كرس المنتخب الاميركي هيمنته على مسابقة كرة السلة للرجال واحرز ذهبيته الثالثة على التوالي والخامسة عشرة من اصل 18 مشاركة، وذلك بتجديد فوزه على نظيره الصربي بعد اكتساحه في النهائي بفارق 30 نقطة 96-66 الاحد في اليوم الاخير من اولمبياد ريو 2016.

ويدين الاميركيون بتتويجهم الجديد الى كيفن دورانت اذ تعملق اللاعب الجديد لغولدن ستايت ووريرز بتسجيله 30 نقطة في ثلاثة ارباع، بينها 24 في الشوط الاول، ليلعب دورا اساسيا بحرمان المنتخب الصربي من تحقيق ثأر عمره 24 عاما واكتفى بفضيته الثاني.

كما ساهم ديماركوس كازنس بشكل اساسي في هذا التتويج بتسجيله 13 نقطة مع 15 متابعة.

وعاد المنتخبان بالذاكرة الى اولمبياد اتلانتا 1996 وايام منتحب الاحلام بنسخته الثانية والذي ضم في صفوفه لاعبين عظماء مثل تشارلز باركلي وشاكيل اونيل وكارل مالون وجون ستاكتن وسكوتي بيبن وحكيم اولادجوان، ويوغوسلافيا، او الجمهورية الفدرالية اليوغوسلافية التي ضمت عمالقة ايضا على غرار فلادي ديفاتش وديان بوديروغا و... المدرب الحالي الكسندر دجوردجيفيتش.

وتمكن المنتخب الاميركي حينها وبفريق غاب عنه بعض نجوم منتخب الاحلام الاول وعلى رأسهم مايكل جوردن وماجيك جونسون ولاري بيرد وكلايد دراكسلر، من الخروج فائزا بالذهبية بعدما حسم المباراة 95-69، متوجا بلقبه الاولمبي الحادي عشر قبل ان يضيف ثلاثة القاب اخرى اعوام 2000 و2008 و2012.

ثم كرر المنتخب الحالي وان كان بعيدا عن وصفه بمنتخب الاحلام في ظل غياب لاعبين كبار مثل ليبرون جيمس وستيفن كوري، تفوقه على الصرب والظفر بالذهب مجددا ليودع بذلك مدربه مايك كرشيشفسكي بافضل طريقة لان مدرب جامعة ديوك سيترك منصبه لمصلحة مدرب سان انتونيو سبيرز غريغ بوبوفيتش.

وكان تتويج الاحد مميزا ايضا لكارميلو انتوني الذي نال ذهبيته الثالثة واصبح اول لاعب كرة سلة اميركي يحقق هذا الانجاز، وهو ترك ارضية الملعب في الدقيقتين الاخيرتين وسط تصفيق الجمهور ومعانقة زملائه والطاقم الفني لان العاب ريو 2016 ستكون مشاركته الرابعة والاخيرة كونه يبلغ من العمر 32 عاما.

وقال انتوني بعد المباراة: "كانت لحظة مميزة بالنسبة لي. اعلم انها النهاية. انتهى الامر بالنسبة لي"، مضيفا: "التزمت بذلك (الالعاب الاولمبية) منذ 2004. لقد اختبرت اسوأ الامور واختبرت اجملها. انا هنا الان وفي جعبتي بعد ذلك (بعد برونزية اثينا 2004) ثلاث ذهبيات".

وعلق لاعب نيويورك نيكس على المشاركة الحالية في ريو 2016، قائلا: "لقد قاتلنا ولم تكن الامور جميلة في بعض الاحيان".

- بداية عقيمة -

ومن المؤكد ان مباراة الاحد كانت مختلفة تماما عن مباراة الدور الاول التي عانى فيها الاميركيون للفوز على صربيا بفارق ثلاث نقاط فقط 94-91.

وكانت المباراة متقاربة جدا في الربع الاول وعقيمة الى حد ما من الناحية الهجومية لان التعادل كان سيد الموقف 9-9 بعد مرور 5 دقائق ونصف بعدما اكتفى الاميركيون بـ4 من محاولاتهم الـ12 الاولى ودون اي ثلاثية من اصل 4 محاولات.

وعاني الاميركيون في ايجاد وتيرتهم الهجومية المعتادة وكانوا متخلفين بفارق نقطة في اخر دقيقة قبل ان يسجل ديماركوس كازنس سلة مع خطأ ورمية حرة ليضع بلاده في المقدمة 16-14 ثم سجل دورانت الثلاثية الاولى في المحاولة السابعة لحامل اللقب لينهي الربع الاول والاخير في المقدمة 19-15.

