استعاد الإسباني بيب غوارديولا المدير الفني لنادي مانشستر سيتي بريقه بعد موسم أول مخيب للآمال أنهاه دون تتويج بأي لقب، وذلك بفضل النتائج التي حققها مع "السيتزن" خلال منافسات الموسم الجاري، إذ يتصدر الترتيب العام للدوري الإنكليزي الممتاز دون خسارة وبفارق واسع من النقاط يجعل نيله للقب مسألة وقت، كما نجح في تجاوز مرحلة المجموعات من بطولة دوري أبطال أوروبا بسلام متأهلاً للدور الثمن النهائي.

وعاد اسم غوارديولا ليفرض نفسه على وسائل الإعلام من خلال الإشادة بإنجازاته الكبيرة التي تعكس كفاءته التقنية العالية، حيث خصته صحيفة "الدايلي ميل" البريطانية بتقرير في أعقاب نهاية مرحلة الذهاب من الدوري الممتاز التي حقق خلالها 18 انتصاراً و تعادلاً وحيداً.
 
وأكد التقرير بأن غوارديولا كمدرب نجح في توظيف أموال الأندية التي دربها للقيام بتعاقدات وازنة مع كل ميركاتو صيفي قبل أن يحول تلك التعاقدات إلى إنجازات بإحرازه ألقاباً وبطولات محلية و قارية .
 
واستعرض التقرير تصريحات عدد من لاعبي مانشستر سيتي ، والذين اجمعوا على أن بصمة غوارديولا على أداء ونتائج الفريق لا يمكن إغفالها ، حتى أن المردود الفني لكل لاعب أصبح يحمل بصمة الفني الإسباني الذي يُجيد تحفيز اللاعبين لجعلهم يقدمون أفضل ما لديهم ، وهو العمل الذي يشهد عليه الأرجنتيني ليونيل ميسي الذي يدين في ما بلغه إلى غوارديولا .
 
و بإجراء مقارنة بين غوارديولا والمدربين الآخرين على غرار البرتغالي جوزيه مورينيو مدرب مانشستر يونايتد ، يتضح أن الإنفاق على التعاقدات ، لا يكفي لصناعة فريق مثل مانشستر سيتي قادر على تقديم عروض فنية مميزة وحصد نتائج إيجابية في ذات الوقت، و هو السيناريو الذي كرره غوارديولا مع برشلونة الإسباني ثم مع بايرن ميونيخ الألماني ، فيما يسير حالياً لتكرار ذات النتائج مع مانشستر سيتي، ليتحول المدرب الإسباني إلى نجم للميركاتو ونجم للملاعب وأيضاً نجم لمنصات التتويج.
 
وما يؤكد هذا الطرح هو ان غوارديولا يعتبر في الوقت الحالي ثالث أكثر المدربين إنفاقاً بعد كل من البرتغالي مورينيو بمليار و 100 مليون باوند إسترليني ، والإيطالي كارلو انشيلوتي بـ 970 مليون جنيه إسترليني ، ومع ذلك فإن المدرب الإسباني ينافسهما بقوة في صدارة المدربين الأكثر تتويجاً بالألقاب رغم أنه يصغرهما بسنوات طويلة.
 
هذا وبلغ إجمالي ما أنفقه غوارديولا خلال تجاربه الثلاث نحو 896 مليون جنيه إسترليني منذ "الميركاتو الصيفي" الأول له في صيف عام 2008 عندما تولى تدريب فريق برشلونة.
 
ومع برشلونة انفقت إدارة النادي ما يقارب من 307 ملايين باوند إسترليني ، لتلبية احتياجات غوارديولا خلال الفترة من عام 2008 وحتى عام 2012 ، وهو ما ساهم في تتويج الفريق بلقب الدوري الإسباني ثلاث مرات ومرتين في كأس الملك ومرتين بلقب دوري أبطال أوروبا ، حيث حقق "البارسا" الثلاثية في موسم (2008-2009) بفضل غوارديولا .
 
وفي بايرن ميونيخ وصل إنفاق الخزينة "البافارية" في عهد المدرب الإسباني في الفترة من عام 2013 حتى عام 2016 نحو 183 مليون جنيه إسترليني ، مما ساهم في احتفاظ الفريق لدرع البندسليغا لثلاثة مواسم متتالية، إضافة إلى إحرازه كأس ألمانيا والسوبر المحلي والقاري و كأس العالم للأندية ، غير أن غوارديولا فشل في التألق مع الفريق الألماني في دوري أبطال أوروبا ، مكتفيًا بالوصول إلى نصف نهائي البطولة بعدما اصطدم بمواطنيه الإسبان برشلونة وأتلتيكو مدريد وريال مدريد.
 
وكان ملاك النادي الإماراتيون قد أنفقوا 406 ملايين جنيه إسترليني على التعاقدات التي طلبها غوارديولا ، منذ تعيينه مديراً فنياً لمانشستر سيتي في صيف عام 2006 ، حيث استقطب الفريق 18 لاعباً في ما يشبه بثورة إحلال في صفوف الفريق ، للحصول على تشكيلة تناسب أسلوبه التكتيكي ، بعدما كشفت حصيلته في الموسم الأول عدم رضاه عن التركيبة البشرية التي ورثها عن المدرب التشيلي مانويل بيلغريني.
 
وتعطي نتائج "السيتي" بأن الفريق يسير بثبات إلى احتكار الصعود لكافة المنصات المحلية والقارية وانه مرشح بقوة لنيل الرباعية في تاريخ النادي ، بإحرازه لقب الدوري الممتاز وكأس الاتحاد و كأس الرابطة الإنكليزيتين ولقب دوري أبطال أوروبا، حيث يريد غوارديولا أن تكون هذه الرباعية رسالة مختصرة رداً على كل من شكك في كفاءته وقدرته بعد إخفاقه في الموسم المنصرم في الحصول على أي لقب.