لا أحد في ناميبيا يثير الاعجاب أكثر من فرانكي فريديريكس، العداء السابق الذي تحول "بطلا قوميا" بفضل الميداليات الاولمبية التي أحرزها، بيد ان سمعة أفضل عدائي سباقات السرعة الأفارقة في التسعينات، تلطخها شبهات ثقيلة بالفساد.

على رغم اعتزاله ألعاب القوى منذ مدة طويلة، بقي فريديريكس بطلا في بلاده الواقعة بجنوب غرب افريقيا، والتي يقل عدد سكانها عن 2,5 مليوني نسمة.

دون فريديريكس اسم ناميبيا في السجلات التاريخية للألعاب الاولمبية، عندما بات أول عداء من بلاده يحرز ميدالية أولمبية، بنيله فضيتي سباقي 100 م و200 م في اولمبياد برشلونة عام 1992، ثم ظفر بالمعدن ذاته في السباقين في اولمبياد اتلانتا بعد 4 اعوام.

وجاءت الميداليتان اللتان احرزهما في برشلونة بعد عامين فقط من استقلال ناميبيا عن النظام العنصري في جنوب أفريقيا الذي كان مستبعدا عن المشاركة في البطولات الدولية، فوضع بالتالي بلاده الواعدة على الخريطة واستقبل لدى عودته باحتفالات صاخبة.

كانت بداية فرانكي عام 1990 بالتحديد وبعدها بعام واحد نال فضية سباق 200 م في بطولة العالم في طوكيو، بيد انه بات نجما لمضمار سباقات السرعة في الالعاب الاولمبية.

وأحرز فريديريكس ذهبية سباق 200 م في بطولة العالم عام 1993 في شتوتغارت عندما تفوق على الاميركي الشهير كارل لويس (حل ثالثا)، قبل ان يعتزل عام 2004 ليدخل عالم إدارة الأعمال والرياضة التي أوصلته حاليا الى وضع مثير للجدل.

واضطر العداء السابق الثلاثاء الى اعلان استقالته من الهيئة التابعة للجنة الاولمبية الدولية والتي تتولى مراقبة المرشحين لاستضافة اولمبياد 2024، وذلك على خليفة تهم فساد بخصوص منح ريو دي جانيرو شرف استضافة اولمبياد 2016.

وتدور شبهات حول تلقي فريديريكس (49 عاما) مبالغ تقارب 300 الف دولار اميركي في الفترة التي منحت فيها ريو دي جانيرو البرازيلية شرف استضافة أولمبياد صيف 2016.

ونفى فريديريكس مرارا هذه التهم، الا انه قال في بيان الثلاثاء "على رغم ذلك، قررت شخصيا انه من صالح العمل القويم لمسار الترشح في اللجنة الاولمبية الدولية، ان اتنحى من منصبي كرئيس للجنة تقويم 2024، لانه من الضروري ان العمل المهم الذي يقوم به زملائي، يتم النظر اليه على انه يجري بطريقة صريحة وعادلة".

ولد فريديريكس في كاتوتورا، أحد الاحياء الصغيرة والفقيرة في ضواحي العاصمة ويندهوك. بدأ الركض بجدية مع الأندية المحلية، وزاول لعبة كرة القدم، قبل ان يحصل في سن العشرين على منحة دراسية في جامعة بريغهام يونغ في الولايات المتحدة عام 1987.

وقال الصحافي الرياضي المخضرم كونراد انغولا الذي عرف فريديريكس جيدا خلال أيامه الذهبية، لوكالة فرانس برس "كانت الاحتفالات هستيرية في البلاد بعدما فاز بأول ميدالية أولمبية".

اضاف "كان الناس يحتفلون في منازلهم وفي الشوارع. السيارات أطلقت العنان لابواقها والاطفال والكبار كانوا يرددون اسم فرانكي بصوت عال"، مضيفا "على رغم كل ما حققه على الصعيد العالمي، بقي وفيا لناميبيا. تلقى عروضا مغرية لحمل جنسيات أخرى".

- أركض من أجل بلدي -

وتحدث فريديريكس بفخر عن الأمر لصحيفة ناميبية عام 1998، وقال "كنت أعاني الكثير من الضغوط عندما كنت أركض من أجل بلدي وشعبي. ولكن كل شيء انتهى الان. الناس مدركون لما حققته".

بعد اعتزاله، التحق فريديريكس بالهيئات الرياضية لالعاب القوى مثل لجنة الرياضيين في الاتحاد الدولي، اللجنة التنفيذية للجنة الأولمبية الناميبية ولجنة العدائين في الوكالة الدولية لمكافحة المنشطات.

كما دخل عالم الاعمال من خلال الصفقات التجارية والاستثمارات العقارية في العاصمة الناميبية حيث يحمل أحد الشوارع اسمه.

وينتمي فريديريكس الى مجموعة قوية في عالم الاعمال في ناميبيا ذات صلات سياسية واسعة، تملك شركة "ايروس فالي كونسورتيوم". وفي 2012، اشترت المجموعة قطعة ارضية كبيرة في ويندهوك تنوي اقامة مشروع عليها بقيمة نحو 80 مليون يورو.

وكان فريديريكس وشركاؤه يعتزمون بناء المئات من الشقق الفاخرة وملعبا للغولف، بيد ان المخطط توقف.

كما يدير فريديريكس منظمة خيرية تقدم منحا دراسية للرياضيين الشباب، أطلقها عام 1999 الرئيس الناميبي حاج جينغوب.

وعلق انغولا على الشبهات التي تحوم حول فريديريكس قائلا: "انا مصدوم"، مضيفا "كانت لديه فرصة للغش كرياضي ولكنه لم يفعل. قال لي انه لم يكن يرغب في الاساءة لسمعة ناميبيا وعائلته وسمعته".

وتابع "لا يزال أول رياضي رائع في ناميبيا وسيبقى ابنا محترما من قبل الجميع في هذا البلد".