- دورانت يبدأ استعراضه -

استهل رجال كرشيشفسكي الربع الثاني من حيث انهوا الاول وابتعدوا بفارق 10 نقاط 25-15 بفضل سلة استعراضية من بول جورج و4 رميات حرة لكازنس قبل ان يبدأ استعراض دورانت الذي سجل ثلاثيتين على التوالي ثم سلة استعراضية رائعة ليجعل النتيجة 33-20.

وواصل دورانت تألقه بثلاثية اخرى في اخر 5 دقائق تقريبا موسعا الفارق الى 16 نقطة 38-22 ووصل الى 18 بعد سلة من المتألق الاخر كازنس ودخل كلاي تومسون على الخط بثلاثية ليصبح الفارق 21 نقطة 43-22 قبل ان يستقر الفارق عند 23 نقطة 52-29 بفضل النقاط الـ24 لدوارنت في النصف الاول، بينها 5 ثلاثيات من اصل 8 محاولات وبعض السلات الاستعراضية الرائعة.

ولم يتغير الوضع في الربع الثالث اذ كان الفارق 24 نقطة 57-33 بعد مرور 4 دقائق ثم 26 نقطة 61-35 بعد سلة استعراضية من دياندري جوردن وسلة اخرى لدورانت اتبعهما تومسون بثلاثية وسع بها الفارق الى 29 نقطة 64-35 بعد تمريرة من دورانت زميله الجديد في غولدن ستايت ووريرز.

وكان هذا الفارق كافيا لرجال كرشيشفسكي لتسيير المباراة كما يريدون ويقودونها الى بر الامان خصوصا بعدما وصل الفارق الى 36 نقطة 79-43 في نهاية الربع الثالث اثر نقطتين اخريين لدورانت الذي دخل الى الربع الختامي وفي رصيده 30 نقطة.

وكان الربع الاخير تحصيل حاصل ما دفع كرشيشفسكي الى اراحة دورانت دون ان يؤثر ذلك على النتيجة لان زملاءه وسعوا الفارق الى 41 نقطة 88-47 بعد 4 دقائق اثر سلة استعراضية رائعة لديمار ديروزن ثم تراخى اللاعبون بعض الشيء ما سمح لصربيا التي برز في صفوفها نيمانيا نيدوفيتش (14 نقطة)، بتقليص الفارق الى 30 نقطة في نهاية المباراة.

- اسبانيا تنتزع البرونزية برمية حرة قاتلة -

وفي مباراة المركز الثالث، ودعت اسبانيا العاب ريو بميدالية برونزية بعدما حسمت مواجهتها مع استراليا 89-88 بفضل رميتين حرتين قاتلتين في اخر 5 ثوان.

وبدت اسبانيا التي انتهى مشوارها في نصف النهائي على يد الولايات المتحدة وفشلت في بلوغ النهائي للمرة الثالثة على التوالي والرابعة في تاريخها، في طريقها لحسم المباراة منذ الشوط الاول بعدما تقدمت على استراليا بفارق 12 نقطة 40-28 في اخر 12ر4 دقائق اثر سلة من باو غاسول.

لكن استراليا التي كانت ثاني افضل منتخب في المسابقة بعد الولايات المتحدة حتى الدور نصف النهائي عندما حققت صربيا المفاجأة واذلتها بفارق 26 نقطة، انتفضت وقاتلت بشراسة من اجل الحصول على ميداليتها الاولى في الالعاب حتى ادركت التعادل 85-85 في اخر 35 ثانية برمية حرة من المخضرم دانييل اندرسن الذي وضعها في المقدمة 86-85 في الرمية الحرة الثانية.

لكن غاسول انتزع خطأ ونجح في رميتيه الحرتين ليضع بلاده في المقدمة مجددا قبل ان ينجح العملاق ارون باينز بتسجيل سلة من داخل المنطقة الملونة فوق غاسول بالذات وذلك قبل 9 ثوان على النهاية.

واعتقد الاستراليون ان البرونزية اصبحت في جيبهم لكن سيرخيو رودريغيز انتزع خطأ في الثواني الخمس الاخيرة من صانع العاب سان انتونيو سبيرز باتي ميلز ونجح في الرميتين الحرتين ليضع بلاده في المقدمة 89-88، وحاولت استراليا وبعد وقت مستقطع ان تخطف الفوز لكن اندرسن فقد الكرة تحت ضغط كبير من الاسبان واهدر على بلاده فرصة الحصول على ميداليتها الاولمبية الاولى.

وودع غاسول، البالغ من العمر 36 عاما، الالعاب الاولمبية الرابعة الاخيرة له بافضل طريقة بتسجيله 31 نقطة مع 11 متابعة، واضاف نيكو ميروتيتش 14 مع 7 متابعات وسيرخيو رودريغيز 11 نقطة، فيما كان ميلز، زميل غاسول الجديد في سان انتونيو، الافضل في صفوف استراليا بتسجيله 30 نقطة واضاف القائد اندرسن 15 لكن الاثنين لعبا دورا في السقوط القاتل لبلدهما.