يبلغ عدد متابعي اللاعب الإماراتي عمر عبد الرحمن على موقع إنستغرام نحو مليون شخص، كما وضعت صورته إلى جانب النجم البرازيلي نيمار للترويج لإحدى ألعاب الفيديو. وسبق لعبد الرحمن، أو عموري، أن خضع للاختبار في نادي مانشستر سيتي الإنجليزي.

ويُلقب عموري بـ"ميسي العرب"، كما يُقلد عشاق كرة القدم في جميع أنحاء المنطقة قصة شعره المميزة.

فهل عموري هو أفضل لاعب غائب عن الأوساط الأوروبية؟

ما هي قصته؟

يلعب نجم خط الوسط المهاجم البالغ من العمر 26 عاما في صفوف نادي العين الإماراتي ومنتخب الإمارات لكرة القدم.

وخلال العام الجاري، منح موقع "فور فور تو آسيا" عبد الرحمن جائزة أفضل لاعب في آسيا متفوقا على لاعب توتنهام هوتسبر، سون هيونغ مين، ولاعب ليستر سيتي، شينجي أوكازاكي.

وكان عموري ضمن القائمة النهائية لأفضل لاعب في آسيا، والتي تضم ثلاثة لاعبين، خلال المواسم الثلاثة الماضية، وحصل على جائزة أفضل لاعب في القارة عام 2016، كما كان منافسا قويا على الجائزة لعام 2017 والتي حصل عليها في نهاية المطاف السوري عمر خربين.

تألق عموري في دورة الألعاب الأولمبية بلندن عام 2012، ونال إعجاب دانيل ستوريدج الذي أخبره بأنه لاعب موهوب بالدرجة التي تمكنه من التألق في الملاعب الأوروبية، كما طلب لويس سواريز تبادل القميص معه، وتكرر نفس الأمر مع رايان غيغز الذي طلب الحصول على قميصه بعد انتهاء مباراة الإمارات أمام منتخب بريطانيا.

لقد أصبح عموري معشوقا للجماهير في قارة آسيا بفضل مهاراته ومظهره الذي يشبه النجم البرازيلي ديفيد لويز.

نيمار وزيدان وإدجار ديفيدز وديفيد لويز، وركلة جزاء على طريقة بانيكا

وفي الإمارات، تستغل الشركات الكبرى شعبيته الطاغية في الترويج للعلامات التجارية العالمية، كما أن لديه عقد رعاية مع شركة نايكي.

وفي ديسمبر/ كانون الأول الماضي، انتشرت مقاطع فيديو له على نطاق واسع بعدما شارك في مباراة ودية مع نادي الأهلي السعودي أمام برشلونة الإسباني والتي أقيمت في قطر، حيث أحرز ركلة جزاء في مرمى العملاق الكتالوني على طريقة "بانيكا"، عن طريق رفع الكرة بتسديدة خفيفة وسط المرمى من فوق الحارس - وقد سبق أن فعل الشيء نفسه أمام اليابان عام 2015.

وفي عام 2015، شارك عموري في مسابقة للكرة الخماسية في دبي ولعب بجوار زين الدين زيدان وإدجار ديفيدز وميشيل سالجادو، وشوهد مقطع فيديو لأبرز مهاراته في تلك المباراة 2.4 مليون مرة.

وفي تصريح لموقع "فور فور تو"، قال عموري: "أحب رؤية زين الدين زيدان، فهو يجعل كرة القدم تبدو سهلة للغاية. لقد حاولت تقليد ما كنت أراه منه داخل الملعب".

إشادة بالغة

-"أعتقد أنه يمكنه اللعب في أي دوري في أوروبا. كل شيء يقوم به يجعل الجمهور في حالة تأهب عندما تصل الكرة إلى قدميه، لأنه يمكنك أن تتوقع أنه سيقوم بشيء رائع"، - هنك تن كيت، المدير الفني السابق لأندية أياكس أمستردام وبرشلونة وتشيلسي، والذي يدرب الآن نادي الجزيرة الإماراتي.

