ساد الاحباط والوجوم على وجوه آلاف المصريين الذين تجمعوا في الساحات العامة بالقاهرة مساء الاحد، أملا في الاحتفال بـ "فرحة" احراز منتخب بلادهم لقب كأس الامم الافريقية في كرة القدم.

وخسرت مصر نهائي البطولة المقامة في الغابون بنتيجة 1-2 امام المنتخب الكاميروني الذي احرز لقبه القاري الخامس، وحرم مصر تعزيز رقمها القياسي في عدد الالقاب (سبعة حاليا)، والعودة بقوة الى البطولة بعد غياب المنتخب عن النسخ الثلاث الاخيرة.

وتجمع آلاف المصريين امام أربع شاشات عملاقة نصبت في الهواء الطلق في ساحة كبرى بضاحية 6 اكتوبر في غرب العاصمة المصرية، حاملين الابواق والاعلام المصرية، ومنهم المهندس ايمن أبو النور (30 عاما) مع زوجته وطفليه.

وقال ابو النور لوكالة فرانس برس وهو يهم بمغادرة بحزن بالغ "كنا نحتاج لأي شيء يفرحنا. مشكلتنا اننا حاليا لا نجد ما يسعدنا. كلنا تمسكنا بأمل الفوز ببطولة كأس الأمم".

ويواجه المصريون ظروفا اقتصادية صعبة مع ارتفاع كبير في الاسعار منذ قرار الحكومة في تشرين الثاني/نوفمبر، تحرير سعر صرف الجنيه ورفع اسعار المحروقات، ضمن خطة اصلاح مرتبطة بقرض من صدوق النقد الدولي قيمته 12 مليار دولار لثلاث سنوات.

وتابع "أنا مصدوم. أملي في الفوز زاد بعد هدف التقدم لكن كل شيء انهار في الشوط الثاني"، فيما كانت ابنته حياة (عامان) تلوح بعلم مصري صغير.

وتدين الكاميرون بفوزها الى البديلين نيكولاس نكولو وفنسان ابو بكر اللذين سجلا الهدفين في الدقيقتين 59 و88، بعدما كان لاعب وسط ارسنال الانكليزي محمد النني منح منتخب بلاده التقدم في الدقيقة 21، في عودته من الاصابة بعد غياب عن المبارتين الاخيرتين.

وكان المنتخب الكاميروني الافضل أداء في النهائي، لا سيما في الشوط الثاني حين بدا تأثير اللياقة البدنية واضحا على لاعبي مصر.

وقالت الطبيبة فلة الندى محمد "انا متضايقة جدا. المباراة كانت سيئة جدا والمنتخب (المصري) لم يلعب بشكل جيد"، مضيفا "الشوط الأول كان رائعا لنا ولكن الشوط الثاني بدا أننا لم نكن نلعب من الأساس".

وغادر الآلاف الساحة بصمت ووجوم واحباط، وسكتت اصوات ابواق "فوفوزيلا" التي كانت تصدح خلال المباراة، لاسيما بعد هدف التقدم. وكانت هذه الاجواء معاكسة للتفاؤل الذي ساد قبل المباراة وجسده أبواق السيارات وتلويح المئات بالأعلام في الشوارع.&

وصب مشجعون جام غضبهم على المدرب الارجنتيني للمنتخب هكتور كوبر، لاسيما اعتماده اسلوبا دفاعيا بالغالب.

وقال الموظف أحمد مصطفى بأسى "المدرب لم يلعب بشكل هجومي كالعادة واكتفى بالدفاع خصوصا بعد هدف التقدم (...) الشوط الثاني كله كان هجوم كاميروني في نصف ملعبنا".

وكان كوبر قال في تصريحات بعد المباراة "انا لست حزينا لانني خسرت نهائيا. أشعر بالاسف بالنسبة على اللاعبين. آسف فقط لاننا لم نمنح الشعب المصري هذه الفرحة".

ورأى الطالب احمد علاء (20 عاما) "خسرنا كأس الأمم ولا تزال أمامنا فرصة في الوصول لكأس العالم. هذا هو الحلم الكبير".

وتتصدر مصر، التي شاركت للمرة الأخيرة في كأس العالم في مونديال ايطاليا 1990، مجموعتها المؤهلة لكأس العالم والتي تضم غانا وأوغندا والكونغو بست نقاط من فوزين.