قلل رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" من اهمية ما حصل الثلاثاء في الجمعية العمومية للاتحاد الاسيوي، معتبرا الامر في اطار "الديموقراطية".

وتوقفت الثلاثاء في مدينة غوا الهندية اعمال الجمعية العمومية للاتحاد الاسيوي التي كان مقررا ان تنتخب 3 اعضاء في مجلس الاتحاد الدولي، بعد 27 دقيقة فقط من انطلاقها وذلك بسبب احتجاج اعضاء الهيئة القارية على استبعاد مسؤول قطري من الترشح للانتخابات.

واعترف رئيس الاتحاد الاسيوي الشيخ سلمان بن ابراهيم امام اينفانتينو الذي خسر امامه في الانتخابات الرئاسية لفيفا، "لم يسبق لي ترؤس اجتماع أقصر من هذا".

وقال "كان هذا المساء حافلا بالأحداث، بعد بضعة أسابيع حافلة بالعمل أيضا"، مضيفا "لكن الجمعية العمومية قالت كلمتها بصوت واحد، وكان هذا واضحا لنا جميعا...".

وصوتت الاتحادات الوطنية الأعضاء بنسبة 42 مقابل 1 لصالح عدم مواصلة جدول الأعمال، بما في ذلك انتخاب ثلاثة أعضاء إضافيين في مجلس الاتحاد الدولي.

وكان الاتحاد الدولي ابلغ اول من امس الاحد الاتحاد الآسيوي باستبعاد نائب رئيس الاتحاد القطري سعود المهندي نهائيا من المشاركة في انتخابات مجلس فيفا.

واوضح فيفا للجنة الانتخابات في الاتحاد الآسيوي انه "بالاستناد إلى تقرير غرفة التحقيق في لجنة الأخلاق التابعة للاتحاد الدولي، فقد تقرر عدم أهلية السيد سعود المهندي للمشاركة في الانتخابات الاسيوية لاختيار ممثليها الى مجلس الفيفا".

- "هذا هو فحوى الديموقراطية" -

وفتحت الغرفة القضائية في لجنة الاخلاق المستقلة في فيفا تحقيقا ضد المهندي "لعدم تعاونه وعدم تقديمه المعلومات الصحيحة الى غرفة التحقيق في اطار تحقيق آخر مرتبط بمنح بلاده شرف استضافة مونديال 2022"، وهو يواجه احتمال ايقافه لمدة لا تقل عن عامين ونصف العام وتغريمه بنحو 18300 يورو بحسب ما طالبت لجنة الاخلاقيات في اب/اغسطس الماضي.

وعلق اينفانتينو على ما حصل الثلاثاء في غوا، قائلا: "هذا هو فحوى الديموقراطية. نحن في طور عملية اصلاح في فيفا. الاتحادات القارية في طور عملية اصلاح ايضا. هذه المسألة تحتاج الى نقاشات، تحتاج الى وقت، الى اجتماعات، كما تحتاج الى تأجيل الاجتماعات ايضا".

وواصل: "هذا ببساطة جزء من العملية الطبيعية التي تمر بها كرة القدم في هذه الايام. من هذه الناحية، نحن نرحب باي مساهمة لجعل كرة القدم تتقدم، ان كان على مستوى فيفا، المستوى القاري، او الاتحاد الاسيوي".

واكد اينفانتينو ان مجلس فيفا سيعقد، كما كان مقررا سابقا، اجتماعه الشهر المقبل حتى لو كان غير مكتمل، مشيرا الى انه لا يشعر بالقلق بشأن التأخر في ملء المقاعد الشاغرة.

وتابع: "تاريخ فيفا يمتد لـ112 عاما. بضعة اشهر اكثر او بضعة اشهر اقل لن تشكل اي فارق في المخطط الكبير للامور لكننا سنفعل الاشياء بالشكل الصحيح".

وقرر المكتب التنفيذي في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم تعيين الصيني تشيان جانغ عضوا معينا في المكتب التنفيذي حتى الاجتماع المقبل غير العادي للجمعية العمومية. وسيبدأ الاتحاد الآسيوي التنسيق مع الاتحاد الدولي لتحديد الإطار الزمني لعقد الاجتماع المقبل للجمعية العمومية.

ويشغل المهندي منصب نائب رئيس الاتحاد الاسيوي لكرة القدم، وكان مرشحا لعضوية المجلس التنفيذي للفيفا عن قارة اسيا، بعد زيادة عدد اعضائه.

ونفى المهندي الذي يترأس ايضا لجنة تنظيم كأس اسيا 2019 في الامارات، ارتكاب اي مخالفات وكان مؤهلا لخوض الانتخابات قبل اعلان استبعاده مساء الاحد.

