكي كاراسكو التعادل لأتلتيكو مدريد ليلجأ الفريقان إلى الأشواط الإضافية ومن ثم إلى ضربات الحظ الترجيحية التي وقفت "كالعادة" مع القلعة البيضاء ليتوج الفريق الملكي باللقب الحادي عشر في تاريخه معززاً رقمه القياسي في عدد مرات الفوز بالبطولة القارية الشهيرة.