تحول النجم الفرنسي بول بوغبا، نجم وسط يوفنتوس الإيطالي، إلى مادة دسمة لمختلف وسائل الإعلام، بعدما وضعته عنوانًا رئيسياً لصفحاتها الأولى لتسلط عليه الضوء ليكون أغلى صفقة في تاريخ انتقالات اللاعبين، بعدما أصبح قاب قوسين أو أدنى من مغادرة العملاق الإيطالي والعودة إلى فريقه السابق نادي مانشستر يونايتد خلال الميركاتو الصيفي الحالي.

والحقيقة أن مصير صفقة الديك الفرنسي تتحكم فيه ستة أطراف مطالبة بضرورة الاتفاق لأجل إتمام الصفقة هذا الصيف، كون كل طرف له دور يستحيل على بقية الأطراف إتمام الصفقة من دون تأديته.
 
الطرف الأول:
هو اللاعب نفسه بول بوغبا، حيث ينحصر رأيه بتحديد رغبته بشكل رسمي في البقاء مع السيدة العجوز على الأقل لموسم آخر أو الرحيل .
 
وفي حال اختيار النجم الفرنسي الرحيل عن النادي، فعليه تحديد الفريق الذي يرغب في تقمص ألوانه سواء مانشستر يونايتد أو غيره، بما أن هناك أندية أخرى ترغب الحصول على خدماته على غرار ريال مدريد الإسباني، كما ان بوغبا يعلم جيداً بأن رغبته سوف تحترم، لأنه ليس لاعبًا عاديًا بل نجم كبير له تأثير كبير على مستقبل النادي. 
 
و في هذا الصدد، فان رغبة بوغبا قد تكون في الانضمام إلى الميرنغي بدلاً من العودة إلى النادي الذي خرج منه من أضيق الأبواب قبل أعوام قليلة.
 
الطرف الثاني:
هو وكيل أعمال اللاعب الهولندي مينو رايولا، حيث الجميع يعلم تأثير وكلاء اللاعبين على موكليهم خاصة في اختيار الوجهة الجديدة، وأيضاً في التمييز بين العروض الرسمية التي تصلهم وحتى في تحديد تاريخ الانتقال بتفضيل التريث بدلاً من الاستعجال، حتى أن ولاء اللاعب لوكيله يكون أكثر من ولائه لناديه.
 
وفي حالة بوغبا، فإن وكيله الهولندي يعلم جيداً بأن لاعب يوفنتوس في مرحلة تصاعد صاروخي لمستواه الفني ولأسهمه في بورصة اللاعبين، وبالتالي كلما حدد التاريخ بشكل صحيح كلما كان سعره أعلى.
 
الطرف الثالث:
هو إدارة يوفنتوس التي تعلم جيدًا تفاصيل ارتباطها باللاعب بوغبا وبرغبته فهي استجابت لمطلب تحسين راتبه السنوي من أجل تمديد عقد إقامته في تورينو، ومنحه كل ما يريده لتقديم ما يحتاجه منه الفريق. 
 
وإن كانت الإدارة لا تخطط لبيعه فهو مطالب باحترام ذلك، بعدما لبت احتياجاته المادية على الرغم من ان لوائح "الفيفا" تتيح له الفرصة للتدخل لتسريح اللاعب من ناديه في حال إصراره على الرحيل .
 
والواقع أن إدارة السيدة لا تريد التفريط في بوغبا وهي التي تستهدف الفوز بلقب دوري أبطال أوروبا خاصة أن عقده الجديد يمنحها موسمًا آخر من الوقت للاحتفاظ به.
 
الطرف الرابع:
هو المدرب ماسيميليانو أليغري، مدرب يوفنتوس الإيطالي، فهو المسؤول عن تنفيذ الجانب الفني لمخطط الإدارة، وإن كان الهدف هو إحراز لقب دوري أبطال أوروبا، فإنه بالتأكيد سيرفض اليغري وبشكل مطلق تسريح لاعب بقيمة بوغبا لان ذلك يتنافى مع محاولة تحقيق الهدف المنشود بغض النظر عن العائدات المالية الضخمة من بيعه. 
 
ويدرك أليغري جيداً أن تحقيقه لنتائج جيدة مع اليوفي مرهون بتواجد إسم مثل بوغبا، وتعزيز التركيبة البشرية مع الاحتفاظ بالديك الفرنسي سوف يساهم أكثر في إعادة الشباب للسيدة العجوز.
 
الطرف الخامس:
هو البرتغالي جوزية مورينيو مدرب مانشستر يونايتد، ومدى احتياجه للاعب بول بوغبا والضمانات التي يقدمها له للحفاظ على مكانته التي يحظى بها حالياً في فريقه يوفنتوس الإيطالي، بعدما ينتقل إلى نادٍ متخم بالنجوم، وأيضًا دوره في إستراتيجية الشياطين الحمر على المدى القريب، وكذلك ضمان تواجده في التشكيلة الأساسية للفريق بغض النظر عن المنافسة التي سيجدها من لاعبين آخرين قد يتم تصعيدهم إلى الفريق الأول أو قد يتم انتدابهم في الميركاتو الشتوي أو الصيفي القادمين، خاصة أن لمورينيو تجارب عديدة مع لاعبين آخرين أصر على التعاقد معهم ليجدوا أنفسهم أسرى دكة الاحتياط.
 
الطرف السادس:
هو إدارة مانشستر يونايتد وملاك النادي، لان سعر اللاعب بوغبا مرتفع جداً لحد المبالغة فيه أن وصل إلى 120 مليون يورو، والإدارة وحدها تعلم إن كانت خزينة الشياطين تتحمل أم لا، خاصة أن هذا السعر يتيح للنادي انتداب، على الأقل، لاعبين من الطراز العالمي. 
 
فصرف 120 مليون يورو من اجل لاعب واحد معرض للإصابة ومعرض لعدم التأقلم مخاطرة ومغامرة لن يتحمل احد نتائجها، وبالتالي فالملاك مطالبون بدراسة الصفقة من كافة جوانبها قبل البث في مصيرها فخزينة عائلة غلايزر لا تريد دفع ما لا يقل عن 20 مليون يورو إضافية لمجرد أن ريال مدريد أو برشلونة الإسبانيين يريدان بوغبا أيضًا.