حملت القائمة الرسمية للمنتخب الجزائري التي أعلنها مدربه البلجيكي جورج ليكنز مفاجأة من العيار الثقيل بعد إبعاد المدرب البلجيكي للاعب الوسط سفيان فيغولي نجم نادي ويست هام يونايتد الإنكليزي في من المشاركة في نهائيات كأس الأمم الافريقية 2017 التي ستقام منافساتها خلال شهري يناير و فبراير من العام الجاري بالغابون ، بعدما كان اللاعب يتواجد بشكل منتظم مع "الخضر " منذ عهد مدرب المنتخب السابق البوسني وحيد خليلوزيتش.

وبالرغم من أن المردود الفني الذي قدمه فيغولي هذا العام في الدوري الإنكليزي الممتاز ، إلا ان أرقامه الفنية تؤكد تراجعه كثيراً بالمقارنة مع ما كان يقدمه مع نادي فالنسيا الإسباني ، و هو تبرير كاف لعدم استدعائه إلا أن قرار إبعاده يحمل في طياته قرارات أخرى لا علاقة لها بالجانب الفني فقط على اعتبار أن مستوى فيغولي تراجع منذ موسمه الأخير مع "الخفافيش" .
 
و لا يستبعد أن يكون القرار مشترك بين مدرب المنتخب البلجيكي جورج ليكنز و رئيس الاتحاد محمد روراوة ، حيث من المرجح أن يكون الأخير هو من قرر إبعاد فيغولي عن قائمة الـ 23 لاعبا الذين سيخوضون غمار بطولة كأس الأمم الأفريقية ، وان يكون قد انضم إلى القائمة السوداء للمنتخب الجزائري التي يمنع أصحابها من حمل قميص "الخضر" على المدى القريب مثلما حدث مع لاعبين آخرين.
 
و وفقا للمعطيات السابقة التي عرفها المنتخب الجزائري في الفترة الأخيرة خاصة في تصفيات كأس العالم بروسيا 2018 ، بان إبعاد فيغولي كان لأسباب انضباطية لها علاقة بدوره في إثارة المشاكل في غرف ملابس الخضر في المباراة التي جرت ضد المنتخب الكاميروني في الجولة الأولى من الاقصائيات التي لعبت بشهر أكتوبر المنصرم في عهد المدرب الصربي ميلوفان رايفاتش الذي استبعد اللاعب من التشكيلة الأساسية في تلك المواجهة ، والتي انتهت بتعادل إيجابي مخيب للآمال ، قلص من فرصة "محاربي الصحراء " في بلوغ نهائيات المونديال.
 
وكشفت تقارير إعلامية في ذلك الوقت عن تمرد للمحاربين قاده فيغولي ضد المدرب الصربي مما اثر على استقرار غرف ملابس الخضر الذين خسروا مباراة الجولة الثانية أمام نيجيريا بثلاثة أهداف مقابل هدف واحد لتتقلص فرصهم أكثر فأكثر في العبور إلى روسيا ، كما ان فيغولي دخل في تراشق إعلامي ضد عدد من قدامى لاعبي المنتخب الجزائري ، الذين وقفوا على تراجع مستواه و طالبوا المدرب الوطني باستبعاده و منح الفرصة للاعب آخر.
 
و رغم أن روراوة و ليكنز فضلا عدم اتخاذ أي قرار ضد فيغولي قبل لقاء "النسور الخضر " لتفادي تأثيراته السلبية المحتملة إلا أن الخسارة جعلتهما يقتنعان بضرورة استبعاده عن كأس الأمم الافريقية ، خاصة أنهما يدركان جيدا أن مستواه الفني الحالي لا يتيح له الفرصة ليلعب ضمن التشكيلة الأساسية في ظل وجود عناصر أخرى أكثر جاهزية و بالتالي فان اصطحابه إلى الغابون دون إشراكه هو حرمان المنتخب من ورقة أخرى، فضلا عن إمكانية لجوء فيغولي مجدداً إلى التمرد على المدرب البلجيكي و تحريض بقية زملائه في دكة الاحتياط على مساندته الأمر الذي سيؤثر لا محالة على أداء و استقرار الفريق في المشاركة القارية .