عادت الصحافة المدريدية المقربة من نادي ريال مدريد لتوجيه سهامها الحادة على المهاجم الفرنسي كريم بن زيمة بعدما سجل بداية متواضعة وضعيفة من حيث الأداء الفني أو المردود التهديفي، رغم احتفاظه بمكانته في التشكيلة الأساسية للمدرب الفرنسي زين الدين زيدان المتهم بمحاباته وتفضيله على بقية المهاجمين.

و في هذا السياق، نشرت صحيفة "آس" الإسبانية تقريراً يكشف بأن الإدارة الملكية وبإيعاز من المدرب زيدان وقبله الإيطالي كارلو انشيلوتي والبرتغالي جوزيه مورينيو ، قد فرطت في أفضل مهاجمي الفريق في الأعوام المنصرمة من اجل الاحتفاظ بالمهاجم الفرنسي رغم تواضع أدائه ، حيث كان من الأجدر بيعه والاحتفاظ بمن وضعتهم على قائمة الانتقال بالنظر إلى العروض القوية التي قدموها مع أنديتهم التي انتقلوا إليها.
 
واستشهدت الصحيفة في إصرار الإدارة الملكية والمدرب زيدان على الاحتفاظ بكريم بنزيمة بحصيلته التهديفية خلال الموسم الحالي ومقارنتها بتلك التي حققها خمسة مهاجمين سابقين لريال مدريد مع فرقهم الحالية الموسم الجاري والمواسم التي أعقبت رحيلهم عن قلعة"السانتياغو برنابيو".
 
ويظهر اكبر تفوق في هذه المقارنة متمثلاً بحالة المهاجم الأرجنتيني غونزالو هيغوايين الذي غادر الريال في صيف عام 2013 للعب في بطولة الدوري الإيطالي مع نادي نابولي ثم نادي يوفنتوس، إذ ظهر التفوق لصالح الأرجنتيني من الموسم الثاني (2014-2015) عندما سجل 30 هدفاً مقابل 22 هدفاً فقط للمهاجم الفرنسي ثم 38 هدفاً في الموسم الموالي مقابل 28 هدفاً ، وبعد انتقال هيغوايين لـ"اليوفي" فقد سجل 32 هدفاً مقابل 19 هدفاً فقط للفرنسي ، فيما سجل الأرجنتيني 9 أهداف مقابل هدفين فقط لبن زيمة خلال منافسات الموسم الجاري.
 
هذا وشهد المردود التهديفي للمهاجم الفرنسي تراجعًا حاداً هذا العام جعله الأضعف بين بقية مهاجمي ريال مدريد السابقين، وبينما اكتفى هو بتسجيل هدفين فان هيغوايين سجل تسعة أهداف، بينما سجل التوغولي ايمانويل اديبايور أربعة أهداف هذا الموسم مع نادي بشكتاش التركي ، وهو نفس الرصيد الذي بلغه المكسيكي خافيير هيرنانديز(تشيشاريتو) مع نادي ويست هام يونايتد الذي يعاني الأمرين في الدوري الإنكليزي الممتاز .
 
وبدوره، سجل الشاب الدومينيكاني ماريانو دياز مخيا 9 اهداف مع اولمبيك ليون الفرنسي ، غير ان ما يحز في نفوس الصحافة المدريدية والجمهور الملكي هو تفريط زيدان والرئيس فلورنتينو بيريز في المهاجم الإسباني ألفارو موراتا الذي كان يستفيد منه زيدان كـ (جوكر) حقيقي في مباريات عديدة قبل ان يبيعه لصالح نادي تشيلسي الإنكليزي ، الذي أصبح يصنع أفراح "البلوز" كان آخرها بتوقيعه هدف الانتصار الوحيد في قمة مباريات الجولة الحادية عشرة، والتي جمعت تشيلسي بضيفه مانشستر يونايتد في الدوري الممتاز ليصل رصيده الإجمالي إلى 8 أهداف حتى الآن ، لينافس بها بقوة على جائزة "الحذاء الذهبي".
 
وبات بن زيمة عاجزاً عن التسجيل في كل مباراة، إذ يحتاج مدة زمنية لا تقل عن 431 دقيقة أي أكثر من أربع مباريات ليسجل هدفاً، في وقت أن المعدل الزمني لغونزالو هيغوايين لا يتعدى هدفًا كل 151 دقيقة ومعدل اديبايور يبلغ هدفاً كل 271 دقيقة ومعدل خافيير هيرنانديز يبلغ هدفًا كل 238 دقيقة ، بينما يبلغ معدل ألفارو موراتا هدفًا كل 124 دقيقة ، فيما أفضل معدل لماريانو الذي يبلغ هدفا كل 111 دقيقة.
 
وفي ظل الحملة الإعلامية التي تشنها الصحافة المدريدية على بن زيمة ، فانه لا يستبعد أن يتم بيعه خلال الميركاتو الشتوي القادم ، كما لن يكون مفاجئًا ان يزيحه زيدان من حساباته التكتيكية الأساسية لمنح الفرصة لمهاجم آخر خاصة في ظل العقم الهجومي للميرنغي الذي يحتم على زيدان مراجعة حساباته.