يتعرض محمد روراوة، رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم، لحملة إعلامية شرسة تستهدف الإطاحة به من زعامة إدارة شؤون الكرة الجزائرية التي اعتلاها منذ شهر مارس من عام 2009.

وازدادت الحملة قوة وشراسة بعد الخروج المبكر للمنتخب الجزائري من نهائيات كأس أمم أفريقيا، التي أقيمت بالغابون في شهري يناير وفبراير من عام 2017 ، حيث تم تحميل روراوة مسؤولية النكسة التي تعرض لها "الخضر" بسبب القرارات الخاطئة التي اتخذها في هذا السياق، خاصة بعد تعيينه للبلجيكي جورج ليكنز على رأس الجهاز الفني للمنتخب.
 
وتقود الحملة بعض وسائل الإعلام من صحف وقنوات فضائية ضد روراوة، حيث اشار عدد من المتابعين الى أن هناك حسابات شخصية تحاول استغلال تراجع نتائج المنتخب لتصفيتها مع رئيس الاتحاد الجزائري من خلال تهييج الرأي العام ضده وتصويره على انه أصبح جزءًا من الأزمة التي تمر بها الكرة الجزائرية بعدما كانت ذات الأطراف تراه المنقذ، وعودته لرئاسة الاتحاد أمر ضروري لإعادة عجلة "الخضر" للدوران بعدما تركه من عام 2005 وحتى عام 2009.
 
وتصور تلك الصحف والقنوات بأن إقصاء المنتخب من كأس أمم أفريقيا بمثابة الكارثة التي لحقت بالكرة الجزائرية على الرغم من أنها ليست المرة الأولى التي يقصى فيها "المحاربون" من البطولة القارية، إذ سبق لهم أن سجلوا ذات الحصيلة في عام 2015 وقبلها في عام 2003 ، فيما غابوا عن النهائيات الافريقية في عام 2012 ، ولم يتعرض حينها رئيس الاتحاد الجزائري الذي نجح في توفير الظروف الملائمة للمنتخب.
 
واستفادت تلك الجهات من دعم الوصاية بعد التصريحات التي أدلى بها وزير الرياضة في أعقاب الإقصاء من النهائيات الافريقية بالغابون، حيث طالبت روراوة بضرورة تقييم المشاركة وتقديم الحسابات، بل ذهبت لأبعد من ذلك عندما طالبته بالاعتذار للجمهور الجزائري وتقديم استقالته رغم أن الوصاية لم تحرك ساكنًا عقب المشاركة المتواضعة للبعثة الجزائرية في الألعاب الأولمبية الأخيرة ( أولمبياد ريو 2016 ) .
 
كما تحاول تلك الأطراف المناوئة لروراوة السعي لحشد أكبر عدد ممكن من الأصوات المناهضة له لدفعه إلى الاستقالة أو على الأقل عدم ترشحه لعهدة جديدة على رأس الاتحاد الجزائري خلال الجمعية العمومية الانتخابية المزمع عقدها في شهر مارس المقبل، إذ تحاول الترويج إلى وجود أسماء جديرة بخلافته من رؤساء أندية على وجه الخصوص، وتصويرها على انها مدعمة من السلطات العليا في الجزائر.
 
وتعمل الجهات الإعلامية المناوئة للرئيس الجزائري على جره إلى معركة مع الوصاية وقودها الإعلام عن طريق ترويجها لفكرة وجود تدخل حكومي في شؤون الاتحاد يرفضه الاتحاد الدولي لكرة القدم، الذي بحسب تأكيداتها، قد طلب تفسيرات بهذا الشأن حماية للاتحاد المنضوي تحت لوائه، والهدف من هذا توريط روراوة من أجل إجباره على الانسحاب تفاديًا لتعرض الكرة الجزائرية إلى عقوبات من قبل "الفيفا"، تماماً مثلما عرفه سيناريو عام 2005، عندما فضل روراوة رمي المنشفة خدمة للجزائر بدلاً من الدخول في حرب مع الوصاية بسبب قضية غلق العهد الانتخابية قبل أن تفتح مجدداً.
 
و أكثر من ذلك، فإن الأطراف التي تقود الحملة ضد روراوة، قد ظلت حتى وقت قريب تتودد إليه للحصول على حوار أو تصريحات تريد دفع السلطات إلى التضحية به لاحتواء غضب الجمهور الرياضي خاصة أن المنتخب سجل نتائج متواضعة في بداية مشواره بتصفيات مونديال روسيا 2018 ، مما قلص كثيرًا من فرصته في التواجد بنهائيات كأس العالم.
 
وفي ظل هذه المعطيات لا يستبعد أن يفضل روراوة الانسحاب وتركيز جهوده على تنفيذية الاتحاد الأفريقي وعلى مكانته في الاتحاد العربي خاصة بعد إعادة بعث مسابقة أبطال العرب بصيغتها الجديدة، حيث يتولى روراوة مهمة الإشراف على تنظيم البطولة.