جاءت الخسارة التاريخية التي تكبدها ريال مدريد على ملعبه ضد غريمه برشلونة في "كلاسيكو" الدوري الإسباني بنتيجة ثلاثة أهداف مقابل لا شيء، لتؤكد أن أبناء العاصمة تحولوا إلى الطرف المرشح للخسارة كلما واجهوا غريمهم الكتالوني منذ تعاقدهم مع المهاجم البرتغالي كريستيانو رونالدو.

وتكشف لغة الأرقام الخاصة بـ"الكلاسيكو" بأن "الأبيض الملكي" حقق حصيلة متواضعة في تاريخ مواجهاته مع برشلونة لم يعرفها من قبل حتى في مراحل ضعفه رغم تواجد هدافه البرتغالي.
 
و رغم ان رونالدو أصبح أفضل هداف في تاريخ ريال مدريد وقاده لإحراز لقب دوري أبطال أوروبا ثلاث مرات، والتتويج شخصياً بجائزة "الكرة الذهبية" أربع مرات ثم جائزة "الحذاء الذهبي" ثلاث مرات، إلا انه عجز عن تقديم الإضافة الفنية لفريقه الملكي في مباريات "الكلاسيكو" بعكس غريمه الأرجنتيني ليونيل ميسي الذي فرض نفسه بطلاً ونجماً للموقعة الكبرى ، حيث كان له الدور الحاسم في اغلب الانتصارات التي حققها "البارسا" ليصبح الهداف التاريخي للكلاسيكو.
 
و منذ مجيء رونالدو إلى إسبانيا تقابل ريال مدريد وبرشلونة في 32 مواجهة رسمية خلال استحقاقات مختلفة محلية وقارية ، بعدما تواجها أيضا في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا في عام 2011 فضلاً عن اللقاءات المتجددة بينهما في الدوري الإسباني وكأس الملك و السوبر المحلي.
 
و خلال مواجهات "الكلاسيكو" في عهد رونالدو لم يحقق ريال مدريد سوى 10 انتصارات مقابل 15 انتصاراً لبرشلونة، جاءت أغلبها بمساهمة كبيرة من ميسي ، بينما انتهت بقية المواجهات الخمس بالتعادل .
 
وفي وقت أن غالبية الانتصارات التي حققها برشلونة على غريمه ريال مدريد في عهد رونالدو كانت إما في الدوري الإسباني أو دوري أبطال أوروبا ، فإن العكس هو الذي حدث بالنسبة للانتصارات المدريدية في عهد "الدون" حيث كانت غالبيتها في كأس السوبر أو كأس الملك.
 
وكان "الأبيض الملكي" قد فاز بتواجد هدافه التاريخي بـ "الكلاسيكو" ثلاث مرات في كأس السوبر، كما فاز مرتين في نهائي كأس الملك عامي 2011 و 2014 عندما كانت جهود برشلونة مركزة على بطولتي الدوري الإسباني ودوري أبطال أوروبا ، في حين لم يفز بـ "الكلاسيكو" الخاص ببطولة "الليغا" سوى خمس مرات في شهر مارس من عام 2016 في الكلاسيكو الأول للمدرب زين الدين زيدان دون أن يعيق ذلك برشلونة عن احراز لقب الدوري الإسباني، كما فاز أيضًا بالكلاسيكو في شهر أكتوبر من عام 2014 بثلاثة أهداف مقابل هدف واحد دون أن يمنع ذلك الكتالونيين من إحراز الثلاثية الثانية ، كما فاز بالكلاسيكو في موسم (2012-2013) دون ان يحرم برشلونة من بلوغ سقف الـ 100 نقطة التي منحته لقب الدوري .
 
ويبقى الفوز الوحيد لريال مدريد بـ" الكلاسيكو" الذي اثر إيجاباً على نتائجه وتوج من خلاله بلقب "الليغا"، هو الذي حققه في موسم (2011-2012) بنتيجة هدفين لهدف .
 
ومما زاد من تأثير رونالدو السلبي على نتائج ريال مدريد في "الكلاسيكو" إن الانتصارات التي حققها لم تتجاوز فوارقها الهدفين، في حين أن هزائمه كانت بالخمسيات والسداسيات والرباعيات النظيفة.
 
ومن المعلوم أن الأداء الفني لبرشلونة أمام ريال مدريد، قد تأثر إيجاباً بوجود رونالدو بسبب استفزازاته التي تحولت إلى حافز لميسي وزملائه لتقديم عروض قوية في "الكلاسيكو" كلما لعب في "الكامب نو" أو "السانتياغو بيرنابيو". 
 
وإن كانت غالبية انتصارات برشلونة في "الكلاسيكو" تنسب للمدرب الإسباني بيب غوارديولا أو لهدافه الأرجنتيني ليونيل ميسي ، فإن هزائم ريال مدريد لا يمكن أن تنسب سوى للبرتغالي كريستيانو رونالدو بما أن النادي استقطبه لوضع حد لإخفاقاته أمام الغريم الكتالوني .