توج سائق مرسيدس البريطاني لويس هاميلتون الأحد بلقب بطولة العالم للفورمولا واحد للمرة الرابعة في مسيرته، على رغم حلوله تاسعا في سباق جائزة المكسيك الكبرى، المرحلة الثامنة عشرة من بطولة 2017، والتي فاز بها سائق ريد بول الهولندي ماكس فيرشتابن.

ودخل هاميلتون (32 عاما) السباق وهو يحتاج الى الحلول بين الخمسة الأوائل ليضمن اللقب للمرة الرابعة (بعد 2008، 2014 و2015) بصرف النظر عن نتيجة فيتل، لكون الأخير يبتعد عنه بفارق 66 نقطة في الترتيب العام قبل ثلاث مراحل من نهاية البطولة.

وبدا ان فيتل مصمم على الصمود حتى اللحظة الأخيرة، اذ احتل المركز الأول عند الانطلاق أمام فيرشتابن، بينما اكتفى هاميلتون بالمركز الثالث. الا ان السباق شهد تغييرات دراماتيكية من اللفة الأولى، اذ وقع احتكاك بين فيتل وفيرشتابن عند المنعطف الأول. ولدى محاولة هاميلتون الاستفادة، حصل احتكاك ثان بينه وبين فيتل، ليضطر كل من السائقين لدخول حظيرة فريقه.

ومع خروجهما في مراكز متأخرة، حاول السائقان التعويض خلال السباق، ليكتفي فيتل بالمركز الرابع، وهاميلتون بالتاسع. الا ان البريطاني ضمن لقب البطولة الثانية له في المواسم الثلاثة الأخيرة، نظرا للفارق الكبير بينه وبين فيتل في الترتيب العام للبطولة.

وكان الالماني يحتاج للحلول ثانيا على الأقل ليحرم هاميلتون التتويج.

وقال هاميلتون بعد السباق ان إحرازه اللقب "لا يبدو حقيقيا"، موجها الشكر الى فريقه "الذي كان رائعا منذ خمسة أعوام، وأنا فخور بأنني أشكل جزءا منه"، علما ان مرسيدس أحرز هذا الموسم أيضا لقب بطولة الصانعين، وذلك للسنة الرابعة تواليا.

وبات البريطاني ضمن نخبة من السائقين في تاريخ الفورمولا واحد أحرزوا لقب بطولة العالم أكثر من ثلاث مرات، هم فيتل (بين 2010 و2013) والفرنسي ألان بروست، والارجنتيني خوان مانويل فانجيو (5 مرات)، والاسطورة الالماني ميكايل شوماخر (7 مرات).

- بداية دراماتيكية -

 وشكل الحلول تاسعا خيبة لهاميلتون الذي كان يسعى لإحراز اللقب في مركز متقدم، لاسيما وانه فاز في خمسة من السباقات الستة الأخيرة. في السباق المكسيكي، حل زميل هاميلتون في مرسيدس الفنلندي فالتيري بوتاس ثانيا، ومواطنه سائق فيراري كيمي رايكونن ثالثا.

وبعد تحقيقه الفوز الثاني في 2017 والثالث في مسيرته، قال الشاب فيرشتابن (20 عاما) ان "البداية كانت مصيرية. دخلت المنعطف من الجهة الخارجية (عندما تجاوز فيتل) وبعد ذلك كانت تركيزي منصبا على الاعتناء بالسيارة والاطارات".

أضاف "شكرا كبيرة لريد بول، ومن دون الفريق لم يكن الفوز ممكنا. بعد الأسبوع الماضي (عندما غرم خمس ثوان في جائزة الولايات المتحدة الكبرى وأنهى السباق رابعا على رغم عبوره خط النهاية ثالثا)، كان هذا السباق مثاليا".

الا ان التركيز في هذا السباق كان منصبا على هاميلتون الذي تلقى تهنئة من المدير غير التنفيذي في مرسيدس، بطل العالم السابق ثلاث مرات نيكي لاودا الذي قال ان "لويس فاز، وهو يستحق ذلك".

