أكد رئيس اللجنة المحلية المنظمة لكأس العالم في كرة القدم المقررة في روسيا الصيف المقبل، أن بلاده ستستفيد على الأمد الطويل من كافة المنشآت التي عملت على تطويرها وبنائها من أجل الحدث العالمي.

وفي مقابلة أجرتها معه وكالة فرانس برس عشية قرعة نهائيات كأس العالم المقررة بين 14 حزيران/يونيو و15 تموز/يوليو 2018، أكد اليكسي سوروكين من قصر المؤتمرات في الكرملين أن العقوبات المفروضة من الغرب على روسيا لم تؤثر على التحضيرات للبطولة بأي شكل من الأشكال.

من جهة أخرى، اعترف بأن المنتخب الروسي لكرة القدم تحت ضغط كبير بسبب الآمال المعقودة عليه لتحقيق نتيجة جيدة بين جماهيره، لكنه شدد على أن المنتخب الوطني قادر على الارتقاء الى مستوى المنافسين ولا يهاب المنتخبات الكبيرة مثل المانيا حاملة اللقب.

وتتردد الدول في الترشح لاستضافة بطولات رياضية كبرى مثل الألعاب الأولمبية بسبب التكاليف الباهظة المترتبة عن ذلك، وخطر ألا تستخدم البنية التحتية التي انشئت من أجل الحدث بعد انتهائه، ما سيؤدي الى اثارة حفيظة المواطنين بسبب الموارد التي ذهبت سدى.

لكن سوروكين يؤكد بأن هذا الأمر لا ينطبق على روسيا لأن العديد من المدن الـ11 المضيفة بحاجة الى تطوير البنية التحتية مثل بناء مطارات وفنادق جديدة، ناهيك عن ملاعب كرة القدم التي يمكن ان تزيد اهتمام الجماهير وحضورها.

وأشار سوروكين الى أن "شيئا من البنية التحتية لم ينشأ خصيصا لكأس العالم"، مضيفا "لا شيء لا لزوم له، لا شيء زائدا عن الحاجة، كل شيء سيستخدم من قبل المواطنين الروس في السنوات المقبلة".

وسيكلف المشروع بأكمله 11,5 مليار دولار (9,7 مليار يورو) بحسب الأرقام الرسمية، وحوالي ثلث هذا المبلغ من تمويل القطاع الخاص. 
واعتبر سوروكين ان روسيا جاهزة بنسبة "80 بالمئة" لاستضافة الحدث، وأن كل من الملاعب السبعة الجديدة ستستضيف ثلاث مباريات قبل كأس العالم للتأكد من أنها على أتم الاستعداد.

وتدهورت علاقات روسيا مع الغرب بشكل حاد منذ أن تفوقت على انكلترا ونالت حق استضافة نهائيات الصيف المقبل في 2010، مع فرض الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة عقوبات اقتصادية عليها بسبب تدخل الكرملين في أوكرانيا.

- "الضغط موجود" -

إلا أن سوروكين يشدد على أن الاجراءات العقابية لم تؤثر على التحضيرات للبطولة العالمية، مضيفا "ليس هذا الأمر (العقوبات) وحسب، بل العوامل الأخرى لم تؤثر ايضا على الاستعدادات. حتى الان لم يقف في طريقنا أي شيء. لم يحصل أي اقتطاع من برنامج البنية التحتية الذي بدأت حكومتنا بتطبيقه منذ بضع سنوات".

وردا على سؤال حول ما إذا كان نجاح كأس العالم في روسيا الصيف المقبل سيساعد على تحسين صورة موسكو وعلاقاتها الدولية، أشار سوروكين الى أن تركيزه منصب بشكل خاص على ضمان ان يتمتع الجميع "بتجربة جيدة جدا - تجربة ستبقى عالقة في الأذهان".

واستطرد قائلا "إذا رأيتم هذا الأمر (التجربة الجيدة للزائرين) بالمفيد، فنعم، إنه مفيد" لتحسين علاقات موسكو بالغرب.

وبعد أن فاجأ العالم خلال كأس أوروبا 2008 بفوزه على هولندا 3-1 في الدور ربع النهائي قبل أن ينتهي مشواره بالخسارة بثلاثية نظيفة أمام اسبانيا التي توجت لاحقا باللقب، عانى المنتخب الروسي من الخيبات إذ فشل في التأهل الى مونديال 2010 ولم يفز منذ ذلك الوقت سوى في مباراة يتيمة خلال مشاركاته في البطولات الكبرى.

ولم يكن المنتخب الروسي بحاجة الى خوض التصفيات لبلوغ نهائيات مونديال الصيف المقبل لأنه البلد المضيف، واكتفى بخوض المباريات التحضيرية، آخرها خسارته أمام الأرجنتين صفر-1 في موسكو في 11 الشهر الحالي، والتعادل مع اسبانيا 3-3 بعدها بثلاثة ايام في سان بطرسبورغ.

وفي ظل الاهتمام الذي يوليه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للرياضة، اعترف سوروكين بأن "الضغط موجود" على المنتخب الوطني، مستطردا "لكني واثق من انهم لاعبون محترفون ويمكنهم التعامل مع الأمر".

وتابع "في تاريخ مبارياتنا، أظهرنا أداء متواضعا مع فرق لم نعتبرها قوية جدا، وأظهرنا أحيانا أداء متميزا ضد فرق قوية جدا"، معتبرا أنه لا يمكن استبعاد أحد عن المنافسة أو الاستخفاف بأحد في نهائيات الصيف المقبل.