لم تكن خسارة الارجنتين امام الولايات المتحدة الاربعاء في ربع نهائي مسابقة كرة السلة للرجال في اولمبياد ريو مجرد مباراة روتينية يضيفها حاملو اللقب الى مسلسل انتصاراتهم الذي بدأ منذ نصف نهائي مونديال 2006، بل شكلت نهاية حقبة بالنسبة للالعاب الاولمبية واللعبة بالمجمل على حد سواء.

 كانت الارجنتين تمني نفسها بان تعود بالزمن الى الوراء وتحديدا الى مونديال 2002 حين اصبحت اول منتخب يفوز على العملاق الاميركي منذ السماح للاعبي دوري المحترفين بالمشاركة، اي منذ اولمبياد برشلونة 1992، وذلك بهدف توديع اربعة عمالقة بافضل طريقة.
 
لكن كيفن دورانت ورفاقه في فريق المدرب مايك كرشيشفسكي لم يكونوا مستعدين على الاطلاق للتخلي عن الحلم الذهبي والتفكير حتى بامكانية ان ينتهي مشوار بلادهم نحو اللقب الاولمبي الثالث على التوالي، فضربوا بقوة واطاحوا بالارجنتين وانهوا مشوار رباعي صنع التاريخ لبلاده بشخص مانو جينوبيلي، اندريس نوسيوني، لويس سكولا وكارلوس ديلفينو.
 
"انا فخور بكل الاشياء التي حققناها، الصداقة والرففة اللتان خلقناهما، انا فخور بالكثير من الاشياء"، هذا ما قاله جينوبيلي (39 عاما) الذي توج مع منتخب بلاده بلقب بطل الاميركيتين عامي 2001 و2011 وذهبية اتلانتا 2004 وبرونزية بكين 2008 وكان يمني النفس بالذهاب بعيدا على اراضي الجارة البرازيلية لكنه دفع ورفاقه ثمن الخسارة في الجولة الاخيرة من الدور الاول امام اسبانيا ما وضعهم بمواجهة المنتخب الاميركي البطل في ربع النهائي.
 
وودع نجم سان انتونيو سبيرز المنتخب بـ14 نقطة مع 7 تمريرات حاسمة لكن ذلك لم يكن كافيا لتجنيبه الهزيمة.
 
- "عندما يظهر لك اساطير اللعبة احترامهم" -
 
وتابع جينوبيلي: "مضى 20 عاما على مباراتي الاولى مع المنتخب الوطني. انا فخور جدا. انا في الوقت ذاته سعيد وحزين. ان يحصل المرء على فرصة ممارسة هذه اللعبة وهو في التاسعة والثلاثين من عمره، فهذا امر لا يحصل عادة".
 
وواصل: "كم يوجد هناك لاعب بعمري، خصوصا في كرة السلة؟ انا محظوظ جدا لاني ما زلت في صحتي، لاني لعبت مع بعض من الشبان نفسهم لهذه الفترة الطويلة مع تحقيق النتائج الجيدة ايضا. كانت رحلة مذهلة، وانا فخور جدا".
 
اما بالنسبة لما قاله له بعد المباراة مدرب الولايات المتحدة كرشيشفسكي وقائد حاملي اللقب كارميلو انتوني، اجاب جينوبيلي الذي سيواصل مشواره مع سان انتونيو، الفرق الذي توج معه باللقب 4 مرات (2003 و2005 و2007 و2014)، لموسم اخر: "كل منهما هنأني. كانا لطيفين جدا ومحترمين جدا. عندما يظهر لك اساطير اللعبة احترامهم، فذلك يعطي المسألة قيمة اضافية".
 
وواصل: "لم يكونا مضطرين للقيام بذلك، كان بامكانهما مصافحتي وحسب ومواصلة طريقهما من اجل التفكير بلقاء اسبانيا (في نصف النهائي)، لكن عوضا عن ذلك قررا تخصيص بعض الكلمات اللطيفة جدا، بعض الكلامات المحترمة جدا. انا اقدر ذلك فعلا".
 
وتحدث جينوبيلي عن اعتزاله، قائلا: "كانت حقبة مذهلة. شيء مهم جدا في حياتك يصل الى نهايته وهذا يعني الكثير، وبالتالي عليك التفكير بالكثير من الامور وذلك يجعلني متأثرا بعض الشيء... انا محظوظ لتواجدي مع المنتخب لهذه الاعوام الطويلة وللمساهمة التي قدمتها. اعتقد اننا حققنا اشياء جيدة بالمجمل".
 
كما كانت مباراة الاربعاء الاخيرة للاعب اخر من كتيبة اثينا 2004 وهو نوسيوني (36 عاما) الذي سجل 12 نقاط مع 5 متابعات في لقائه الوداعي، هو تحدث عن شعوره قائلا: "كان شرفا لي ان اتشارك كل هذه اللحظات مع مانو (جينوبيلي) ولويس (سكولا) وبابلو (بريجيوني الذي غاب عن ريو 2016). جميعهم مثل اشقائي. وكان من الجيد ان نكون محاطين ايضا باللاعبين الشبان. كان شرفا لي، لكن هذه الحقبة يجب ان تصل الى نهايتها".
 
وتناول نوسيوني الذي يدافع حاليا عن الوان ريال مدريد الاسباني بعد ان مر بالدوري الاميركي حيث لعب مع شيكاغو بولز وساكرامنتو كينغز وفيلادلفيا سفنتي سيكسرز، عن تجربته الاولمبية التي تكللت بالنجاح عام 2004 بصحبة سكولا وجينوبيلي وديلفينوي الذين شاركوا في ريو 2016.
 
- سكولا غير متأكد من نهاية المشوار -
 
وقال نوسيوني في هذا الصدد: "انا سعيد جدا لاني كنت جزءا من هذه الحقبة، كانت (تجربة) لا تصدق بالنسبة لي. فكرت بالمشاركة الاولمبية لمرة واحدة وها انا اخوض الرابعة وانا اعتزل الان وفي رصيدي اربع العاب اولمبية... عندما كنت طفلا كل ما فكرت به هو الدفاع عن هذا القميص واللعب في بطولة اميركا الجنوبية. ما حصل كان مذهلا. كانت مسيرة لا تصدق".
 
اما القائد سكولا (36 عاما) الذي انتقل منذ اسابيع معدودة من تورونتو رابتورز الى بروكلين نتس بعد ان دافع ايضا عن الوان هيوستن روكتس وفينيكس صنز وانديانا بيسرز، فتحدث بدوره عن الاعوام الـ12 التي امضاها مع المنتخب منذ اولمبياد اثينا 2004.
 
وقال سكولا: "حصلنا على فرصة القتال، المنافسة، النضوج معا، القيام ببعض الامور، خسارة بعض المباريات والفوز بالبعض الاخر. كان مشوارا مسليا. انها اعوام طويلة. كنا جزءا من شيء كبير، من شيء حققناه لبلادنا. في بعض الاحيان لم نتمكن من الفوز، كما حصل اليوم، وفي احيان اخرى فزنا. لكننا قاتلنا معا لاعوام طويلة".
 
لكن سكولا، وخلافا لجينوبيلي ونوسيوني، ليس متأكدا من ان مباراة اليوم كانت الاخيرة مع المنتخب لكن ما هو مؤكد منه انها الالعاب الاولمبية الاخيرة له، هو قال في هذا الصدد: "لا اعلم اذا كانت (المباراة) الاخيرة لي... لا اعلم. سأواصل اللعب وربما ينضموا الي (جينوبيلي ونوسيوني ودلفينو)".