أرجعت صحيفة " آس" الإسبانية النجاح الكبير الذي حققه نادي إشبيلية على الصعيدين المحلي و القاري إلى الدور الهام و المحوري الذي قام به المدير الرياضي للنادي الإسباني رامون رودريغيز الشهير بأسم (مونشي ) ، و الذي يعمل مع النادي منذ عام 2000 ، بعدما رفضت الإدارة الأندلسية التفريط في خدماته ، حيث لا يزال عقده مع النادي مستمر لأربعة مواسم قادمة.

و حسب تقرير للصحيفة فان تتويج فريق إشبيلية بلقب الدوري الأوروبي خمس مرات ، ونجاحه في منافسة الاقطاب الثلاثة للدوري الإسباني برشلونة و ريال مدريد و اتلتيكو مدريد ، ثم حضوره في مسابقة دوري أبطال أوروبا ، قد تحقق بفضل التركيبة البشرية المتجانسة للفريق و التي صنعها مونشي بفضل الانتدابات الناجحة التي قام بها حيث سمحت للفريق بتحسين و تطوير مستواه الفني و توفير موارد مالية ضخمة لخزينة النادي بفضل بيع نجوم الفريق في كل ميركاتو مقابل الحصول على أرباح طائلة.
 
و على الرغم من أن النادي الأندلسي صاحب خزينة متواضعة ، إلا أن المونشي و بفضل دهائه و حنكته وفر للفريق لاعبين مميزين في مختلف المراكز مقابل أسعار زهيدة من خلال بتركيزه على الأسماء الشابة المغمورة التي تأتي إلى بلاد الأندلس بلا شهرة ، وبعد مواسم قليلة تغادر ملعب " سانشيز بيزخوان" و هي في قمة النجومية باتجاه أندية كبيرة في إسبانيا و خارجها.
 
و يعزى نجاح المونشي في إثراء خزينة نادي إشبيلية ، وفي تعزيز صفوف فريقها إلى الشبكة التي كونها في مختلف أنحاء العالم والتي ساعدته كثيراً على اكتشاف أفضل المواهب و جلبها إلى النادي مبكراً ، حيث بدا وكأن المونشي قد عوض مسيرته المتواضعة في الملاعب كحارس مرمى إلى نجم في سوق الانتقالات.
 
ويحسب للمونشي في تجربته مع إشبيلية ، أن الأخير أن لم يتضرر من بيع ألمع و أفضل لاعبيه ، حيث استمر في تحقيق النتائج المميزة رغم التغييرات التي طرأت على تركيبته البشرية بدليل انه تمكن من تحقيق إنجاز تاريخي بإحرازه لقب الدوري الأوروبي ثلاثة أعوام متتالية في 2014 و 2015 و 2016 وبتشكيلة تختلف عن بعضها البعض.
 
وخلال الميركاتو الصيفي الحالي ضرب إشبيلية بقوة في سوق الانتقالات بتحقيقه عائدات مالية بلغت 52 مليون يورو ، بعدما باع كل من المدافع البولندي غجيغوش كريتشوفياك لنادي باريس سان جيرمان الفرنسي مقابل 33.6 مليون يورو ، والمهاجم الفرنسيكيفن غاميرو لنادي اتلتيكو مدريد الإسباني لقاء 32 مليون يورو ، في وقت أن انتدابهما لم يكلف الخزينة الأندلسية سوى 13 مليون يورو ، وجاء قرر بيع عقديهما بعدما ساهما في تحقيق انجازات كبيرة للفريق.
 
وبحسب تقرير الصحيفة فان القيمة الإجمالية للإرباح التي حققتها خزينة إشبيلية قد وصلت إلى 222 مليون يورو من 15 صفقة حتى الآن .
 
وتعتبر صفقة المدافع البرازيلي الظهير الأيمن داني الفيش هي الأفضل من حيث العائدات ، بعدما انتدبه مونشي مقابل 550 الف يورو ليبيعه لبرشلونة عام 2008 مقابل 35.5 مليون يورو ، كما باع للنادي الكتالوني الظهير الأيمن أليكس فيدال في صيف عام 2015 مقابل 17 مليون يورو ، بعدما انتدبه بثلاثة ملايين يورو ، كما باع أيضا المهاجم البرازيلي خوليو بابتيستا لنادي ريال مدريد نظير 20 مليون يورو بعدما جلبه ب5.3 مليون يورو فقط.
 
وانتدب متوسط الميدان الكرواتي إيفان راكيتيتش لقاء 2.5 مليون يورو ليقوم ببيعه على برشلونة صيف عام 2014 مقابل 18 مليون يورو .
 
و تعاقد مع المهاجم الكولومبي كارلوس باكا عام 2013 مقابل 7 ملايين يورو ليبيعه لنادي ميلان الإيطالي صيف عام 2015 لقاء 30 مليون يورو .
 
ويبقى المدافع الإسباني سيرجيو راموس من أشهر الأسماء التي مرت على نادي إشبيلية بفضل المونشي حيث باعه لريال مدريد عام 2005 مقابل 27 مليون يورو و معه المهاجم الإسباني خيسوس نافاس الذي باعه لنادي مانشستر سيتي الإنكليزي صيف عام 2013 نظير20 مليون يورو .
 
وبحسب التقرير فان تاريخ إشبيلية مع الإنجازات أصبح مرتبطا بالصفقات التي يبرمها مونشي ، فكلما باع نجما إلا و حقق الفريق لقبا بفضل حسن توظيفه للإيرادات لانتداب عناصر جديدة اقل سعرا و أفضل من حيث الإمكانيات الفنية.
 
و حاولت إدارة نادي برشلونة في العام المنصرم التعاقد مع المونشي ليحل محل أندوني زوبيزاريتا ليتولى ملف التسوق في البارسا غير أن إدارة إشبيلية أبدت تمسكها به و رفضت رحيله .