لا تزال قضية انضمام النجم الأرجنتيني - الإسباني ألفريدو دي ستيفانو إلى ريال مدريد تثير جدلاً واسعًا في الأوساط الجماهيرية والإعلامية في إسبانيا كلما اقترب موعد "الكلاسيكو" بين الغريمين ريال مدريد وبرشلونة، والمقرر إقامته اليوم الأحد ضمن الجولة الثانية والثلاثين من منافسات الدوري الإسباني.

 وكان دي ستيفانو قد لعب دورًا هامًا في إثراء خزينة ريال مدريد بألقاب وبطولات محلية وقارية، بعدما قاد النادي المدريدي لنيل لقب أبطال أوروبا (5 مرات)، بالإضافة إلى الدوري الإسباني (8 مرات) .
 
ورغم مرور أكثر من نصف قرن على انتقال الهداف الإسباني ذي الأصول الأرجنتينية إلى ريال مدريد، بعدما كان قريباً من الانضمام إلى صفوف برشلونة في بداية الخمسينات من القرن المنصرم، إلا ان هناك اعتقاداً يسود في إقليم كتالونيا، مفاده أن النجم الأرجنتيني كان قريباً من التوقيع لـ"البارسا" غير أن غريمه "الملكي" تمكن من خطفه وسرقته لينضم إلى صفوفه بتآمر مع الزعيم الإسباني - آنذاك- الجنرال فرانكو الذي كان مواليًا لنادي ريال مدريد، ويكن كراهية شديدة لنادي برشلونة بسبب قضية انفصال الإقليم عن المملكة الإسبانية.
 
ووفقًا لتقرير نشرته صحيفة " ذا صن " البريطانية، فإن دي ستيفانو جاء إلى إسبانيا لخوض بطولة ودية مع نادي ميلوناريوس الكولومبي الذي كان يلعب ضمن صفوفه في عام 1952 بنظام الإعارة قادماً من نادي ريفر بليت الأرجنتيني، وبعدما نال إعجاب مسؤولي نادي برشلونة تقدمت إدارة النادي بعرض لضمه، ونجحت في الحصول على إتفاق مع ناديه الكولومبي بمساعدة من احد محبيه الكتالونيين، الذي يقيم في كولومبيا لتسهيل المهمة.
 
وبعدما كانت الأمور تسير لصالح برشلونة ، إلا ان أمورًا استجدت جعلت الكولومبيين يتراجعون عن إتفاقهم، مما اجبر مسؤولي "البارسا" على التوجه إلى إدارة نادي ريفر بليت باعتبارها تملك الحقوق القانونية للاعب، لكن الاتحاد الإسباني دخل على خط الصفقة، واعتبر أن النادي الكولومبي هو من له صلاحية تحديد مستقبل ومصير دي ستيفانو، ليجد مسيّور النادي الكتالوني أنفسهم في موقف ضعيف شعروا من خلاله بوجود مؤامرة تستهدف قطع الطريق عليهم في ضم الجوهرة الأرجنتينية ومنعه من الانتقال إلى مدينة برشلونة وتغيير طريقه نحو مدريد.
 
واستغل سانتياغو بيرنابيو رئيس ريال مدريد - آنذاك- الثغرة ليقدم عرضاً مالياً للكولومبيين أفضل من نظيره الكتالوني، كما استغل تشريعاً غريباً سنه الاتحاد الإسباني ينص على ان دي ستيفانو بإمكانه أن يلعب للغريمين كل موسم لأحدهما على أن يدشن تنفيذ هذا القانون الغريب بإرتدائه قميص النادي المدريدي، وهو الأمر الذي رفضه مارتي كاريتو رئيس نادي برشلونة - آنذاك - ليقدم استقالته ويقوم بتمزيق العقد المحرر مع الكولومبيين احتجاجًا على المؤامرة التي حيكت ضد ناديه، رغم انه ابرم عقداً رسمياً معهم لضم دي ستيفانو اعترف به حتى الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا".
 
وبحسب ما أوردته الصحيفة، فإنه كان بإمكان برشلونة أن يستفيد من جهود دي ستيفانو لان كل المعطيات القانونية كانت تصب لصالحه غير أن تدخل الجنرال فرانكو غيّر من مجريات الصفقة وجعل اللاعب يلعب لريال مدريد بدلاً من برشلونة .
 
هذا وساهم دي ستيفانو خلال فترة دفاعه عن الألوان الملكية في ترجيح كفة ريال مدريد على حساب برشلونة خاصة في مباريات "الكلاسيكو" بعدما أصبح أفضل هداف في المواجهات بين الفريقين بتوقيعه على 18 هدفًا في عرين "البارسا" قبل ان يأتي مواطنه ليونيل ميسي ليرجح الكفة "الكتالونية" ويزيحه من صدارة هدافي الكلاسيكو بإحرازه لـ 21 هدفاً.
 
وربما من الغرابة أن دي ستيفانو أنهى مسيرته الكروية في إسبانيا داخل إقليم كتالونيا، ولكن ليس ضمن صفوف فريقها الأول (برشلونة)، بل ضمن صفوف إسبانيول (الفريق الثاني في الإقليم) المصنف ضمن خانة الفرق الموالية لريال مدريد.