انتخب الشيخ أحمد اليوسف الصباح الثلاثاء بالتزكية رئيسا للاتحاد الكويتي لكرة القدم بعد جمعية عمومية غير عادية للأندية قاطعها نادي القادسية، وأجريت في ظل الايقاف المفروض من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا).

وأوقفت هيئات رياضية دولية بينها الفيفا واللجنة الأولمبية الدولية، الكويت منذ تشرين الاول/أكتوبر 2015 على خلفية التدخل الحكومي في الشأن الرياضي. وفي صيف 2016، قامت السلطات بحل هيئات رياضية محلية بينها اللجنة الأولمبية واتحاد كرة القدم، وتعيين لجان موقتة لإدارتها. الا ان هذه اللجان لم تنل اعتراف الهيئات الدولية التي تمسكت بشرعية اللجان الأساسية.

وقال اليوسف الذي تولى سابقا رئاسة الاتحاد بين 2004 و2007، ان الاتحاد الجديد يأمل "تحقيق أهداف عدة يتقدمها رفع الايقاف بالتعاون مع الحكومة ولجنة الشباب والرياضة في مجلس الامة".

أضاف "لقد حملتني الجمعية العمومية مسؤولية أكبر مما كنت أتوقع".

وفاز الشيخ فواز مشعل الصباح بمنصب نائب الرئيس، ممثلا لنادي القادسية على رغم ان ناديه رفض ترشحه وقاطع الانتخابات، وكان الوحيد الذي يقوم بذلك من بين الأندية الـ 14 في الجمعية العمومية.

ويرأس القادسية الشيخ خالد الفهد الصباح، الشقيق الأصغر لرئيس اللجنة الأولمبية المنحلة واتحاد كرة السابق الشيخ طلال الفهد.

ويرى محللون ان الأزمة الرياضية التي تشهدها الكويت، والتي دفعت الى تعليق مشاركتها في المحافل الدولية، هي جزء من صراع نفوذ أطرافه أعضاء من الأسرة الحاكمة وسياسيون بارزون. 

وبحسب المصادر نفسها، يرتكز التجاذب بين مجموعة أولى تضم الشيخ أحمد الفهد الصباح، الشخصية النافذة على الساحة الرياضية العالمية، وأخيه الشيخ طلال واخوانهما ومؤيديهم الذين يسيطرون على معظم الأندية والاتحادات، بينما تضم المجموعة الثانية وزراء وأفراد آخرين من آل الصباح، وسياسيين ونافذين في قطاع الأعمال.

وقامت السلطات في صيف 2016 بحل اتحاد كرة القدم الذي يرأسه الشيخ طلال، وتعيين لجنة موقتة لادارة شؤونه برئاسة فواز الحساوي، حظيت بولايتين امتدت كل منهما ستة أشهر.

الا ان الفيفا لم يعترف بهذه اللجنة، وبقي متمسكا بالاتحاد السابق. 

وبعد نهاية الولاية الثانية للجنة الموقتة نهاية آب/أغسطس 2017، عينت الجمعية العمومية للأندية لجنة انتقالية تتولى إدارة شؤون الاتحاد حتى الانتخابات.

ومنذ تعيين اللجنة الجديدة، قام أعضاؤها بمراسلة الفيفا لشرح ما يجري باعتبارهم "أعضاء الهيئة التشريعية العليا في الاتحاد الكويتي"، بيد ان الاتحاد الدولي بقي على موقفه المتمسك باتحاد طلال الفهد.

وكانت الكويت طلبت مطلع 2017 رفع الايقاف، متعهدة بتعديل القوانين الرياضية، الا ان هذا الطلب قوبل أيضا برفض من الهيئات الدولية التي حددت ثلاث خطوات لرفع الايقاف، هي إصدار قانون رياضي جديد يتماشى مع المواثيق والقوانين الدولية، وسحب الدعاوى المقدمة من الحكومة الكويتية ضد الهيئات الدولية، وعودة مجالس ادارات الاتحادات المنحلة.

وفي 19 تشرين الأول/اكتوبر، أعلن وزير الدولة لشؤون الشباب بالوكالة خالد الروضان توصل الحكومة ولجنة الشباب والرياضة البرلمانية الى مشروع قانون "يفي بمتطلبات المواثيق الدولية"، وذلك بعد "اتفاق" ومشاورات استمرت أشهرا مع الفيفا.

ويفترض ان يعرض المشروع على مجلس الأمة لإقراره في وقت لم يحدد بعد.

وبموجب انتخابات الثلاثاء، يضم الاتحاد الجديد الذي من المقرر ان تمتد ولايته حتى 2021، الأعضاء التاليين: اليوسف والصباح، صبيح أبل (العربي)، بدر المطيري (النصر)، حامد الشيباني (خيطان)، احمد المسيلم (التضامن)، ابراهيم الانصاري (اليرموك)، أحمد عجب (الساحل)، فهد الهملان (الفحيحيل)، أيوب أحمد (الشباب)، عبدالحميد الكندري (الصليبخات)، يوسف كريم (الجهراء)، غازي القندي (الكويت)، وخالد الشمري (كاظمة).

وبعد الانتخابات، نشر رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للرياضة السعودية تركي آل الشيخ عبر حسابه على تويتر تغريدة جاء فيها "سأبذل كل جهدي مع الأشقاء في الكويت الغالية من أجل رفع الحظر عن الرياضة الكويتية العريقة".