سيكون منتخب جمهورية ايرلندا أمام فرصة ثمينة لحجز بطاقته الى نهائيات كأس العالم لكرة القدم للمرة الأولى منذ عام 2002، وذلك عندما يستضيف الدنمارك الثلاثاء في دبلن في اياب الملحق الأوروبي المؤهل الى مونديال روسيا 2018.

وكان المنتخب الايرلندي الذي خطف بطاقة الملحق من جاره الويلزي بعدما تغلب عليه في معقله كارديف (1-صفر) في الجولة الاخيرة من التصفيات وانتزع وصافة المجموعة الرابعة، عاد السبت من كوبنهاغن بتعادل سلبي ما عزز حظوظه ببلوغ النهائيات للمرة الرابعة في تاريخه.

وبدا مدرب ايرلندا مارتن اونيل حذرا جدا، واعتبر أن تسجيل هدف وحيد في مرمى الضيف الاسكندنافي الذي حل ثانيا في المجموعة الأوروبية الخامسة خلف بولندا، له محاذيره لأنه "باللاعبين الذين يملكونهم، أعتقد بأنهم قادرون على تسجيل هدف، وبالتالي هذا الأمر يعني أنه علينا تسجيل هدفين للفوز بالمباراة".

وتخوض جمهورية ايرلندا الملحق الاوروبي الثامن في تاريخها، وهي اختبرت ذكريات متفاوتة في مباريات الملحق اذ نجحت ثلاث مرات على غرار تفوقها على ايران وبلوغها نسخة 2002، فيما خسرت اربع مرات اشهرها أمام فرنسا في 2009.

وتواجهت ايرلندا مع ايران في ملحق تصفيات مونديال 2002، عندما شاركت آخر مرة في الحدث العالمي الكبير، ففازت ذهابا 2-صفر وخسرت ايابا صفر-1، لكن في ملحق 2010، منيت شباكها في الوقت الاضافي بهدف جدلي بعد لمسة يد من المهاجم الفرنسي تييري هنري.

ورأى الايرلندي الشمالي اونيل الذي يشرف على جمهورية ايرلندا منذ 2013 في أول تجربة تدريبية له على صعيد المنتخبات، أنه "علينا أن نكون أكثر ابداعا (من لقاء الذهاب) خلال مجريات المباراة على ملعب افيفا. لكني اعتقد بأننا قادرون على تحقيق المطلوب".

وحث اونيل "الجمهور على القدوم بأعداد كبيرة ايضا، هناك الكثير على المحك".

وتدين ايرلندا التي تجاوزت الدور الأول في كل من مشاركاتها الثلاث السابقة ووصلت الى ربع النهائي عام 1990 قبل أن تخسر بصعوبة امام ايطاليا المضيفة صفر-1 بهدف لسلفاتوري سكيلاتشي، بعودتها من كوبنهاغن بالتعادل الى حارسها دارن راندولف الذي قدم مباراة كبيرة ما دفع اونيل الى الاشادة به، مشيرا الى أنه "لعب لنا بهذه الطريقة طيلة هذه الحملة".

كما أشاد باللاعبين الذين "قدموا مجهودا كبيرا في المباراة. وكان الأمر أروع لو تمكنا من تسجيل هدف"، معتبرا "أن الكفة متكافئة في لقاء الإياب".

وتطرق الى ما قاله مدرب الدنمارك اغي هاريدي بعد مباراة الذهاب عن قدرة فريقه على التسجيل خارج قواعده، قائلا "ليس لدي أدنى شك حيال هذا الأمر".

من جهته، رأى مدرب الدنمارك أن فريقه فوت على نفسه فرصة وضع قدم في النهائيات بعد اهداره الكثير من الفرص في لقاء الذهاب، مضيفا "خلقنا الكثير من الفرص التي تخولنا الفوز بالمباراة، أقله ثلاث فرص كبيرة. يتوجب علينا أن نضع الكرة بين الخشبات الثلاث. هذا أمر هام على الدوام".

- "التأهل أهم من الفوز على ريال مدريد" -

وتابع "كنا ندرك أنه سيكون من الصعب اختراق الدفاع الايرلندي، وعندما لا تستغل فرصك، فذلك يمنحهم الطاقة على القتال. صفر-صفر على ارضنا تعتبر نتيجة سيئة. تسجيل هدف (في لقاء الثلاثاء) سيكون مصيريا بالنسبة لنا. إنهم ليسوا من الفرق التي تسجل الكثير من الأهداف (12 في 10 مباريات خلال التصفيات). سنذهب الى دبلن وسنحاول تسجيل ذلك الهدف".

وتملك ايرلندا سجلا مميزا في مواجهاتها أمام الدنمارك إذ لم تخسر أيا من المباريات الخمس التي جمعتهما حتى الآن (فوزان و3 تعادلات)، وهي تأمل بتأكيد تفوقها والمحافظة على سجلها المميز ايضا على ارضها (خسرت مرة واحدة في مبارياتها الرسمية الـ13 الأخيرة بين جماهيرها)، من أجل حرمان ضيفتها من المشاركة الخامسة في النهائيات، بعد 1986 (ثمن النهائي)، 1998 (ربع النهائي)، 2002 (ثمن النهائي) و2010 (خرجت من دور المجموعات).

لكن على ايرلندا الحذر من لاعبين مثل نجم توتنهام الإنكليزي كريستيان اريكسن الذي اعتبر أن التأهل الى كأس العالم سيكون أهم بكثير من الفوز الذي حققه في وقت سابق من هذا الشهر مع فريقه اللندني على ريال مدريد الإسباني (3-1) في دور المجموعات من مسابقة دوري ابطال اوروبا.

واعتبر اريكسن الذي سجل الهدف الثالث لتوتنهام في مرمى حاملي اللقب في المباراة التي احتضنها ملعب "ويمبلي"، أنه جاهز لتعويض ما فاته ورفاقه في مباراة الذهاب ضد ايرلندا، مؤكدا بحسب ما نقل عنه موقع "اي اس بي ان" أن التأهل "سيعني لي الكثير على الصعيد الشخصي ولبلادي. قيادة بلادك الى كأس العالم هو أهم ما بإمكانك تحقيقه لها".

وتوقع اريكسن أن يفتح المنتخب الإيرلندي الملعب كونه سيسعى الى التسجيل بين جماهيره، خلافا لمباراة الذهاب التي تكتل خلالها في منطقته، مضيفا "على أرضهم وبين جماهيرهم، من المرجح أن يكونوا أكثر مغامرة لكني لا أعتقد بأنهم سيتغيرون كثيرا".

واعتبر في الختام أن أصحاب الأرض "متخوفون من تسجيلنا في مرماهم، وهذا الأمر سيشكل ضربة كبيرة لهم، وبالتالي الهدف الأول (لأي من الطرفين) سيكون هاما للغاية".