احرزت بريطانيا 6 ذهبيات من اصل 10 في سباقات الدراجات على المضمار خلال الالعاب الاولمبية المقامة حاليا في ريو دي جانيرو حتى 21 آب/اغسطس.

ودفع هذا الامر معظم المهزومين الى التساؤل عن اسباب هذا التفوق الساحق الذي لا يعبر عن نفسه الا مرة كل 4 سنوات.

وقالت حاملة العلم الاسترالي في حفل الافتتاح آنا ميريس "ليس الاستراليون وحدهم من يسألون. لقد تحدثنا الى الالمان والفرنسيين".

ولخصت بطلة سباق السرعة في اولمبياد لندن 2012 والتي حققت نتيجة خجولة في ريو، الموقف بالتالي "البريطانيون هم غير معقولين عندما يأتون الى الالعاب الاولمبية. الكل يطرح السؤال نفسه: كيف تتحقق قفزة من هذا النوع بالنسبة الى بطولة العالم".

هناك شيء واضح غير قابل للنقاش كما هي المياه الصافية: يخضع البريطانيون لفحوص الكشف عن المنشطات ولا يرسبون في الامتحان.

ولم تظهر في ريو 2016 الشكوك بالتنشط التي سرت حولها وشوشات في السر خلال اولمبياد بكين 2008، ولا الغش الذي اثاره المعسكر الفرنسي في بكين 2012.

لكن الفرنسي ميكايل دالميدا الفائز ببرونزية سباق السرعة مع منتخب بلاده يتساءل بدوره "نحن كلنا بشر ولدينا دراجات مثلهم. لا اعرف ماذا يفعلون"، ويضيف بابتسامة ملغومة "انا لدي فكرة صغيرة لكني لا اريد اعطاء رد فعل سريع".

لكنه بعد هذا الكلام، لم يقبل دالميدا اي كلمة اصافية حول هذا الموضوع.

لكن الالمانية كريستينا فوغل التي خلفت الاسترالية ميريس في سباق السرعة، دقت مسمار الشكوك بقوة بعد عدة ايام وقالت "لا اريد ان اتهم احدا لكن الامر يتطلب النقاش بالحاح. وصلوا جميعهم الى مستوى...!! لا اعرف كيف تم ذلك".

 مدرب استثنائي

ولم تجعل الوقائع كريستينا فوغل مصيبة في ما ذهبت اليه حول تفوق البريطانيين لانها هي نفسها فازت في نصف النهائي على كايتني مارشانت وفي النهائي على بيكي جيمس وكلاهما بريطانيتان.

وفي ريو على سبيل المثال، استطاع النيوزيلنديون --وهم يتحدرون من بلد مثل استراليا يبحث عن الجامعيين المتخصصين في مجال دينامية الهواء--، حشر البريطانيين في الزاوية.

وقالت الاميركيات في سباقات المطاردة بالامر ذاته. هذا يعني ان تركيز الجهود والعمل بذكاء يجعل الامم الاخرى تنافس بقوة.

لكن النظام الذي ارساه المدرب الاستثنائي دايف برايسلفورد الذي ترك قبل سنوات المضمار ليكرس وقته الى فريق سكاي (4 انتصارات في دورة فرنسا الدولية منذ 2012)، خارق التأثير.

هذا النظام يسفر عن نتائج متوسطة ولا يعبر عن نفسه الا في المسابقات الاولمبية وكل 4 سنوات، وهذا ما يشبه اسرار الدولة الموضوعة تحت دراسة شديدة.

وبعد احرازها الذهبية الرابعة في الالعاب الاولمبية في دورتي لندن وريو (سباق النقاط اومنيوم والمطاردة للفرق) وهي في سن الرابعة والعشرين، ربما رفعت لاورا تروت زاوية من الستارة.

واشارت هذه السيدة الشابة التي لا يمكن مقاومتها في الاولمبياد بينما تعتبر من الافضل في بطولات العالم السنوية، الى الصعوبة التي يجب تجاوزها في الاولمبياد: عندما تعود الى بطولة العالم لا تأخذ الا المال، ولا تملك التجهيزات نفسها والاطارات وغير ذلك الا في الالعاب الاولمبية".

وعن مشاعرها خلال 4 سنوات حول الذهول الذي ينتاب الاخرين ويعبرون عنه في الالعاب، تطرح تروت السؤال: لماذا لا يكون البريطانيون هم الافضل على الدوام؟ وتجيب عليه بنفسها عازية السبب الى انهم لا يريدون ان يكشفوا الامتيازات التي تجعلهم يكسبون واحدا في المئة هنا وواحدا آخر في المئة هناك.

وتضيف: "ايضا، لكي لا يطلب الى الرياضيين ان يكونوا في القمة على الدوام".

وخلال كل دورة للالعاب الاولمبية، يكرس الخبراء البريطانيون وقتهم للعمل في كل المجالات التي تساهم في تحسين النتائج والاداء، ويحتفظون باسرارهم لانفسهم.