-"عمر عبد الرحمن يمكنه اللعب في أي مكان في العالم" - خافيير أغيري، المدير الفني السابق لليابان والمكسيك وأتليتكو مدريد، والحالي لنادي الوحدة الإماراتي.

-"يضم العين، في رأيي، أفضل لاعب في آسيا بكل تأكيد. إنه لاعب رائع بشكل لا يصدق. أنا أحبه كثيرا، وليس أنا فقط من يحبه، بل كل المديرين الفنيين يريدون لاعبا مثله" - صبري لموشي، لاعب خط الوسط السابق لإنتر ميلان وبارما، والمدير الفني الحالي لنادي الجيش القطري.

عموري
Getty Images
يلقب عموري بـ "ميسي العرب" بسبب طريقة لعبه المشابهة للنجم الأرجنتيني ليونيل ميسي

موهبة تشكلت في شوارع الرياض

ولد عموري عام 1991 في العاصمة السعودية الرياض لوالدين يمنيين، ونشأ وهو يلعب كرة القدم في الشارع مع أشقائه أحمد ومحمد وخالد.

كان نادي الهلال السعودي أول من ينتبه لموهبة عبد الرحمن، لكن نادي العين قدم عرضا مغريا للاعب بمساعدته هو وجميع أفراد أسرته في الحصول على الجنسية الإماراتية. ولاحظ النادي أيضا أن أشقاءه لديهم موهبة كبيرة، فتعاقد مع محمد ليلعب في خط الوسط وخالد كظهير أيسر.

ظهر عموري في الفريق الأول لنادي العين للمرة الأولى عام 2009 وحصل على العديد من البطولات في كرة القدم الإماراتية، بما في ذلك الفوز بلقب الدوري الإماراتي ثلاث مرات والوصول مع نادي العين للمباراة النهائية لدوري أبطال آسيا عام 2016 أمام نادي جيونبك هيونداي موتورز الكوري الجنوبي.

كان عموري هو النجم الأبرز في صفوف المنتخب الإماراتي عندما حصل على المركز الثالث في كأس الأمم الآسيوية عام 2015، وهو الإنجاز الأكبر لمنتخب الإمارات على مستوى القارة.

إذا كان بهذه الإمكانيات، فلماذا لم يلعب في أوروبا؟

خضع عموري لاختبار في نادي مانشستر سيتي الإنجليزي عام 2012، ويقول عن ذلك: "لقد كانت تجربة رائعة في حقيقة الأمر. فرصة التدريب مع أبطال إنجلترا لا تتاح للجميع".

وأضاف: "بمجرد أن رآني كولو توريه سألني: هل أنت لاعب منتخب الإمارات؟ وفوجئت بأنه يعرفني. وقال لي: أنت تملك مهارة وإمكانيات كبيرة وجئت إلى هنا من أجل توقيع عقد مع النادي. وقلت له: إن شاء الله، أتمنى حدوث ذلك لو سارت الأمور على ما يرام".

لكن فشله في الحصول على تصريح للعمل في إنجلترا أدى إلى فشل الصفقة في نهاية الأمر.

وفي 2012 أيضا، قال عبد الرحمن إنه رفض عرضا للعب لنادي بنفيكا البرتغالي على سبيل الإعارة، كما رفض خلال الصيف الجاري عرضا من نادي نيس الفرنسي على سبيل الإعارة أيضا.

وقال عموري: "هناك عروض وبعض الفرص المحتملة في أوروبا، لكن نادي العين يرغب في بقائي، وبالتالي لم تكن هناك فرصة للعب هناك".

وقال تشافي، قائد برشلونة السابق الذي يلعب موسمه الأخير في الدوري الإماراتي: "من المهم بالنسبة له وللاعبين العرب ولبلده أن يلعب بالخارج في المستقبل، حتى تكون الإمارات قادرة على المنافسة. يمكن لعمر أن يتألق وأن يُسهل على الآخرين السير على نفس المنوال".