هل سنرى بولت مجددا ؟ سيبقى سباق التتابع 4 مرات 100 م الذي توج من خلاله نجم سباقات السرعة الاسطورة اوساين بولت الجمعة بميداليته الذهبية التاسعة في تاريخ مشاركاته الاولمبية، خالدا في التاريخ باعتباره الاخير للجامايكي ليس فقط في الالعاب الاولمبية ولكن ايضا في رياضة ام الالعاب.

خطاب غامض 

اعرب بولت الخميس عندما توج بذهبية سباق 200 م، عن رغبة مذهلة وهي المشاركة في مونديال لندن العام المقبل، ولكن في سباق 100 م فقط والتتابع 4 مرات 100 م في الوقت الذي يعتبر سباق 200 م المفضل لديه.

ولم يكن خطابه الجمعة حاسما خلال المؤتمر الصحافي الذي تلا تتويجه مع منتخب بلاده بذهبية التتابع، حيث اضطر الى النظر الى وكيل اعماله ريكي سيمس الذي كان جالسا في الصف الامامي، ليرد على سؤال بسيط: +ما هو برنامجك الان؟+. "لا شيء. انا بحاجة الى اهداف جديدة. ولكني الان، سأذهب في عطلة وسأرتاح".

وفي وقت لاحق تحدث البطل الاولمبي 9 مرات بخطاب وداعي، وقال "سأشتاق الى هذه الرياضة لان الالعاب الاولمبية بالنسبة الى اي رياضي هي أكبر حدث ممكن ان يشارك فيه. ولكنني أثبتت بأنني الأعظم في هذه الرياضة وبالنسبة لي فقد أنجزت المهمة".

 ما الفائدة من مواصلة مسيرته؟!

بالفعل، ناور بولت للرد على هذا السؤال. وقال "لم أكن أعتقد أنني سأكون قادرا على تحقيق الثلاثية 3 مرات متتالية في دورة الألعاب الأولمبية (...) آمل أن اكون قد رفعت الحاجز عاليا بما فيه الكفاية كي لا يستطيع اي احد أن يحقق هذا الانجاز مرة أخرى".

هذا صحيح بالنسبة للالعاب الاولمبية، بما ان هذه الميدالية الذهبية التاسعة سمحت له بالانضمام الى الاميركي كارل لويس والفنلندي بافو نورمي داخل الاولمب الخاص بألعاب القوى من حيث الألقاب. ولكنه صحيح ايضا بالنسبة لبطولة العالم لألعاب القوى، بما انه الرياضي الاكثر حصدا للميداليات (13) والاكثر تتويجا في تاريخها (11).

بولت لا يمكنه حقا كتابة التاريخ اكثر مما هو مرصع ومذهل الان. وقال في هذا الصدد "لقد جعلت هذه الرياضة مثيرة، ومنحت الرغبة للناس من اجل متابعتها، وضعت العاب القوى في القمة. ليس لدي ما أثبته أكثر".

 اداء في تراجع 

خلال تتويجه بسباق 100 م كما في 200 م بريو دي جانيرو، ركض بولت ببطء لم يكن له مثيل بالنسبة الى سباقاته في البطولات الكبيرة سواء الالعاب الاولمبية او بطولات العالم. السبب واضح دون شك وهو تقدمه في السن، فالجامايكي سيحتفل بعيد ميلاده الثلاثين غدا الاحد يوم حفل اختتام الاولمبياد.

عامل لم يغفله بولت عقب تتويجه بسباق 200 م، حيث كان يأمل في ابهار العالم برقم قياسي عالمي لم يسبق له مثيل.

وقال بولت: "لم أكن سعيدا بالوقت الذي حققته، كنت اريد ان اركض بسرعة كبيرة، على الرغم من أن التوقيت لم يكن رقما قياسيا عالميا. كنت متعبا وفقدت لياقتي في النهاية. (...) عندما خرجت من المنعطف، قال لي ساقاي +اسمع، نحن لن نذهب أسرع+".

وإذا بدأ ساقاه يتحدثان معه، فبالفعل، حان وقت الاعتزال".

الركض حتى يتفوق عليه بعض الشباب المتربصين لن يضيف شيئا إلى مجده. لكن هل سيكون لرعاته نفس الرأي؟