- "عمدا؟" -

وحمل لاودا فيتل مسؤولية الاحتكاك في اللفة الأولى قائلا "لا أعرف لماذا قاد سيباستيان بشكل شرس الى هذا الحد ليدمر سباقه. لويس كان في المقدمة وفيتل ضربه عبر الجناح الامامي... لا أفهم ذلك".

ووقع الاحتكاك بين الجناح الأمامي لفيتل والاطار الأيمن الخلفي لهاميلتون، ودخل كل منهما حظيرة فريقه للتبديل قبل العودة للحلبة.

وأتى هذا الاحتكاك بعد التنافس الشديد بين فيتل وفيرشتابن الذي حاول التجاوز باستخدام الجهة الخارجية للمنعطف، بينما سعى الالماني للدفاع عن مركزه بأقصى ما يمكن. 

وأمام هذه "المعركة" التي حسمها فيرشتابن، حاول هاميلتون التسلل والتقدم على حساب السائقين معا، الا ان فيتل قام بأقصى ما يمكنه لقطع الطريق أمامه، ما دفع السائقين الى الاحتكاك وتطاير أجزاء من الجناح الامامي لسيارة فيتل، بينما ثقب إطار هاميلتون.

والمفارقة ان المتنافسين على لقب البطولة عادا الى الحلبة في المركزين 19 (فيتل) و20 (الأخير).

ولم يستسغ هاميلتون محاولة فيتل عرقلته، وسأل عبر جهاز الاتصال مع فريقه "هل قام بذلك عمدا؟"، قبل ان يأتيه الجواب "غير واثقين من ذلك، لويس".

ومع ابتعاد هاميلتون، وجد فيتل الفرصة سانحة لمحاولة التقدم الشاق الى المركز الثاني، الوحيد الذي كان يمكن ان يضمن له إبقاء المنافسة قائمة حتى جائزة البرازيل الكبرى في 12 تشرين الثاني/نوفمبر المقبل، بشرط ان يبقى هاميلتون خارج الخمسة الأوائل.

ووجد هاميلتون نفسه متأخرا بلفة كاملة عن متصدر السباق، وذلك للمرة الأولى منذ سباق جائزة اسبانيا الكبرى عام 2013. 

وعلى رغم إدراكه صعوبة مهمة فيتل في العودة الى المركز الثاني، نظرا لابتعاده عن المقدمة وأيضا لوجود زميله بوتاس في المركز الثاني، ضغط هاميلتون بشكل متوازن بشكل يتيح له العودة الى النقاط، علما ان حلوله تاسعا أتى بعد تجاوز دقيق وصعب على سائق ماكلارين وبطل العالم السابق الاسباني فرناندو ألونسو.

في ما يأتي أبرز الأبطال المتوجين في سباقات الفئة الأولى: 

- 7 -

الالماني ميكايل شوماخر (بينيتون فورد 1994، بينيتون رينو 1995، فيراري بين العامين 2000 و2004)

- 5 -

الارجنتيني خوان مانويل فانجيو (ألفا روميو 1951، مازيراتي مرسيدس-بنز 1954، مرسيدس-بنز 1955، فيراري 1956، مازيراتي 1957)

- 4 -

- البريطاني لويس هاميلتون (ماكلارين 2008، مرسيدس أعوام 2014 و2015 و2017).

- الالماني سيباستيان فيتل (ريد بول بين 2010 و2013)

- الفرنسي ألان بروست (ماكلارين-تاغ بورش 1985 و1986، ماكلارين-هوندا 1989، ووليامس-رينو 1993)

- 3-

- البرازيلي إيرتون سينا (ماكلارين هوندا 1988 و1990 و1991)

- البرازيلي نيلسون بيكيه (برابهام-فورد 1981، برابهام-بي أم دبليو 1983، ووليامس هوندا 1987)

- النمسوي نيكي لاودا (فيراري 1975 و1977، وماكلارين 1984)

- البريطاني جاكي ستيوارت (ماترا-فورد 1969، تيريل-فورد في 1971 و1973)

- الاسترالي جاك برابهام (كوبر كلايماكس 1959 و1960، برابهام-ريبكو 1966).