رفرف علم كوريا الجنوبية وعزف نشيطها الوطني الجمعة في بيونغ يانغ في أول مباراة في كرة القدم بين الجارتين تحتضنها كوريا الشمالية على أرضها.

وانتهت المباراة التي أقيمت بين الجارتين الجمعة في تصفيات كأس آسيا للسيدات المقررة في 2018، بالتعادل 1-1 أمام حشد جماهيري بلغ 40 ألف في مدرجات ملعب "كيم ايل-سونغ" وقف بأكمله لسماع النشيد الوطني الكوري الجنوبي بصمت، قبل أن يطلق العنان لحناجره لدى عزف النشيد الوطني لبلاده.

وتفاعل الجمهور مع كل لمسة كرة للمنتخب المحلي، وكادت الفرحة أن تكون كاملة لو حافظت الكوريات الشماليات على تقدمهن في الثواني الأخيرة للشوط الأول عبر كيم يون-مي، لكن جانغ-سيل-غي أدركت التعادل في ربع الساعة الأخير.

وتقام كل مباريات المجموعة الثانية في بيونغ يانغ، وتتصدر كوريا الشمالية الترتيب بـ7 نقاط من فوزين وتعادل، مقابل 4 لجارتها التي خاضت مباراتين فقط، و3 لأوزبكستان من مباراة واحدة.

وتضم المجموعة هونغ كونغ والهند ايضا وهما لم يحصلا على أي نقاط من مباراتين لكل منهما.

وحملت المواجهة بين الكوريتين نكهة خاصة لأنها الأولى في بيونغ يانغ منذ عام 1990 عندما خاضا لقاء وديا من أجل الترويج للوحدة بين الجارتين اللدودتين، وحمل حينها كل من المنتخبين علما يظهر شبه الجزيرة الكورية بأكملها، ودون أن يعزف نشيد أي من البلدين.

وانتهت المباراة حينها بفوز كوريا الشمالية 2-1.

ومنذ ذلك الحين، أقيمت كل المباريات المقررة في كوريا الشمالية ضد جارتها الجنوبية على أرض محايدة بسبب رفض سلطات بيونغ يانغ رؤية علم الجارة اللدودة يرفع فوق أراضيها.

وتصادف موعد المباراة بين الكوريتين بعد يوم من قرار مجلس الامن الدولي المندد بشدة لاطلاق كوريا الشمالية صاروخا بالستيا، معتبرا انه "انتهاك خطير" لقرارات الامم المتحدة الصادرة بحق بيونغ يانغ.

وأعرب أعضاء مجلس الامن عن "قلقهم الشديد" ازاء "الموقف الاستفزازي الفاضح والمزعزع للامن بشكل خطير" لكوريا الشمالية.

وكانت بيونغ يانغ أطلقت الاربعاء صاروخا بالستيا سقط في بحر اليابان عشية أول قمة بين الرئيسين الأميركي والصيني دونالد ترامب وشي جينبينغ. وهددت كوريا الشمالية الخميس بـ"الرد بلا رحمة" على "اي استفزاز" من الولايات المتحدة.

والكوريتان هما في حال حرب منذ النزاع بين 1950 و1953 حين غزت الشمالية جارتها في 25 يونيو/حزيران 1950 وتمكنت من اجتياح معظم البلاد. وفي ايلول/سبتمبر 1950، تدخلت قوة الأمم المتحدة بقيادة الولايات المتحدة لحماية الجنوب، وتقدمت بسرعة إلى داخل الأراضي الكورية الشمالية.

وبينما كانت القوات الأممية تقترب من الحدود الصينية، انضمت الصين للقتال، لتتحول دفة الحرب مرة أخرى. وانتهى القتال في 27 تموز/يوليو 1953 بهدنة استعادت تقريبا الحدود السابقة ذاتها.

وأدت الهدنة إلى وقف رسمي لإطلاق النار لكنها لم توصل إلى معاهدة سلام، وأنشئت المنطقة المنزوعة السلاح بين الجارتين اللتين بقيت علاقتهما متوترة لكن الروابط الرياضية "تخفف من القلق (عند الطرفين) اثناء تصاعد التوترات" بحسب مايكل سبافور، مدير مركز "بايكتو" للتبادل الثقافي الذي يسهل التبادلات في مجالات متعددة مع الشمال.

ويميل مشجعو المنتخبين الكوريين الى تشجيع بعضهما البعض عندما يتواجه أحد المنتخبين مع دول أخرى، وتصدر اثنان من لاعبي الجمباز من الشمال والجنوب وسائل التواصل الاجتماعي بعد التقاطهما معا صورة "سيلفي" في دورة الالعاب الاولمبية في ريو دي جانيرو 2016.

وحين يلتقي الكوريون من شطري شبه الجزيرة، يرى سبافور أن "هناك فضول حقيقي... وحتى قليلا من القلق، مما يخلق نوعا من التوتر"، لكن في المناسبات الرياضية "يضيع المشاركون في هذه اللحظة" بحسب ما أشار لوكالة فرانس برس.

وأضاف "بعدها (بعد اللقاء)، يدرك العديد من الرياضيين أهمية هذه التجربة خاصة، وبطبيعة الحال يصبحون عاطفيين بعض الشيء".

وجاءت مباراة كرة القدم بعدما تواجه منتخبا الجارين في لعبة الهوكي للسيدات الخميس في غانغنيونغ الجنوبية. وفاز المضيف 3-صفر.

وتلعب كوريا الشمالية مباراتها المقبلة في تصفيات آسيا 2018 الأحد ضد اوزبكستان، فيما تلعب جارتها الجنوبية ضد هونغ كونغ.

ويتأهل صاحب المركز الأول في كل مجموعة من المجموعات الأربع للنهائيات، من أجل الانضمام إلى منتخبات اليابان وأستراليا والصين التي تأهلت مباشرة بعد حصولها على المراكز الثلاثة الأولى في النسخة الماضية من البطولة عام 2014 في فيتنام.