يشعر عالم الرياضة بها ولا يمكنه الافلات منها: كانت المنشطات الستارة الخلفية الدائمة والمزعجة للالعاب الاولمبية في ريو دي جانيرو وادت الى طرد اكثر من 10 رياضيين ثبت تنشطهم، نصفهم من رباعي رفع الاثقال.

 وسبق انطلاق الالعاب استبعاد الرياضيين الروس على خلفية نظام المنشطات الممنهج الذي ترعاه الجكومة، ودخلت في الغموض بعد اعتماد مشاركة داريا كليشينا لاعبة الوثب الطويل الوحيدة من 68 رياضيا ينتمون الى الاتحاد الروسي لالعاب القوى كونها تقيم في الولايات المتحدة، وكانت الالعاب تئن من هذه الافة حتى قبل حفل الافتتاح.
 
ومنذ التقرير الاول في تشرين الثاني/نوفمبر للوكالة العالمية لمكافحة المنشطات عن روسيا، بدأ هذا الموضوع بالتشويش على تحضير الالعاب في سابقة لم تحدث من قبل.
 
ففي ذلك الموعد، نشرت الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات النتائج الاولى لتقرير لجنة الاخلاق المستقلة التابعة لها، معتبرة ان حالات المنشطات في روسيا "لا يمكن ان توجد" لولا موافقة الحكومة.
 
وجاء التقرير الثاني في كانون الثاني/يناير 2016 ليكرس ما ورد في الاول "لا يمكن ان يجهل المسؤولون الروس اتساع مدى المنشطات في رياضة العاب القوى".
 
وتحول الملف الى حروب مؤسساتية، ففي مقابل الانتقادات لما اعتبر برودة من قبل اللجنة الاولمبية الدولية، القى رئيسها الالماني توماس باخ بالمسؤولية على الوكالة العالمية متهما اياها بادارة الملف في وقت متأخر.
 
وقال باخ "لا يمكن ان تكون اللجنة الاولمبية الدولية مسؤولة عن التوقيت وعن اسباب الاحداث التي علينا مواجهتها قبل ايام من انطلاق الالعاب".
 
- كينيا ايضا -
 
عشية تصفيات مسابقة الوثب الطويل، حصلت كليشينا على الضوء الاخضر بالمشاركة بفضل قرار من محكمة التحكيم الرياضي التي لم تؤيد قرار الاتحاد الدولي لالعاب القوى باستبعادها.
 
وكان العدد النهائي للرياضيين الروس الذي سمح لهم بالمشاركة 276 رياضيا في مختلف الرياضات باستثناء العاب القوى من اصل قائمة من 378 لاعبا اعدتها اللجنة الاولمبية الروسية، اي ان نحو 100 رياضي استبعدوا في ختام مسيرة تطرح اسئلة جمة.
 
ولم تكن روسيا وحدها المستهدفة، فقد استدعي على هامش المنافسات المسؤول عن العاب القوى الكينية في ريو دي جانيرو الى بلاده بعد اتهامه بطلب رشاوى بنحو 12 الف يورو مقابل اعطاء معلومات قبل اجراء فحوص الكشف عن المنشطات.
 
وفي اليوم ذاته، اعلنت اللجنة البارالمبية الدولية تعليق عضوية اللجنة البارالمبية الروسية على خلفية فضيحة المنشطات الروسية، وهكذا سيغيب الرياضيون الروس عن هذا الدورة الخاصة باصحاب الحاجات الخاصة من 7 الى 18 ايلول/سبتمبر في ريو دي جانيرو، الا اذا صدر قرار جديد مخالف للاول من قبل محكمة التحكيم الرياضي التي ستنظر في الامر.
 
وبالتأكيد، لم يلتزم الرياضيون الصمت تجاه موضوع المنشطات، وجرى لغط كبير وكثير حوله في حوض السباحة فقال الاسترالي مارك هورتون الفائز بذهبية 400 م حرة "لا احترم المتنشطين" في اشارة الى الصيني سانغ سون بطل العالم مرتين والذي اوقف في 2014 لثلاثة اشهر بسبب المنشطات.
 
من جانبه، كان السباح الفرنسي كاميل لاكور الذي لم يرق له فوز الصيني بذهبية 200 م حرة، اكثر وضوحا حين سمى الصيني بالاسم "يانغ سون يبول احمر قانيا".
 
وكان على اللجنة الاولمبية الدولية دعوة الجميع الى الالتزام بالنظام من خلال "طلب احترام الاخرين" دون ان تقنع احدا في ما ذهبت اليه.
 
- عينات ريو ستحفظ 10 سنوات -
 
في 18 آب/اغسطس، كان الرباع القرغيزستاني عزت ارتيكوف الفائز ببرونزية وزن اقل من 69 كلغ في رفع الاثقال، اول رياضي متوج يستبعد من الالعاب.
 
ولم يشكل الامر اكثر من نصف مفاجئة كون رفع الاثقال معروفة بأنها الاكثر اصابة بهذه الافة بين الرياضات الاخرى، وبعد انتهاء منافسات الوزن، شكك الفرنسي برناردان كنينغي ماتام الذي حل ثامنا، بنظافة منافسيه.
 
وقال "اذا قام الاتحاد الدولي (لرفع الاثقال) واللجنة الاولمبية الدولية بعمل صحيح، اعتقد بأني سأكسب 4 مراكز لان الخمسة الاوائل غير نظيفين".
 
وبعد ان علم بنتبجة فحصه، اتهم ارتيكوف الرباع الفرنسي بـ"اضافة مواد منشطة الى المشروبات التي كان يتناولها مع الاطعمة".
 
وفي الاجمال وقبل ساعات من حفل الختام، وصل العدد الى 12 حالة منشطات 6 منها في رياضة رفع الاثقال.
 
وفي نفس الوقت، ما فتئت اللجنة الاولمبية الدولية تكشف عن حالات منشطات قديمة بعد اعادة تحليل عينات اولمبيادي بكين (2008) ولندن (2012) التي اسفرت حتى الان عن 98 حالة.
 
وبموجب القانون الدولي الجديد لمكافحة المنشطات، ستحفظ العينات المأخوذة في ريو 10 سنوات مقابل 8 في السابق، وفي هذه الحالة قد تطول قائمة المتنشطين ولا يمكن اقفالها عند الحالات الـ12 التي تم الاعلان عنها.