ويتنافس على المقاعد الاسيوية الثلاثة تشيان جانغ (الصين) وعلي كافشيان (إيران) وزين الدين نور الدين (سنغافورة) ومويا دود (أستراليا) ومحفوظة أكثر (بنغلادش) واون-غيونغ هان (كوريا الشمالية).

وسيخصص مقعد واحد على الأقل للسيدات من المقاعد الثلاثة.

- مرحلة الاضطرابات -

ومن المؤكد ان ما شهدته الجمعية العمومية للاتحاد الاسيوي يشكل امتدادا للمرحلة المضطربة التي تعيشها كرة القدم العالمية منذ ايار/مايو 2015 وانتخاب السويسري الاخر جوزف بلاتر رئيسا لفيفا لولاية خامسة قبل ان يتخلى عن منصبه تحت ضغوط الفساد التي ادت في نهاية المطاف الى ايقافه.

وعند انتخابه خلفا لبلاتر في شباط/فبراير الماضي، وعد ايفانتينو بـ"تنظيف" السلطة الكروية العليا لكن المسار الاصلاحي ليس سلسلا على الاطلاق، ففي ايار/مايو الماضي استقال رئيس لجنة التدقيق والامتثال في فيفا السويسري الاخر دومينيكو سكالا وذلك احتجاجا على ما اسماه "هدم الاصلاحات" التي اقرت في شباط/فبراير الماضي من اجل تحسين صورة الفيفا المشوهة بفعل موجة الفساد غير المسبوقة.

واحتج سكالا خصوصا على تبني الجمعية العمومية لفيفا اجراء يشكك في استقلالية بعض الاجهزة داخل المنظمة الكروية مكلفة خصوصا بالتحقيق مع الاعضاء.

وتبنت الجمعية العمومية الـ66 لفيفا تعديلا ينقل الى المجلس (التسمية الجديدة للجنة التنفيذية) سلطة تعيين واقالة رئيس لجنة الاخلاق المستقلة او لجنة التدقيق والامتثال وغيرهما.

واعتبر سكالا انه بموجب هذا القرار، باستطاعة المجلس برئاسة انفانتينو "اعاقة تحقيقات ضد اعضائه في اي لحظة من خلال اقالة اعضاء الاجهزة المستقلة او الحصول على موافقتهم من خلال تهديدهم بالاقالة".

- الاصلاح يحتاج الى الوقت -

ثم جاءت "الوثائق البنمية" التي زجت في نيسان/ابريل الماضي باسم اينفانتينو في فضيحة حقوق النقل التلفزيوني في اميركا الجنوبية في تقرير نشرته صحيفة "سويد دويتش تسيتونغ" الالمانية التي قالت ان السويسري وقفع في 2006 و2007 حين كان مسؤولا عن القسم القانوني في الاتحاد الاوروبي لكرة القدم عقدا مع اثنين من رجال الاعمال المتهمين بالحصول على رشاوى وهما مالكا شركة "كروس ترايدينغ" الارجنتينيان هوغو جينكيز ونجله ماريانو اللذان حصلا على حقوق البث التلفزيوني لدوري ابطال اوروبا لكرة القدم، ثم باعاها على الفور بحوالي ثلاثة اضعاف السعر.

لكن الامين العام السابق للاتحاد الاوروبي نفى اي ارتكابات مخالفة للقوانين ثم برأته لجنة الاخلاقيات في فيفا في اب/اغسطس من اي مخالفات اخلاقية بعدما حققت بمسألة استخدامه لطائرات خاصة، وبمصاريفه الشخصية، الطريقة التي يعين بها الموظفين والعقود التي كان طرفا فيها.

ثم اتهم اينفانتينو خلال الشهر الحالي بمساندة السلوفيني الكسندر تشيفيرين في انتخابات رئاسة الاتحاد الاوروبي على حساب الهولندي ميكايل فان براغ، كما وجهت الانتقادات في الساعات القليلة الاخيرة لفيفا بسبب حله لجنة العمل الخاصة بمكافحة العنصرية في الملاعب لانها انهت عملها بحسب السلطة الكروية العليا.

ويرى اينفانتينو ان "التحديات كثيرة ونحن نمر في فترة اضطرابات في الحوكمة الكروية. نحن نتقدم، نتطور. الجميع يرى ويفهم التغييرات والاصلاحات الضرورية ونحن نطبق هذه الاصلاحات. الامر الوحيد الذي ينقصنا هو الوقت لان الجميع يريد رؤية نتائج سريعة. لكن التغييرات كما حال النتائج في ارضية الملعب، تحتاج الى بعض الوقت".

وختم: "العالم مكان كبير مع ذهنيات مختلفة، ثقافات مختلفة، طرق تفكير مختلفة ونحتاج دائما الى الوقت لكي نطبق ما نصبو اليه".